تجارب قصصية عربية في مجلة أميركية

في فعالية ثقافية أقامها جاليري وادي فينان بعمّان، جرى إطلاق العدد الخاص بالقصة العربية من مجلة “ذي كومون”، الأدبية الأميركية الفصلية، الصادر حديثا عن جامعة آمهيرست بولاية ماساشوستس، بعد أن حل القاص والكاتب الأردني هشام البستاني رئيس تحرير ضيف للعدد، إلى جانب رئيسة التحرير الأصلية جنيفر آكِر.
يضم العدد، الذي يحمل رقم 11، تجارب قصصية لـقاصين من 15 بلدا عربيا، توزعت على ثلاثة أقسام: القسم الأول “أطياف وشهود” لـحسن بلاسم (العراق)، عبدالرزاق بوكبة (الجزائر)، فاطمة المزروعي (الإمارات)، محمد ربيع (مصر)، منى مرعي (لبنان)، خالد سامح (الأردن)، أحمد المؤذن (البحرين)، أنيس الرافعي (المغرب). القسم الثاني: “الأرق والملجأ” لـمحمد خضيّر (العراق)، مليكة مستظرف (المغرب)، وجدي الأهدل (اليمن)، رشا عباس (سوريا)، لؤي حمزة عباس (العراق)، إسماعيل غزالي (المغرب)، محمد المخزنجي (مصر). القسم الثالث: “خيبة الأمل والرحيل” لـهشام البستاني (الأردن)، زكريا تامر (سوريا)، أحمد الواصل (السعودية)، استبرق أحمد (الكويت)، حسونة المصباحي (تونس)، بسمة النسور (الأردن)، هلال شومان (لبنان)، محمود الرحبي (عُمان)، علاء حليحل (فلسطين).
ترجم هذه القصص كل من: جوناثان رايت، آدم طالب، كاثرين هولز، محمد الصاوي حسن، ناريمان يوسف، نشوى جوانلوك، آندرو ليبر، روث أحمدزاي كيمب، إليزابيث جاكيت، أليس جوثري، وليام ماينارد هتشنز، ياسمين حنوش، فدوى القاسم، ثريا الريّس، مايا ثابت، غادة مراد، سواد حسين، وآنا ستانتون.
كما تضمن العدد، الذي قدم له بمقالين يوسف رخا (مصر) ومارشا لينكس كوايلي (الولايات المتحدة)، أعمالا فنية وفوتوغرافية وكولاجا للفنانين: أُنس غيماجي (تونس)، بدر محاسنة (الأردن)، ريم يسوف (سوريا)، بهاء السوقي (لبنان)، ومحمد التميمي (الأردن).
يهدف العدد إلى “زيادة النسبة الضئيلة جدّا من الأدب العربي المتوفر باللغة الإنكليزية”، بحسب رئيسة التحرير جنيفر آكِر، التي أشارت إلى ضيق “المساحات المتاحة لاكتشاف الأصوات العربية”، مضيفة أن العدد “يشكّل نقلة نوعية في زيادة المعرفة بالتنوع الكبير للفن القصصي المكتوب في ذلك الجزء من العالم”.
ومن جهته، كتب هشام البستاني أن العدد “يوفّر لقارئ الإنكليزية مجموعة غير مسبوقة من القطع الأدبية والفنية لكتّاب وفنانين عرب يُعبّرون عن التنوّع الكبير في الأجيال والبلدان والجندر، والاتجاهات الكتابية، ويساهم في كسر الصورة النمطية الساذجة السائدة في أذهان الكثيرين عن العالم العربي، خصوصا في الولايات المتحدة؛ حيث لا يحظى الأدب العربي باهتمام يُذكر”.
المجلة سوّغت اختياراتها لقصص العدد بأنها ثمرة 3 سنوات من البحث والتنقيب في المدونة القصصية العربية
وفي السياق ذاته نشر البستاني مقالا حول تحديات ترجمة الأدب العربي، مقارنا فيه بين ما تنشره المجلة من قصص لكتّاب أميركيين والقصص العربية في هذا العدد قائلا “هناك فرق واضح بين ما نشرناه في هذا العدد، وما تنشره المجلة عادة بقلم كتاب أميركيين. أهم فرق هو الواقعية، وطريقة تصوير الأماكن والأشخاص. في الولايات المتحدة، تسيطر الواقعية على التقاليد الأدبية والكتابية، فتخرج الشخصيات المتخيلة إلى الحياة عبر تضافر تفاصيل محددة مشابهة للحياة، متعلقة بكلامها، وتصرفاتها، ومظهرها، وكذا الأماكن، فهي تُقدّم بشكل مفصّل وموحٍ. في حين ثمة تركيز أكبر في القصص العربية على تقديم الأوضاع المبتكرة، أوضاع غالبا ما تكون خطرة، مستحيلة، أو من عوالم أخرى، ونلاحظ- داخل النصوص- أناسا يعانون ويصارعون في بيئاتهم المحيطة، لكن بمستوى عالٍ من التخمين والتأمل يندر وجوده في الأدب الأميركي. أثناء تحريري لهذه القصص، كثيرا ما كنتُ أقول لنفسي: لم أقرأ أبدا شيئا مشابها لهذه الكتابة”.
اشتملت الفعالية الثقافية، أيضا، على حديث لكل من محررَي العدد جنيفر آكر وهشام البستاني، وقراءات قصصية للكتّاب الأردنيين المساهمين في العدد؛ بسمة النسور، خالد سامح، وهشام البستاني.