بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان يثير مخاوف طالبان

الحلف الأطلسي وواشنطن سيواجهان تحديا لإقناع طالبان بالموافقة على التمديد للبقاء في أفغانستان ضمن خطة يمكن أن تشهد إستراتيجية خروج محسوبة بدرجة أكبر.
الاثنين 2021/02/01
حلف شمال الأطلسي يعيد خلط الأوراق

كابول- قال أربعة مسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن القوات الدولية تعتزم البقاء في أفغانستان لما بعد الموعد النهائي في مايو المحدد في اتفاق حركة طالبان مع الولايات المتحدة، في خطوة من شأنها تصعيد التوتر مع الحركة التي تطالب بانسحاب كامل.

وقال أحد المسؤولين “لن يكون هناك انسحاب كامل للحلفاء بحلول نهاية أبريل”. وأضاف “لم يتم الوفاء بالشروط، وفي وجود الإدارة الأميركية الجديدة ستكون هناك تعديلات في السياسة، ستجري معالجة الميل للانسحاب المتسرع الذي كان سائدا، ويمكن أن نشهد إستراتيجية خروج محسوبة بدرجة أكبر”.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد وقعت اتفاقا مع طالبان في أوائل العام الماضي يدعو لانسحاب جميع القوات الأجنبية بحلول مايو، مقابل التزام المتشددين بضمانات أمنية.

وأشاد ترامب بالاتفاق الذي لم تشارك فيه الحكومة الأفغانية، باعتباره يمثل نهاية حرب مستمرة منذ 20 عاما. وخفّض عدد القوات الأميركية إلى 2500 جندي وهو أقل عدد منذ 2001.

أوانا لونجيسكو: لا نريد البقاء لفترة أطول لكن وجودنا مرتبط بشروط
أوانا لونجيسكو: لا نريد البقاء لفترة أطول لكن وجودنا مرتبط بشروط

وقالت مصادر الحلف إنه يجري الآن بحث التخطيط لما سيحدث بعد أبريل، وسيكون ذلك موضوعا رئيسيا في اجتماع لحلف شمال الأطلسي في فبراير، فيما يزداد موقف الحلف أهمية بعد تهميش ترامب له. وبدأت محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في سبتمبر بالدوحة لكن العنف ظل مرتفعا.

وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف “لا يريد أي من أعضاء الحلف البقاء في أفغانستان لفترة أطول مما يلزم، لكننا أوضحنا من قبل أن وجودنا مرتبط بشروط، الحلفاء ما زالوا يبحثون الوضع بشكل عام ويتشاورون بشأن المضي قدما”.

وتقول كابول وبعض الحكومات والمنظمات الأجنبية إن طالبان لم تلتزم بالشروط بسبب العنف المتصاعد وعدم قطع صلاتها بجماعات مسلحة مثل تنظيم القاعدة، وهو ما تنفيه طالبان. وبدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تسلم السلطة يوم 20 يناير، مراجعة لاتفاق السلام الذي أبرمه ترامب.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن طالبان لم تف بالتزاماتها، لكن واشنطن ظلت ملتزمة بالعملية ولم تبت في مستويات القوات في المستقبل. وذكر مصدران من طالبان أن الحركة أصبحت تشعر بقلق متزايد خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تغيير واشنطن لبنود الاتفاق والإبقاء على القوات في أفغانستان بعد مايو.

وقال قيادي في طالبان بالدوحة “أوضحنا مخاوفنا لكنهم أكدوا لنا احترام اتفاق الدوحة والعمل به. وما يدور على الأرض في أفغانستان يشير إلى شيء آخر. ولهذا قررنا إرسال وفودنا للحديث مع حلفائنا”.

وزار وفد من طالبان إيران وروسيا الأسبوع الماضي، كما ذكر القيادي أن الحركة تجري اتصالات مع الصين. وكانت اجتماعات غير رسمية تُجرى بين المفاوضين في الدوحة، لكن التقدم تعثر في الأسابيع الأخيرة بعد توقف لقرابة شهر.

وسيواجه الحلف وواشنطن تحديا لإقناع طالبان بالموافقة على التمديد لما بعد مايو. وقالت آشلي جاكسون، المديرة المشاركة بمركز دراسة الجماعات المسلحة في معهد التنمية الخارجية وهو مؤسسة فكرية بريطانية، إنه إذا ظل الموقف غير واضح فإن طالبان قد تصعّد الهجمات وربما تعود للهجوم على القوات الدولية.

وأضافت أن غياب الحل “يعلي أصوات مفسدين داخل طالبان لم يصدقوا قط أن الولايات المتحدة سترحل طواعية، ودفعوا باتجاه تصعيد الهجمات حتى بعد إبرام الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان”.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن اجتماع وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي المقرر يومي 17 و18 فبراير سيكون فرصة للحلف الذي اكتسب قوة لتحديد شكل العملية. وأضاف “في ظل وجود الإدارة الجديدة، ستكون هناك نتيجة قائمة على التعاون بشكل أكبر وسيكون لدول حلف شمال الأطلسي رأي”.

5