بوتين استقبل أردوغان استقبالا "يليق به"!

الرئيس التركي يتحول إلى مصدر تندر عالمي بعد أن ظهر في فيديو أعدته قناة روسية وهو ينتظر أمام باب مكتب نظيره الروسي قبيل اجتماع لهما في موسكو.
الثلاثاء 2020/03/10
أوقات أردوغان العصيبة

أنقرة- كشف مقطع فيديو مسرب تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينتظر نظيره الروسي فلاديمير بوتين دقيقتين قبل لقائهما في موسكو في الخامس من الشهر الجاري، وهو ما أثار جدلا واسعا.

وأعدّت القناة التلفزيونية “روسيا 1” التابعة للدولة تقريرا تناول اللحظات المحرجة لأردوغان. وأظهر الفيديو الرئيس التركي وهو ينتظر مضيفه أمام باب مكتب بوتين قبيل اجتماع لهما في موسكو.

وظهر أردوغان في المقطع متجهم الوجه ينتظر واقفا ثم جالسا، فيما ظهر أعضاء الوفد المرافق له يحفظون تفاصيل المكان بأعينهم. واعتبر مغردون أن بوتين وجه إهانة لأردوغان بهذا التصرف، حيث تمر العلاقات بين البلدين بتوتر. وسخر البعض بقولهم إن “الاستقبال يليق بأردوغان”.

قناة  "روسيا1" التابعة للدولة أعدت تقريرا مفصلا تناول اللحظات المحرجة لأردوغان

كما أظهرت اللقطات ترجّل أردوغان من المصعد قبل بلوغ الصالة التي سيلتقي بها نظيره الروسي ومن ثم سيره لمدة دقيقتين في أروقة القصر الطويلة التي احتوت لوحات الأباطرة الروس الذين حارب غالبيتهم الدولة العثمانية.

وربط مغردون بين ما حدث في موسكو، مع موقف مماثل وقع في عام 2016، عندما اضطر بوتين لانتظار أردوغان دقيقة و46 ثانية، قبيل لقاء جمع بينهما في تركيا.

وكانت زيارة أردوغان لروسيا قد وصفت بالفضيحة. وأظهرت صور وقوف الوفد التركي كصف مدرسي في الزاوية دون كراسي تحت تمثال الملكة كاترينا التي اعتادت هزيمة العثمانيين وساهمت في انهيار دولتهم. كما أظهر مقطع فيديو ارتباك أردوغان وتخبطه إذ عمد إلى مصافحة وزير خارجيته بدل الوزير الروسي.

وعقدت القمة الأخيرة بين بوتين وأردوغان بعد تصعيد كبير في إدلب في شمال غرب سوريا في ضوء هجوم للقوات السورية بدأته في ديسمبر لاسترداد المنطقة من الفصائل المقاتلة والمتشددة التي تسيطر عليها والتي تدعم أنقرة عددا منها.

وأدت هذه المواجهات إلى توتر العلاقات بين تركيا وروسيا بعدما عززتا تعاونهما في الملف السوري في الأعوام الأخيرة.

وتحوّل أردوغان في المدة الأخيرة إلى مصدر تندر عالمي. وتداول معلقون صورا من كرنفال في ألمانيا أظهر أردوغان على هيئة دبابة يحركها بوتين بالريموت كونترول، في تعبير عن الاستياء الشعبي من تصدير الأسلحة الألمانية لتركيا.

وامتدت السخرية من أردوغان إلى اليونان حيث قام شبان بوضع صورته على صناديق القمامة. وفي ليبيا وضعت صورته على لافتة كبيرة مقترنة بعلم داعش وكتب عليها “يسقط السلطان المعتوه”.

وفي تركيا تراجعت نسبة المؤيدين لأردوغان بشكل كبير. وكان آخر استطلاع للرأي في تركيا صدر فبراير الماضي كشف تراجُع التأييد العامّ لأردوغان وبلغت نسبة تأييده 41 في المئة فيما عبّر 59 في المئة من المستجوبين عن رفضهم لحكمه وهو أعلى مستوى على الإطلاق منذ صعود أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2001.

وكانت نسبة المؤيدين لحكمه بعد محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016 وصلت قرابة 70 في المئة. ويتوقع أن يزيد عدد الرافضين لحكمه في مارس الجاري. وتداول معلقون مقاطع فيديو لرجل ينتحب ويقول “كيف لا أبكي وأردوغان يرسل أبناءنا إلى الموت كل يوم” بعد زيادة عدد الضحايا في سوريا وليبيا.

وذكر مغردون أتراك أردوغان، بحديثه السابق عن عدم رضاه التضحية بأفراد الشعب من أجل أي مكاسب في إطار حل القضية الكردية، في حين يسقط الآن شهداء من الجيش في سوريا وليبيا.

وقبل نحو سبع سنوات، قال الرئيس التركي عبر تويتر مهاجما المعارضة “إن العقلية التي ترضى بتقديم عديد من أبناء الوطن شهداء سنويا، وتتقبّل دفْع مثل هذا الثمن الباهظ ليست إنسانيًّة ولا وجدانية”. الأمر الذي اعتبره العديد من الأتراك تناقضا، مع حديث أردوغان المتكرر هذه الأيام عن ضرورة “الاستشهاد” في سبيل الوطن.

وكان أردوغان وجّه التهنئة للشهداء قائلا “قلت وأقول وسأقول إن تلة الشهداء لن تظل خالية”.

19