تدريب اللفافة العضلية يضمن السلامة ويسهل الحركة

عندما يفكر الشخص في ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، قد يفكر في تقوية العضلات وتحريك مفاصل الظهر والذراعين والساقين، وهي وسيلة فعالة لتحسين مرونة الجسم ونطاق حركته بطريقة تعزز الأداء في مجموعة واسعة من الأنشطة البدنية. لكن يجهل الكثير من ممارسي الرياضة أهمية تقوية اللفافة العضلية التي تعني الأنسجة التي تربط العضلات والأعضاء الأخرى داخل الجسم وكذلك يتجاهلها بعض المدربين.
لندن - تعد اللفافة العضلية نظاما يشكل الرابط بين مكونات هيكل الجسم، حيث يربط مختلف أجزائه من أنسجة وعظام وعضلات، لا يعرفه الكثيرون وهو غير مفهوم على نطاق واسع، وغالبا ما لا يدرك الرياضيون قيمته الحقيقية إذ كان غائبا عن الأبحاث المرتبطة بالتمارين البدنية خاصة وبالصحة عموما. لكن في العام 2007، عُقد أول مؤتمر بحثي في العالم لمناقشة دور نظام اللفافة العضلية المهم داخل الجسم من أجل تعزيز وعي المدربين والرياضيين به.
وتطرق المؤتمر إلى كيفية تدريب اللفافة لتقوية النسيج الضام. وحشد هذا التدريب اهتمام المختصين في مجال الصحة لفوائده وأهميته. وأصبح بذلك معروفا أكثر في الأوساط الرياضية. وازداد، تبعا لذلك، إدراك كبار الرياضيين والمختصين في هذا المجال لأهمية تدريب اللفافة العضلية، مما دفعهم إلى إدراجه كجزء من نظام التمارين اليومي.
ويقدم المختصون اليوم العديد من النصائح لتدريب اللفافة العضلية بعد أن تم التعريف بها أكثر، مبينين كيفية تعزيز التمارين التي تقويها لدعم قدرة الرياضيين على الحركة وتدارك الإصابات وتحسين صحتهم.
خبراء يوصون بتدريب اللفافة العضلية من مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا لمدة من 15 إلى 20 دقيقة على الأقل حتى تشمل التمارين كل جزء من أجزاء الجسم
ما هي اللفافة العضلية: ترتبط أهمية تدريب اللفافة العضلية بدورها الحيوي في تعزيز العضلات ومساعدتها على الحركة. ويعدّ مصطلح “اللفافة” مستخدما على نطاق واسع للإشارة إلى الأنسجة التي تربط العضلات والأعضاء الأخرى داخل الجسم. وتجتمع مكونات هيكل الجسم الهامة بما في ذلك الأوتار والأربطة والأعصاب والعضلات والعظام، وكل ما يعمل على تحريك الجسم كجزء من نظام اللفافة.
وبالتالي، يمكننا القول إن نظام اللفافة موجود في كل مكان داخل الجسم، فهو يبقي كل شيء في مكانه ما يعطي بنية الأجساد التي نعرفها. وبما أنه يوحّد الجسم كله، يجب أن نحرص على سلامته.
اللفافة العضلية تقوم بثلاث وظائف أساسية في الجسم:
إعطاء الشكل: يثبت هذا النظام العضلات معا ويبقيها متماسكة.
توفير القدرة على التحرك: يعمل هذا النظام مع هياكل الجسم الأخرى، ويساهم في الحركة. وتمنح اللفافة القدرة على الحركة المتسقة وغير المقيدة وتمنع الإصابة.
الدعم: بما أن اللفافة متصلة بجميع الهياكل، فهي مسؤولة عن دعم العضلات وحمايتها. ويمتد هذا الدور ليشمل أعضاء الجسم الحيوية.
وتتكون أنسجة اللفافة في الغالب من جزيئات، مما يجعل هذا العنصر مكونا أساسيا لصحة الجهاز ومرونته. وعند ممارسة الرياضة وتمدد العضلات، تخرج المياه من المناطق المجهدة. ومن دون إعادة الترطيب المناسب، تصبح اللفافة جافة ما يعطل الحركة ويزيد من احتمال الإصابة.
ويمكن أن نذكر الإسفنج كمثال رائع لتجسيد اللفافة العضلية. عندما تكون الإسفنجة مبللة، يمكنك تحريكها بسهولة وفي أي اتجاه. وعندما تجف، تصبح صلبة ما يحد من قدرتك على تحريكها. ببساطة، يعمل نظام اللفافة بنفس الطريقة.
وأحيانا يواجه الجهاز مشاكل نتيجة لحركة غير مناسبة تركز على منطقة واحدة في الجسم بطريقة أقل أو أكثر من اللازم. وتعدّ وضعيات الجسم الخاطئة مثالا للحركة غير الطبيعية التي قد تؤثر على سلامة اللفافة، إذ يتواصل التوتر في المناطق التي تضطر اللفافة فيها لدعم العضلات الحاملة للوزن الزائد لفترات طويلة. ومع مرور الوقت، يؤدي هذا إلى تلفها مما يسبب الألم.
