تألق الترجي التونسي يؤكد نجاح تعاقداته الصيفية

الشعباني مدرب الفريق يأمل في التتويج بأكبر عدد من الألقاب هذا الموسم.
الجمعة 2019/11/01
رقم صعب في كتيبة الترجي

برهن الترجي الرياضي التونسي على أنه لم يتأثر بخروج عدد كبير من لاعبيه في أعقاب الموسم الماضي، حيث كانت انطلاقته هذا الموسم موفقة للغاية في كل المسابقات، وأثبت ذلك خلال مباراته الأخيرة ضد الصفاقسي، نجاح الترجي إلى حد الآن كان بفضل قيمة الانتدابات التي قام بها خلال الصائفة الماضية.

تونس - ربما انتظر الترجي الرياضي إلى غاية الأسبوع السادس من الدوري التونسي كي يثبت أنه في أفضل حالاته خلال هذا الموسم، حيث خاض اختبارا صعبا خارج ملعبه ضد النادي الصفاقسي لكنه خرج بالعلامة الكاملة بعد أداء جيد وعرض قوي. وتمكن الترجي من تأكيد حجم قدراته وقوة رصيده البشري، بما أنه هزم مضيفه بإقناع، لينجح تبعا لذلك في مواصلة حصد النتائج الإيجابية، بما أنه خاض إلى حد الآن ثمانية مباريات لم ينهزم خلالها في أي مناسبة حيث حقق الفوز في ست مواجهات وتعادل في مناسبتين فقط.

وبعد أن حامت الشكوك بخصوص قدرة الفريق على مواصلة التألق للموسم الثاني على التوالي في ظل رحيل عدد كبير من الركائز الذي ساهموا في تحقيق نتائج تاريخية الموسم الماضي، تبددت الشكوك بعد أن أكد الفريق أنه أصبح أقوى من ذي قبل.

وفي هذا السياق أوضح الناقد الرياضي التونسي خليل بلحاج علي أن أداء الترجي في تصاعد مستمر، فبعد أن عانى من صعوبات ظرفية خلال المباريات الأولى لهذا الموسم، سرعان ما طوّر مستواه وقدم عروضا قوية خاصة في منافسات الدوري المحلي.

الإضافة مؤكدة

يبرر الحاج علي هذا التحسن الملحوظ بحصول الانسجام بين اللاعبين خاصة بعد خروج عدد كبير من ركائز الموسم الماضي واستقدام لاعبين جدد، وقال في هذا الصدد “بالتوازي مع المحافظة على عدة لاعبين جيدين، عرف الفريق توافد عدد كبير من اللاعبين الجدد، لذلك انتظر الجهاز الفني اندماج الوافدين الجدد حتى حصل التناغم المطلوب وهو ما ساهم في حصول تحسن كبير في أداء الفريق”.

ومما لا شك فيه أن إدارة الترجي انصرفت خلال “الميركاتو” الشتوي إلى تعزيز الفريق بعدد كبير من اللاعبين في ظل رحيل كل من سعد بقير وفرانك كوم وأيمن بن محمد وخاصة النجم الجزائري يوسف البلايلي. وكانت الانتدابات موجهة وارتكزت أساسا على السوق الجزائرية بما أن قوانين الاتحاد التونسي تسمح باعتبار لاعبي دول شمال أفريقيا لاعبين محليين.

الانتدابات موجهة وارتكزت على السوق الجزائرية بما أن قوانين الاتحاد تسمح باعتبار لاعبي دول شمال أفريقيا لاعبين محليين

ونجح الفريق في التعاقد مع الرباعي الجزائري عبدالقادر بدران وإلياس الشتي وعبدالرؤوف بن غيث وبلال بن ساحة، هؤلاء اللاعبون وقع تأهليهم سريعا ليشاركوا في المباريات الأولى خلال هذا الموسم، فنجح جلهم في تقديم الإضافة المطلوبة، الأمر الذي ساعد الفريق على تعزيز قدراته وتخطي آثار خروج عدد من لاعبي الموسم الماضي.

