بنوك أوروبا ترسل موظفيها للعمل من المنزل

لندن - طلبت البنوك العالمية والشركات الاستثمارية الصغيرة في أوروبا موظفيها بالعمل من المنزل والحد من السفر، حيث يتأهب القطاع المالي لمواجهة تداعيات الانتشار السريع لفايروس كورونا.
وستكون هذه التجربة هي الأولى بالنسبة للكثير من الشركات للعمل من المنزل على نطاق واسع، وتستعد العديد من المكاتب الآسيوية لهذه المؤسسات لتعميم الإجراء في سياق مساعيها لوقف انتشار الفايروس.
وتفيد المؤشرات أن القطاع الأوروبي سيتكيّف مع هذه الإجراءات خصوصا بعد تسجيل إيطاليا أكبر عدد من حالات الإصابة بالفايروس في أوروبا أعقبه سماح بنك أوني كريديت، أكبر بنوك البلد، للكثير من العاملين بالعمل من المنزل.
ونسبت رويترز لشخص مطلع قوله “إن ما يقل عن ثلث موظفي البنك في مقرّه الرئيسي بميلانو يذهبون إلى العمل في الوقت الراهن”.
وقالت مصادر مطلعة إن “بنكيْ كريدي سويس ويو.بي.أس السويسريين انضما إلى بنوك عالمية أخرى في فرض قيود على حركة السفر العالمي للحد من انتشار الفايروس”. وأعلن بنكا ناتيكسس وسوسيتيه جنرال الفرنسيان وبي.بي.في.أي الإسباني منع موظفيهما من السفر إلى مناطق عالية الخطورة وتقليص السفر إلى باقي الأنحاء.
وقالت متحدثة باسم البنك المركزي الأوروبي إن البنك يراقب التطورات وعلى اتصال وثيق بالبنوك التي يشرف عليها في ما يتعلّق بخططها لاستمرار العمل.
وفي الوقت نفسه قالت السلطات التنظيمية المالية في ألمانيا وبريطانيا إنها تواصل متابعة استعدادات البنوك وغيرها من المؤسسات للتعامل مع الموقف.
ووفقا لتوقعات حكومية فقد يتغيّب ما يصل إلى 20 في المئة من القوة العاملة في بريطانيا عن العمل خلال ذروة تفشي وباء.
وقال بنك ناتيكسس إن العاملين في منصته للتداول في هونغ كونغ مجهزون بالفعل للعمل من المنزل، وأضاف أنه سيطبّق الإجراءات نفسها على موظفيه في فرنسا قريبا، وتطبّق شركات أصغر نطاقا إجراءاتها الخاصة للتعامل مع الوضع.
وقال جيمس ووكر الشريك المدير لشركة سوليز كابيتال مانجمنت لصناديق التحوّط الإلكترونية ومقرها لندن “طلبنا من الموظفين عدم التنقل في أوقات الذروة أو ركوب سيارة أجرة وخطوتنا المقبلة ستكون عمل الجميع من المنزل إذا انتشر الفايروس بشكل ملموس”.
ولم يتضح بعد إن كانت هذه الإجراءات المؤقتة ستؤدي إلى تغيير أطول أجلا في عادات العمل في قطاع معروف بساعات العمل الطويلة في المكتب.
ولا يخفي البعض تشاؤمهم حيث قال أحد المتعاملين في السندات في بنك إيطالي “في أسوأ الظروف، مثل فرض حظر على النقل العام أو اتخاذ السلطات قرارا بإغلاق جميع المكاتب فسوف نواجه صعوبات حقيقية في العمل وإذا حدث ذلك فستختفي السوق نفسها”.
وأدى تفشي الفايروس بعديد المعارض التجارية إلى التوقف الإجباري حيث ألغي معرض جنيف بعد أن منعت السلطات تجمعات أكثر من ألف شخص لوقف انتشار الفايروس، الذي تسبب في إصابة 90 ألف شخص حول العالم وأدى إلى وفاة 3100 شخص حتى الثلاثاء الماضي.
وشملت عمليات الإلغاء مؤتمر موبايل وورلد كونغرس الشهر الماضي في مدينة برشلونة الإسبانية، وهو أكبر حدث صناعي للتكنولوجيا اللاسلكية.
وفي مدينة شيكاغو الأميركية، ألغت المنظمة الدولية للأدوات المنزلية هذا الأسبوع برنامجها السنوي المقرر منتصف هذا الشهر. وكان من المتوقع أن يجذب هذا المعرض أكثر من 56 ألف زائر.