تباين الطموح يشعل منافسات المجموعة الثانية في غرب آسيا

المنتخبات الأربعة في المجموعة الثانية من بطولة غرب آسيا تجتمع في عنصر مشترك في ما بينها يتركز أساسا على أن تكون البطولة فرصة لاكتشاف النجوم الشابة.
السبت 2019/08/03
فرصة شباب الأخضر للبروز

سيكون اهتمام المتابعين لبطولة غرب آسيا مركزا على منافسات المجموعة الثانية التي تنطلق الأحد بين أربعة منتخبات (الأردن والبحرين والسعودية والكويت) ستخوض غمار هذه المسابقة بطموحات متباينة، أملا في الاستعداد لقادم المنافسات ومنها بالخصوص بطولتي كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023. 

أربيل (العراق)- تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية نحو مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وتحديدا إلى ملعب فرانسو حريري، أين تنطلق منافسات المجموعة الثانية من بطولة غرب آسيا في نسختها الجديدة، حيث تقام مقابلتان تجمع الأولى بين المنتخب الأردني ونظيره البحريني، في حين ستتركز اهتمامات المتابعين على الديربي الخليجي الذي سيجمع بين الأخضر السعودي مع نظيره الكويتي.

ويرى محللون أن منتخبات هذه المجموعة الأربعة تجتمع في عنصر مشترك في ما بينها يتركز أساسا على أن تكون هذه البطولة فرصة لاكتشاف بعض النجوم الجدد باعتبار أنها تشارك في معظمها بتشكيلات شابة.

ويدخل المنتخب السعودي بتشكيلة شابة ستخوض غمار هذه البطولة التي يراهن العديد من المحللين على أنها ستفتح الباب أمام الكثير منهم للتألق والبروز. وفضل مدرب المنتخب السعودي يوسف عنبر الدمج بين عناصر الخبرة واللاعبين الواعدين في قائمته المشاركة في بطولة غرب آسيا‏، بما يسمى “منتخب الرديف” و”منتخب الأمل”، ويأمل القائمون على المنتخب في أن يكونوا رافدا لتشكيلة الأخضر الأول.

وجوه جديدة

وجه عنبر الدعوة إلى مصطفى ملائكة، حارس الفيصلي وثالث حراس الأخضر بعد محمد العويس ووليد عبدالله، الذي يملك خبرة طويلة مع أندية الأنصار والاتحاد والفيصلي، ويعتبر من نجوم الموسم الماضي. وعلى الجهة الأخرى يعد متعب المفرج، لاعب نادي الهلال العائد من التعاون، الحاصل على لقب أفضل لاعب واعد من أهم نجوم هذا الخط، حيث سيكون مطالبا بإثبات نفسه مع المخضرمين حاتم بلال وسامي الخيبري وحسين الشويش.

كما تمثل البطولة فرصة سانحة للظهير الأيمن الواعد يزيد البكر، المنتقل هذا الموسم إلى الأهلي، لكشف إمكاناته وهو لاعب موهوب أثبت جدارته مع المنتخب في المباريات الودية الأخيرة، أما حسان تمبكتي لاعب الوحدة فستكون تجربته الأولى وهو مرشح للظهور بقوة. وتتركز الخبرة في هذا الخط مع عدد من اللاعبين في مقدمتهم محمد الفهيد، لاعب المحور صاحب الأداء الثابت مع الفتح، وأحد نجوم الذهب في “النموذجي”، وسبق له تمثيل المنتخب في عدة مناسبات.

ويرافق الفهيد رفيق الدرب السابق ربيع سفياني اللاعب الخبير الذي سبق له تمثيل عدة أندية كبيرة بدءا بالفئات السنية بنادي الهلال مرورا بالفتح بطل دوري 2012 والنصر والاتحاد والتعاون، وهو لاعب يجيد مساندة المهاجمين وتسجيل الأهداف، وكان حضوره مع التعاون لافتا الموسم الماضي.

فيتال بوركلمانز: رفعنا مستوى الانسجام بين الوجوه الشابة وأظهرنا أداء مطمئنا
فيتال بوركلمانز: رفعنا مستوى الانسجام بين الوجوه الشابة وأظهرنا أداء مطمئنا

ويطمح نايف هزازي وصالح العمري في أن تكون لهما بصمة في هذه البطولة، وهما لا يقلان موهبة عن سابقيهما. ويعول كثيرا في صناعة اللعب على علي النمر، لاعب الوحدة والذي سبق أن لعب للشباب وأعير لنادي نومانسيا الإسباني، وهو قادر على صناعة اللعب ببراعة وفتح الثغرات لثنائي الهجوم بمهارته في المراوغة على الأطراف.

ومن أبرز المواهب في هذا الخط، الواعد محمد المجحد المتألق مع الفتح في دوري الموسم الماضي، والذي يتنافس عليه قطبا جدة الاتحاد والأهلي رغم إصرار ناديه على عدم التفريط به. وينتظر الثلاثي عبدالمحسن ‏القحطاني وعبدالكريم القحطاني وخالد الكعبي، أن يكون لهم حضور كبير عند منحهم الفرصة من قبل المدرب.