تدريب اللفافة العضلية: يتبين من خلال اتصال اللفافة العضلية بكامل أجزاء الجسم دورها الحيوي في بنيته وتماسكه وحركيته، لذلك ينصح المختصون في اللياقة بالحرص على تدريبها وتضمين هذا التدريب كجزء من التمارين الرياضية.
ولا يكفي شرب كمية كافية من الماء لضمان بقاء اللفافة رطبة في جميع أنحاء الجسم، إذ لا يصل الماء إلى جميع أجزائها دائما، مما يفرض علينا تحريك أجسامنا لتحقيق هذه العملية على أكمل وجه. ويتضمن تدريب اللفافة العضلية الحركات والتمارين التي تهدف إلى تعزيز مرونة الأنسجة الضامة وتحسينها. حيث تضمن الحركة الصحيحة بقاء كامل الجسم رطبا، ما يمنع مشاكل الجفاف.
وغالبا ما يشمل تدريب اللفافة حركات وتمارين تمتد على مختلف مناطق أجسامنا بطريقة توزع الضغط على كامل طبقات النسيج العضلي والنسيج الضام. ويساهم ذلك في تسوية اللفافة وتنعيمها، ما يحد من احتمال الالتصاق ويحسن نسق الحركة والمرونة. لذلك، يعدّ تحريك جميع أجزاء أجسادنا جزءا أساسيا من تدريب اللفافة العضلية.
كما يعتبر التدريب ضروريا لتحسين أداء الرياضيين وتسهيل حياتهم اليومية، حيث لا يقتصر الأداء على مجرد انعكاس لقوة العضلات بل يمتد إلى قوة اللفافة العضلية ومرونتها.
ويظل التدريب مفيدا للجميع بغض النظر عن السن. لكن، مع التقدم في العمر، يتزايد جفاف اللفافة العضلية، ما يعطل الحركة ويزيد من احتمال الإصابة.
فوائد تدريب اللفافة العضلية:
- يحسن فعالية برامج تمارين ما بعد الإصابة والتمارين العادية.
- يعزز مرونة النظام العضلي وقدرته على الأداء.
- يمنع الإصابات الرياضية.
- يخفف آلام الظهر والكتفين والرقبة.
- يقلل من احتمال التمزق العضلي.
- يحسن التوازن والتنسيق.
- يعزز الدورة الدموية وتدفق الدم.
- يحسن الحياة اليومية.
وتساعد العديد من التمارين في تدريب اللفافة العضلية، ومن بينها:
مد العضلات: عند تمديد الجسم بالكامل، ستتحسن مرونة اللفافة.
العمل على تحسين المرونة عند الارتداد: تعمل بعض الحركات مثل القفز على تقوية اللفافة.
التمارين الحسية الحركية: تساعد على تنمية إحساسك بجسمك وتعلم كيفية تحريكه. ويحسّن ذلك من القوة والتوازن بطريقة تمكنك من أن تصبح أكثر تحكما في جسمك.
إرخاء اللفافة العضلية: يساهم استخدام منتجات التدليك المصممة لإراحة اللفافة في ترطيبها. ويتطلب التدليك الضغط باستخدام وزن الجسم مما يزيد تدفق الدم ويحفز الأنسجة.
كما تعد الراحة مهمة في ضمان الحصول على أقصى قدر من الفوائد بعد تمارين اللياقة البدنية. فعند التمتع بالراحة، نسمح للفافة بامتصاص الماء لتعويض ما خسرته. ويبقى الاستمرار في ممارسة الرياضة دون راحة كافية عاملا يمنع إعادة امتصاص الماء مما يؤدي إلى الجفاف.
ويغطي تطبيق يحمل اسم “باكرول” مجموعة واسعة من التمارين التي تمكن من تدريب اللفافة العضلية بطريقة منفصلة أو مدمجة في التمارين اليومية. ويوصي الخبراء بتدريب اللفافة العضلية من مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا في فترات تمتد من 15 إلى 20 دقيقة على الأقل حتى تشمل التمارين كل جزء من أجزاء الجسم بما في ذلك أوتار الركبة، عضلات الفخذ، الذراعين، والظهر.
وعموما تتمثل اللفافة العضلية في نسيج يصل بين جميع عضلات الجسم وأعضائه بطريقة توفر الدعم وتمكّن من الحركة. ومن دون ترطيب مناسب وحركة منتظمة، يمكن أن تصبح اللفافة جافة مما يقلص من أدائها.
ويقوي التدريب المنظم اللفافة العضلية ويرطبها، كما يحافظ على صحتها ويبقيها في أفضل حالاتها. وتعدّ صحتها أساسية في منع الألم والإصابة، وتحسين الأداء والقدرة على الحركة.