بورتريهات الفنان علي رضا شاهدة على إبداعه

تخصص فني يحبه الرسام ويبدع فيه منذ بداية مسيرته.
الاثنين 2024/05/20
البورتريه طقس حياتي لدى علي رضا

وهب علي رضا مسيرته التشكيلية لفن البورتريه، فجال به بين مدن وعواصم عربية وغربية كثيرة، حتى قرر هذه المرة أن يخصص له معرضا يحمل عنوان “بورتريهات” وفيه يعرض نماذج من أعماله المتعددة بأساليب متنوعة.

منذ أكثر من أربعين سنة، غرس الفنان علي رضا، بذرته الخاصة في رسم “البورتريه” على صفحات جريدة الجمهورية، هذه الجريدة التي كانت بمثابة مدرسة صحفية خاصة، وقد بدأت تنمو هذه “البورتريهات”، يوما بعد آخر وتتميز عن الأعمال الأخرى، بخصائص ذاتية، من ناحية التخطيط والتشريح، والأسلوب الفني والبصري الرصين.

ومنذ بدء تجربته الفنية، لم يغادر الفنان علي رضا يوما منطقة رسم البورتريهات، في مسيرته الفنية، حتى وهو يمارس رسم لوحات تجاربه الفنية الأخرى. كانت البورتريهات تسري بشرايينه مسرى الدم نفسه، حيث رسم عشرات البورتريهات لوجوه ثقافية وفنية وأدبية وعلمية، وأصدقاء وأساتذة، بأدق التفاصيل والتشريح الأكاديمي، وفق المنهج الكلاسيكي، الذي أجاده بشكل كبير من خلال تجاربه العميقة في ممارسة وعشق هذا النوع من الرسم.

لهذا احتفت مؤخرا دائرة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والسياحة والأثار العراقية، بتجربة علي رضا من خلال معرضه الشخصي، تحت عنوان “بورتريهات” وضم أكثر من 150 تخطيطا بقلم الرصاص والفحم، فكانت “الموديلات” طيبة النتائج الباهرة.

فنان يعرف كيفية التلاعب بسطوة "الظل والضوء" وعمقهما البارز على وجوه بورتريهاته ويعرف مسبقا النتائج النهائية
فنان يعرف كيفية التلاعب بسطوة "الظل والضوء" وعمقهما البارز على وجوه بورتريهاته ويعرف مسبقا النتائج النهائية

يقول الفنان رضا عن تجربته التي خصصها للبورتريه: “أعمالي في رسم البورتريت ترتكز على تماثل الشكل أولا، والتركيز على الدلالات التعبيرية والجمالية والروحية في الشخصية التي أنوي رسمها، وتتميز بالخطوط الرشيقة التي تشكل النسيج الخطي لمساحات الشكل المتناغم بالظل والضوء وخصوصية الإيهام بالعمق والملمس الخشن والناعم لكل شكل من مفردات البورتريه”.

هذا الفنان يعرف كيفية التلاعب بقيمة وسطوة “الظل والضوء” وعمقهما البارز على وجوه بورتريهاته، ويعرف مسبقا مدى النتائج النهائية التي ستتمخض عنها “خدعة” الملمس المادي الذي يلقيه الظل والضوء “بنوتاته” المتدرجة على الوجه نفسه، فللون الأسود “الغامق” الذي فرض هيمنته المطلقة على مجمل “الموديل” يعطيها قوة ورصانة ووقار كبير. فضلا عن الجانب الحسي الرقيق، الذي يتمتع به الفنان، وهو في أثناء طقوس الرسم والخيال، الذي يعيشه بكل جوارحه، لكي يخرج بنتيجة طيبة ومقبولة وهو ينجز “موديله” بأحسن صورة واقعية – تعبيرية خالصة.

الفنان علي رضا في إنجازاته المتراكمة “نوعا وكما” في تجربته الطويلة هذه، إنما خلق معها روابط أخلاقية، وعلاقة وطيدة ووثيقة بينه ومع موديلاته التي تتسم بالإنسانية شكل عام.

علي رضا سعيد، ولد في ديالي العراق عام 1957، حاصل على دبلوم فني رسم بمعهد الفنون الجميلة بغداد عام 1977، وبكالوريوس رسم في كلية الفنون الجميلة بغداد عام 1984، وماجستير فنون تشكيلية في المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس عام 2004، ودكتوراه علوم وتقنيات الفنون في المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس عام 2013، كما عمل مدرسا لمادة الرسم في المعهد العالي للفنون الجميلة التابع لجامعة تونس.

نظم الفنان معرضه الشخصي الأول عام 1988 على قاعة الرواق، في حين كان معرضه الثاني عام 1992 بالأردن على قاعة عالية، ونظم معرضه الثالث عام 1993 في تونس على قاعة ابن خلدون، أما معرضه الرابع فاستضافته العاصمة الليبية طرابلس عام 1993، ليعود بمعرضه الخامس عام 1995 إلى تونس، واتجه بمعرضه السادس نحو مدينة صفاقس التونسية، وكذلك معرضه السابع الذي نظم بتونس عام 1997 تونس، تلاه معرضه الفردي الثامن بمدينة سوسة -عام 1999، ومعرضه التاسع عام 2008 أيضا بتونس.

حح

كما استضافت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” معرضه الشخصي العاشر بتونس عام 2016، ونظم معرضه الشخصي الحادي عشر في رواق المدينة بتونس عام 2017، في حين كان معرضه الثاني عشر بغاليري ننار بمالمو السويد عام 2019، ومعرضه الثالث عشر في غاليري الأورفلي عمان عام 2020، ومعرضه الرابع عشر  في العراق عام 2022.

وشارك في عدد من المعارض المشتركة منها: مهرجان المحرس الدولي تونس عامي 1993 و1995، بينالي بغداد عام 2002، البينالي المتوسطي/ تونس 2002 و2010، معرض جمعية التشكيليين العراقيين في تونس عام 2003، معرض مشترك مع الخزاف شنيار عبدالله والنحات محمد الأدهمي عام 2003 بقاعة كاليكا، مهرجان الشابة الدولي في تونس عامي 2004 و2006، ومعارض اتحاد التشكيليين التونسيين السنوية منذ عام 1998.

وله مشاركة في البينالي المتوسطي للفنون التشكيلية بنابل (تونس) عامي 2013 و2017، وفي الملتقى العالمي للفنون التشكيلية بتونس عام 2013، وفي بينالي تونس الأول عام 2013، وفي ملتقى بيت الزبير الدولي الأول للفنون مسقط عام 2017، وفي ملتقى معا للفن المعاصر في دورته الرابعة بتونس عام 2019، وفي ملتقى شمس العرب في باريس عام 2019.

وشارك أيضا في ملتقى البرلس الدولي في دورته السادسة بمصر عام 2019، وفي معرض “نقطة سوداء” الذي نظمته الرابطة التونسية للفنون التشكيلية عام 2019، وفي معرض الجائزة الكبرى لبلدية تونس في نوفمبر عام 2019، وشارك في أيام قرطاج الدولية للفن المعاصر بتونس في نوفمبر عام 2019، وفي المعرض الثالث عشر في غاليري الأورفلي بعمان عام 2020. وله أيضا مشاركة في مهرجان الواسطي في دورته الرابعة عشر في بغداد عام 2022.

15