الثلاثي الهجومي هارون كمارا وعبدالفتاح آدم، ومعهم الموهوب حسن شراحيلي نجم الباطن حاليا وضمك سابقا المتألق الموسم الماضي، وبالتحديد الثنائي كمارا وآدم، ستتركز عليهم الأنظار كثيرا، بعد صفقاتهم القياسية. وبالموازاة مع هذه الوجوه الشابة التي يضع المدرب كل ثقته فيها، فقد قلل عدد كبير من الملاحظين من مشاركة المنتخب السعودي في البطولة واعتبروا أنها خجولة في ظل الاهتمام الموجه نحوها من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم.

وقبل انطلاق البطولة تفاعل عدد كبير من المتابعين للمنتخب السعودي مع طريقة استعداد الأخضر لهذه المسابقة، حيث عين اتحاد الكرة جهازا فنيا مؤقتا بقيادة المدرب الوطني يوسف عنبر لقيادة المنتخب في هذه البطولة، فضلا عن المشاركة بمنتخب رديف وعدم الاستعداد الأمثل لها إذ تم تجميع اللاعبين المشاركين قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة.

ولا تدعو حظوظ الأخضر السعودي في البطولة إلى التفاؤل في ظل عدم استعداد المنتخب السعودي للبطولة وعدم جاهزية اللاعبين الذين خرجوا من معسكرات أنديتهم الإعدادية المقامة خارج البلاد. والتحق لاعبو المنتخب السعودي الأول بمعسكر داخلي في العاصمة السعودية الرياض الأحد الماضي قبل 7 أيام من موعد أول لقاء للسعودية في البطولة أمام الكويت يوم 4 أغسطس في مدينة أربيل العراقية ضمن منافسات المجموعة الثانية من البطولة.

وكان الاتحاد السعودي قد أعلن مؤخرا أنه اختار الفرنسي هيرفي رينارد، مدربا لقيادة الأخضر في الاستحقاقات الدولية المقبلة وأبرزها التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس أمم آسيا 2023، لكنه لن يركز على بطولة غرب آسيا، إذ سيوجه تركيزه كاملا على مشاركات الأندية السعودية في دور الـ16 من دوري أبطال آسيا لمتابعة لاعبيها تمهيدا لاختيار قائمته الأولى.

ظهور مميز

على الجهة الأخرى يتطلع المنتخب الكويتي إلى ظهور مميز في بطولة غرب آسيا المقامة حاليا في العراق لاستعادة بعض من خطورته التي تعطلت لمدة 4 سنوات بسبب الإيقاف الدولي والذي طال الرياضة الكويتية بشكل عام. ويعود المنتخب الكويتي إلى أجواء المنافسات العربية والقارية من بوابة بطولة غرب آسيا آملا في كتابة صفحة جديدة تبدّد النظرة لكرة القدم الكويتية بعد رفع الحظر الدولي الذي كان مفروضا على الرياضة في السنوات الأخيرة.

ويجدد المنتخب الكويتي العهد مع المنافسات منذ خليجي 20 في اليمن وبطولة غرب آسيا 2010 في الأردن وكلاهما آل لقبهما إلى الأزرق، وبعدها لم يقدم الأخير المردود المنتظر، بما في ذلك المباريات التي أقيمت على أرضه ووسط جماهيره عندما استضافت الكويت نسخة 2012 من منافسات غرب آسيا وخليجي 23.

البطولة تمثل فرصة سانحة للظهير الأيمن الواعد يزيد البكر، المنتقل هذا الموسم إلى الأهلي، لكشف إمكاناته وهو لاعب موهوب أثبت جدارته مع المنتخب في المباريات الودية الأخيرة

وتعددت أسباب إخفاقات منتخب الكويت ما بين تخطيط لا يلبي الطموح وعدم وجود استقرار فني وإداري، وصولا إلى ثلاث سنوات عجاف عانت فيها الرياضة الكويتية من الإيقاف الدولي في كافة الألعاب بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية.

وبات المنتخب الكويتي في مفترق طرق اليوم خلال مشاركته في بطولة غرب آسيا والتي انطلقت الثلاثاء ويستهلها الفريق الأزرق الأحد بلقاء نظيره السعودي في ديربي خليجي عربي لا يقبل القسمة إلى اثنين. ويعول الأزرق الكويتي على عدد وافر من الأوراق الرابحة إلا أن المسؤولية الأكبر ستكون على عاتق المرعب الصغير بدر المطوع.

ولا يزال نجم الكرة الكويتية ونادي القادسية بدر المطوع يحتفظ ببريقه وخطورته رغم بلوغه 34 عاما. ويدخل المطوع، الحاصل على لقب أفضل لاعب في الموسم المنقضي، في امتحان صعب لإثبات جدارته في غرب آسيا وتأكيد قدرته على العطاء وأنه لا يزال الرقم الصعب في الكرة الكويتية. وحل المنتخب الأردني “النشامى” الخميس، بمدينة أربيل بعدما أنهى تحت إشراف مدربه البلجيكي فيتال بوركلمانز معســكره الإعــدادي في تركيا.

وكان بوركلمانز قال قبل السفر إلى أربيل “رفعنا مستوى الانسجام بين الوجوه الشابة وركائز الفريق، واختبرنا العديد من اللاعبين في مختلف المراكز”، مضيفا “أظهرنا أداء مطمئنا قبل انطلاق بطولة غرب آسيا”. وينتظر أن يكون المنتخب الأردني خصما عنيدا لنظيره البحريني الذي تشير كل الترشيحات إلى أنه يبقى منافسا نديا على الورق.

22