فضلا عن ذلك نشط فريق “باب سويقة” محليا وخارجيا وتعاقد مع عدد آخر من اللاعبين أبرزهم المهاجم الإيفواري إبراهيم واتارا ولاعب الوسط الغاني كوامي بونصو.

ولم يخف المدرب معين الشعباني ارتياحه وسعادته بما قدمه هؤلاء اللاعبون للفريق خلال فترة وجيزة، حيث أشار في حديثه لـ”العرب” قائلا “يمكن القول إن التعاقدات الصيفية كانت موفقة وصائبة إلى حد كبير، حيث لم يعان الترجي من الفراغ على مستوى الرصيد البشري، لأن هؤلاء اللاعبين تأقلموا بسرعة وقدموا الإضافة، أعتقد أن الأداء الجيد للفريق خلال المباريات الأخيرة يثبت هذا المعطى”. وأوضح الشعباني أن ما قدمه الترجي خلال المباراة الأخيرة ضد مضيفه النادي الصفاقسي يؤكد أن الفريق في أفضل حالاته وهو في طور التحسن من مباراة إلى أخرى.

طموحات أكبر

ساد الاعتقاد مع نهاية الموسم الماضي أن مهمة الترجي الرياضي في هذه الفترة ستكون صعبة من أجل المراهنة على كل الألقاب، فبعد الحصول على لقب دوري الأبطال في مناسبتين متتاليتين إضافة إلى التتويج بلقب الدوري المحلي في ثلاث مواسم متتالية، اعتقد بعض الملاحظين أن أداء الفريق سيتراجع.

غير أن المدرب الشاب معين الشعباني أثبت العكس، فمستوى الترجي يبدو مطمئنا إلى حد كبير خلال بداية الموسم الحالي، فضلا عن ذلك فإن ما يتوفر للفريق من لاعبين جيدين يؤكد أن الترجي لديه كل القدرات التي ستساعده على الذهاب بعيدا في منافسات هذا الموسم.

وفي هذا الصدد أوضح الشعباني بالقول “طموحاتنا كبيرة وأهدافنا عديدة، نسعى مجددا للتتويج القاري، ونريد أيضا مواصلة فرض سيطرتنا محليا، كما يبقى اللقب العربي ضمن أولوياتنا، من الممكن القول إن المجموعة الحالية من اللاعبين قادرة على خوض عدد كبير من المباريات في جميع المسابقات وتحقيق النتائج المرجوة”.

ولم يخف الشعباني سعادته بوجود رصيد بشري ثري للغاية الأمر الذي سيساعده مثلما حصل في الموسم الماضي على التعامل مع العدد الكبير من المباريات التي تنتظر الفريق في قادم المواعيد. كما يعول الجهاز الفني على استعادة بعض ركائز الفريق مستواهم المعهود على غرار أنيس البدري الذي استعاد بريقه في الفترة الأخيرة بعد أن ساهم في تأهل المنتخب التونسي للمحليين إلى نهائيات بطولة أفريقيا بفضل تسجيله ثلاثية ضد المنتخب الليبي، قبل أن يؤكد تألقه بتسجيل أربعة أهداف في مباراتين مع الترجي.

وفي هذا السياق أوضح البدري في تصريحه لـ”العرب” قائلا “بعض النسق الماراثوني الذي خضع له الفريق طيلة موسمين متتالين، تراجع أداء بعض اللاعبين نسبيا، لكن فترة التحضيرات الصيفية مكنتنا من استعادة ثوابتنا وقدراتنا، وهذا الأمر ساعد الفريق على العودة بسرعة إلى نسقه المعهود، وما هو مؤكد أن الأداء الحالي يحفزنا على المراهنة بكل قوة على جميع الواجهات”.

ويخوض الترجي الرياضي الأحد المقبل مباراة ذهاب دور الستة عشر لكأس محمد السادس للبطولة العربية عندما ينزل ضيفا على أولمبيك آسفي المغربي وعينه على تحقيق نتيجة إيجابية تعبد أمامه الطريق لمواصلة مسيرته نحو التتويج مجددا باللقب العربي.

22