تحقيق تركي ضد صحيفة يونانية أغضبت أردوغان بعبارة مسيئة

أنقرة تحتج لدى السفير اليوناني على خليفة نشر صحيفة "ديمقراطيا" اليونانية كلمة "تبا" إلى جانب صورة أردوغان.
الثلاثاء 2020/09/22

أنقرة - فتحت النيابة العامة في أنقرة تحقيقا ضد مسؤولين عن صحيفة يونانية، على خلفية نشرها عنوانا مسيئا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثار غضبا واسعا في تركيا.

وقررت النيابة فتح تحقيق بتهمة “الإساءة إلى الرئيس” ضد المسؤولين عن صحيفة “ديمقراطيا” اليونانية، بموجب المواد 12 و13 و299 في قانون العقوبات التركي.

وكانت الصحيفة كتبت في عنوان رئيسي بها قبل أيام “تبا” إلى جانب صورة للرئيس التركي.

ويبدو أن الغضب التركي لم يقتصر فقط على الجهات الرسمية والرئيس أردوغان الذي يبدي امتعاضا شديدا من هذا النوع من الإساءات التي توجه له، بل طال المجتمع اليوناني، فبحسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية فإن وثائق لدى النيابة جاء فيها ”بالنظر إلى صمت أفراد الشعب اليوناني، فإنه من المفهوم أن هذا الانهيار الأخلاقي لا يقتصر على شرائح هامشية”.

تذكر هذه الحادثة بما حدث سابقا مع مقدم برامج تلفزيوني ألماني ألقى قصيدة مسيئة بحق أردوغان، فأصر على مقاضاته واقترب الموضوع من إثارة أزمة دبلوماسية بين البلدين، لأن الحكومة الألمانية رفضت التدخل في الموضوع وساندت حرية التعبير التي يضمنها الدستور الألماني.

وهاجم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الصحيفة اليونانية، وقال إن “تلك العبارة المخزية ستظل لطخة عار في تاريخ الصحافة اليونانية”.

وكالة الأناضول: بالنظر إلى صمت الشعب اليوناني، فإنه من المفهوم أن هذا الانهيار الأخلاقي لا يقتصر على شرائح هامشية

وقال إن تركيا تنتظر من السلطات اليونانية اتخاذ الإجراءات القضائية والإدارية فورا “بحق هؤلاء الأشخاص عديمي الأخلاق الساعين لتخريب العلاقات بين البلدين، والمدانين أساسا من قبل الضمير الإنساني”.

وخاطب نظيره اليوناني “أعتقد أنكم ستتعاملون بحساسية مع الحدث الخطير غير المقبول أبدا وستتخذون الخطوات اللازمة سريعا”.

واستدعت وزارة الخارجية التركية الجمعة السفير اليوناني لدى أنقرة، وأعربت له عن استيائها جراء ما نشرته الصحيفة.

وكتب فخرالدين ألتون، مدير الاتصالات في الرئاسة التركية، في رسالة وجهها إلى المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس ونشرت السبت “بالنيابة عن الحكومة التركية، أدين بأشدّ العبارات نشر الشتائم الموجهة إلى رئيسنا.. على الصفحة الأولى في إحدى الصحف اليمينية المتطرفة”، وحث اليونان على محاسبة المسؤولين عن العمل الذي وصفه بأنه “وقح”.

وقال إن “إهانة زعيم أجنبي ما هي إلا علامة على العجز والافتقار إلى العقلانية، ولا تدخل في نطاق حرية الصحافة أو حرية التعبير”.

وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن حرية التعبير والصحافة تتمتعان بالحماية الكاملة في الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي، لكنها أضافت أن “استخدام لغة مسيئة يتعارض مع الثقافة السياسية لبلدنا ولا يسعنا سوى إدانته”.

ويأتي هذا وسط تصاعد التوترات بين الجارتين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في ظل إصرار تركيا عن التنقيب عن احتياطات الغاز الطبيعي بمنطقة في شرق البحر المتوسط تقول اليونان إنها تابعة لجرفها القاري.

18