بولسونارو يغري واشنطن بتعميق عزلة حكومة مادورو

قرار الرئيس البرازيلي سحب الدبلوماسيين من فنزويلا يهدف إلى إرضاء نظيره الأميركي دونالد ترامب.
السبت 2020/03/07
بولسونارو لا يعلق على اتهامات حكومة مادورو

برازيليا - استدعت البرازيل كل طاقمها الدبلوماسي ومسؤولي الخارجية من فنزويلا وطلبت من حكومة نيكولاس مادورو سحب ممثليها في البرازيل، وفق ما ذكر مصدر حكومي مساء الخميس، ما سيؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الدولتين.

وكان الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو قد وصف حكومة مادورو اليساري بـ”الدكتاتورية” ورد الأخير واصفا بولسونارو بـ”الفاشي”.

وقال المصدر “لن يبقى أحد في أي مكان في فنزويلا”، وذلك في أعقاب كشف الجريدة الرسمية في وقت سابق الخميس، أنه طُلب من أربعة دبلوماسيين وعشرة مسؤولين عدم التوجه إلى السفارة والقنصليات البرازيلية في فنزويلا.

ويرى مراقبون أن خطوة بولسونارو ترمي إلى إرضاء وإغراء الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث من المتوقع أن يتوجه الزعيم البرازيلي اليميني المتطرف إلى الولايات المتحدة السبت.

ويتوجه بولسونارو، المعروف بأنه من المعجبين بنظيره الأميركي، إلى مدينتي ميامي ودالاس الأميركيتين، حيث من المتوقع أن يسعى لجذب استثمارات خارجية تدعم الاقتصاد البرازيلي.

وذكرت الجريدة الرسمية نقلا عن وزارة الخارجية أنه سيتم سحب الموظفين من السفارة والقنصلية في كراكاس، والقنصلية في سيوداد غوايانا وقنصليتها الفرعية في سانتا إيلينا دي وايرين على الحدود البرازيلية.

ومن بين الدبلوماسيين الذين تم سحبهم رودولفو براغا، كبير موظفي السفارة وإيلزا مورييرا مارسيلينو دي كاسترو القنصل العام في كراكاس.

بولسونارو يتوجه إلى ميامي ودالاس الأميركيتين، ويتوقع أن يسعى لجذب استثمارات خارجية تدعم الاقتصاد البرازيلي

والبرازيل واحدة ممّا يزيد عن 50 دولة اعترفت بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا بالإنابة في محاولة للإطاحة بمادورو.

وكان غوايدو قد أعلن نفسه رئيسا بالإنابة مطلع العام الماضي بعدما اعتبر البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة أن مادورو استولى على السلطة عندما أعيد انتخابه عام 2018 في اقتراع طالته اتهامات بالغش على نطاق واسع.

واعترفت برازيليا أيضا بالسفيرة المعينة من غوايدو في البرازيل، ماريا تيريزا بيلاندريا. وتم سحب السفير الأخير المعين من مادورو في البرازيل، عام 2016.

ولم يذكر المصدر الحكومي الذي تحدثت إليه وكالة فرانس برس متى سيُستكمل سحب الدبلوماسيين، لكن وسائل إعلام برازيلية ذكرت أن الإجراءات ستنتهي في غضون شهرين. غير أن التدابير لا تعني أن السفارة ستكون مغلقة، وفق المصدر.

ويقيم في فنزويلا قرابة 10 آلاف برازيلي، وسيكون للإجراءات انعكاسات عليهم على الأرجح.

وقال المصدر إن “الحكومة البرازيلية تدرس كيفية تقديم المساعدة”. واتهم مادورو مؤخرا بولسونارو بجر الجيش البرازيلي “إلى نزاع مسلح مع فنزويلا”.

وكان ذلك في إشارة إلى هجوم شنه فارّون من الجيش على كتيبة عسكرية في ولاية بوليفار الفنزويلية المحاذية للبرازيل، والتي قام في أعقابها خمسة من العسكريين الفنزويليين بطلب اللجوء في البرازيل.

وعندما سأله الصحافيون، رفض بولسونارو على ما يبدو تلك الاتهامات، فيما قالت وزارة الخارجية إن الرئيس “لا يعلق على بيانات لحكومة مادورو الدكتاتورية”.

ولكن حتى بعد ذلك السجال، لم تطلب البرازيل من الدبلوماسيين الفنزويليين مغادرة أراضيها. وفي نوفمبر اقتحم أكثر من عشرة من أنصار غوايدو سفارة فنزويلا في برازيليا، لكنهم غادروها بعد 13 ساعة بضغط من السلطات البرازيلية.

ويرزح اقتصاد فنزويلا تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية أجبرت الملايين على الفرار، خاصة إلى البرازيل المجاورة.

5