بولندا تتهم بيلاروسيا بالقيام بأكبر محاولة لزعزعة استقرار أوروبا منذ الحرب الباردة

بيلاروسيا تنفي الاتهامات وتنتقد الاتحاد الأوروبي لرفضه استقبال المهاجرين.
الاثنين 2021/11/22
لا تراجع للمهاجرين رغم الأوضاع المأساوية

بوهونيكي (بولندا) - وجه رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الأحد اتهامات جديدة لبيلاروسيا مفادها أن أزمة الهجرة التي تسببت فيها تشكل أكبر محاولة لزعزعة استقرار أوروبا منذ الحرب الباردة.

وأدلى رئيس الوزراء بتصريحاته فيما كان يستعد للقاء قادة من الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي لا تواجه فيه وارسو أزمة حدودية فحسب بل يتصاعد التوتر بينها وبين بروكسل بسبب اتهامات بأنها تنتهك التزامها بالمبادئ الديمقراطية للكتلة.

ويتّهم الغرب بيلاروسيا بافتعال الأزمة عبر استقدام مهاجرين معظمهم من الشرق الأوسط، ونقلهم إلى الحدود بناء على وعود بتسهيل عبورهم إلى الاتحاد الأوروبي.

ونفت بيلاروسيا الاتهامات وانتقدت الاتحاد الأوروبي لرفضه استقبال المهاجرين.

ويفيد المهاجرون مرارا بأن مسؤولين بيلاروسيين أجبروهم على عبور الحدود، لتعيدهم لاحقا السلطات البولندية إلى الأراضي البيلاروسية.

وأضاف مورافيتسكي على تويتر أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر “لوكاشنكو شن حربا بشكل مختلف ضد الاتحاد الأوروبي. هذه أكبر محاولة لزعزعة استقرار أوروبا منذ 30 عاما”، مؤكدا أن “بولندا لن تلجأ إلى الابتزاز وستبذل قصارى جهدها للدفاع عن حدود الاتحاد الأوروبي”.

ماتيوش مورافيتسكي: لوكاشنكو شن حربا بشكل مختلف ضد الاتحاد الأوروبي

ونشر رابطا لبيان بالفيديو حذر فيه من أن “الهدف اليوم بولندا، لكن غدا ستكون ألمانيا أو بلجيكا أو فرنسا أو إسبانيا”.

وأوضح أن لوكاشنكو حصل على “دعم مبطن من فلاديمير بوتين” الرئيس الروسي وحليف النظام البيلاروسي.

وكان لوكاشنكو أفاد شبكة “بي بي سي” الجمعة بأنه “من المحتمل جدا” أن تكون قوّاته قد ساعدت الناس في العبور إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه نفى أن تكون مينسك رتّبت العملية.

وسبق أن وصفت بروكسل وحلف شمال الأطلسي أزمة المهاجرين بأنها “تكتيك جديد”.

وفي وقت لاحق الأحد التقى رئيس الحكومة البولندية نظراءه في دول البلطيق لمناقشة الأزمة، قبل زيارة عواصم أوروبية أخرى هذا الأسبوع.

وقال من إستونيا “تواجه بولندا اليوم حربًا من نوع جديد أسلحتها المهاجرون والتضليل”. وفي ليتوانيا دعا أوروبا إلى “عدم السماح للمشاكل التي تتمّ مناقشتها حاليًا بيننا وبين بروكسل بأن تغطي على الخطر الحقيقي الهائل الذي يلوح في الأفق”.

ومن جانبها رأت نظيرته الليتوانية إنغريدا سيمونيت أن على أوروبا أن “تكثّف الضغط على مينسك”.

ويعتقد بعض المراقبين أن بولندا تستخدم خطاباتها بشأن قضية الحدود في محاولة لصرف النظر عن الإصلاحات المثيرة للجدل التي يعتقد الاتحاد الأوروبي أنها تحد من استقلال القضاء.

وأبلغت المفوضية الأوروبية بولندا الجمعة بإطلاق عملية قد تؤدي إلى حرمانها من الأموال بسبب تهديد النظام القانوني للاتحاد الأوروبي.

وأوضح الخبير السياسي مارسين زابوروفسكي قائلا “في حين أن المشكلة على حدود بولندا خطيرة وتتطلب تضامنا غربيا، مثلا من خلال معاقبة بيلاروسيا، فإن مورافيتسكي يضخّمها لصرف النظر عن انتهاك بولندا لسيادة القانون”.

ومن جانبه قال مدير السياسة في مركز غلوبسيك للبحوث إن ما تقوم به بيلاروسيا “ضئيل مقارنة بالحرب في أوكرانيا والهجوم الإلكتروني في إستونيا عام 2007 والدعم الروسي لليمين المتطرف في أوروبا”.

ورغم وجود مؤشرات على تراجع حدة الأزمة تحدث حرس الحدود البولندي الأحد عن محاولات جديدة للعبور، خصوصا من جانب “مجموعة شديدة العدوانية من مئة” مهاجر.

وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك إن بيلاروسيا غيّرت تكتيكها في التعامل مع الأزمة الحدودية بين البلدين فباتت توجّه مجموعات أصغر من المهاجرين باتّجاه عدة نقاط على طول حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية.

وأضاف أنه يتوقع أن تستمر المواجهة الحدودية أشهرا.

وتخلى المهاجرون عن كل ممتلكاتهم في بلدانهم الأم وأنفقوا آلاف الدولارات للتوجّه إلى بيلاروسيا بتأشيرات سياحية، عازمين على الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. وذكرت وسائل إعلام بولندية أن 11 مهاجرا على الأقل لقوا حتفهم منذ بدأت الأزمة خلال الصيف.

والكثير منهم فارّون من الحرب والفقر في الشرق الأوسط. وبمجرد وصولهم إلى الحدود، يواجهون ظروفا بائسة في ظل درجات حرارة متدنية للغاية.

وتشير هيئات إغاثة إلى أن 11 مهاجرا على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن.

5