بوينغ تعود للسباق بعد استئناف تصنيع 737 ماكس المحظورة

بوينغ تستأنف إنتاج طائراتها 737 ماكس الممنوعة من التحليق لكن لا يزال يتعيّن عليها الحصول على موافقة سلطات الطيران المدني على تعديلات أدخلتها على الطراز.
الجمعة 2020/05/29
عودة إلى السباق المحتدم

نيويورك- طوى عملاق صناعة الطيران الأميركي بوينغ كوابيس توقف إنتاج طائرتها ماكس 737 لتعود مجددا إلى السباق المحتدم مع منافستها المباشرة شركة أيرباص الأوروبية في هذه السوق.

وأعلنت بوينغ الخميس أنّها استأنفت إنتاج طائراتها من طراز 737 ماكس الممنوعة من التحليق منذ أكثر من عام في أعقاب كارثتين جويّتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصا.

وقالت في بيان صدر من مقرّها بمدينة سياتل إنّ “برنامج 737 استأنف تجميع الطائرات بوتيرة بطيئة، منفّذا في الوقت نفسه أكثر من عشر مبادرات تهدف إلى تحسين سلامة بيئة العمل وجودة المنتجات”.

ولكنّ هذا الإعلان لا يعني أنّ عودة هذه الطائرة إلى الأجواء وشيكة، حيث لا يزال يتعيّن على بوينغ الحصول على موافقة سلطات الطيران المدني على تعديلات أدخلتها على الطراز خاصة نظام تعزيز خصائص المناورة المتّهم بالتسبّب بالحادثين المميتين.

علقت بوينغ إنتاج طراز 737 ماكس في يناير الماضي، في محاولة منها لتخفيف التوتّرات الحادّة التي كانت قائمة بين رئيسها التنفيذي السابق دنيس مويلنبرغ من جهة وسلطات الطيران المدني

ولإتمام الخطوة، يتعيّن على الشركة الأميركية إخضاع الطراز المعدّل لرحلة تجريبية تشرف عليها سلطات الطيران المدني الأميركية. وتحاول الشركة الأميركية ترك تلك الكبوة خلف ظهرها بعد أن أثرت على سمعتها وألغيت شركات طيران طلبيات كانت مقررة من بوينغ.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في قاع الطيران الأميركي قولها إن “هذه الرحلة التجريبية لن تجري قبل يونيو ما يعني أنّ بوينغ لن تتمكّن على الأرجح من الالتزام بالجدول الزمني الذي كانت تأمل الالتزام به والذي ينصّ على عودة 737 ماكس إلى التحليق بحلول منتصف عام 2020”.

ويأتي الكشف عن الخطوة في وقت يستعد عمالقة الطيران في العالم لإعادة هيكلة قطاع للتحليق بوتيرة أكبر خلال الفترة المقبلة بعد انهيار تاريخي للطلب العالمي على السفر في أعقاب جائحة كورونا.

وفتحت حادثتا طراز ماكس 737 نقاشا دوليا واسعا كان متبوعا بعدة تساؤلات حول تكرر حوادث طائرات الرحلات المتوسطة للشركة الأميركية، وتحديدا الرحلات المسيرة لطائرات بوينغ 737 ماكس 8.

ويقول محللون في القطاع إنه عندما تسقط طائرتان جديدتان تقريبا من نفس الطراز، في وقت قصير نسبيا، وفي وقت طيران مشابه، فإن نواقيس الخطر تدق بشكل صاخب.

وكانت سلطات الطيران العالمية أمرت بوقف تحليق 737 ماكس في أعقاب تحطّم طائرة من هذا الطراز تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في مارس العام الماضي، في ظروف مشابهة لحادث تحطّم طائرة من الطراز نفسه تابعة لشركة لايون أر في أكتوبر 2018.

وعلقت بوينغ إنتاج طراز 737 ماكس في يناير الماضي، في محاولة منها لتخفيف التوتّرات الحادّة التي كانت قائمة بين رئيسها التنفيذي السابق دنيس مويلنبرغ من جهة وسلطات الطيران المدني وشركات النقل الجوي من جهة أخرى.

يتعيّن على الشركة الأميركية إخضاع الطراز المعدّل لرحلة تجريبية تشرف عليها سلطات الطيران المدني الأميركية

وقبل تعليق الإنتاج أنتجت الشركة الأميركية نحو 400 طائرة من طراز 737 ماكس، ولكن بعد الحادث علقت جميع شركات الطيران العالمية تشغيل الطائرات وتحليقها فوق أجوائها.

وأوقفت شركات الخطوط الجوية في إثيوبيا والمكسيك والصين والبرازيل والأرجنتين وإندونيسيا وغيرها تشغيل طائراتها من طراز ماكس 8.

والتحقت بها شركات طيران مثل كايمان إيرويز، وكوم إير في جنوب أفريقيا وشركة الخطوط الملكية المغربية وشركة إير شاتل النرويجية للطيران منخفض التكلفة. وأثر الحظر على مبيعات وأرباح الشركة، حيث سجلت الشركة خسائر بنحو 641 مليون دولار في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بأرباح قدرها 2.1 مليار دولار بمقارنة سنوية.

كما تراجعت الإيرادات بنحو 26.2 في المئة إلى 16.9 مليار دولار. وعكست الخسارة تكاليف إنتاج غير طبيعية مرتبطة بالتعليق المؤقت لعمليات التصنيع في بيوغت ساوند بسبب الوباء وبسبب تعليق إنتاج ماكس 737.

10