بغداد تغافل الميليشيات لاستراق أوقات للبهجة والاحتفال

بغداد - وزّعت ميليشيا مجهولة تهديدات مكتوبة، في العاصمة العراقية بغداد، بأنها ستقوم باستهداف أي تجمعات احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية.
وجاء ذلك في وقت بدا فيه أن حياة الليل في بغداد بدأت تستعيد شيئا من حيويتها من خلال تنظيم سهرات لنجوم الفن والطرب في المطاعم الراقية، بالرغم من الأزمات الصحية والاقتصادية والأمنية والسياسية التي تخنق العراق.
لكن استعادة بغداد لشيء من أجواء البهجة والاحتفال، رافقها ظهور متصاعد لميليشيات ذات أسماء غير متداولة من قبل، لا تكتفي بتهديد المحتفلين والمهتمين بتجميل مظاهرهم في محلات الحلاقة وغيرها، وأيضا محتسي الخمور، بل تنفّذ أيضا هجمات على ممارسي تلك الأنشطة والاعتداء عليهم بالضرب وببعثرة أغراضهم وتهشيم المحلاّت التي تستقبلهم.
وأحيا مطربون يمثلون أجيالا فنية مختلفة حفلات ساهرة في مطاعم راقية ببغداد خلال الشهور القليلة الماضية، وسط أجواء من البهجة، تكسر حالة القلق السائدة في البلاد بسبب تفشي وباء كورونا واضطراب الحكومة في ملف دفع رواتب الموظفين.
ويدفع البغداديون بين 50 و200 دولار لحضور واحدة من هذه الحفلات التي يحرص المنظمون على أن يقتصر حضورها على العوائل لتجنب الإشكالات التي قد يتسبب بها الشبان.
وخلال الشهور الماضية بدأ العراقيون في التخلص تدريجيا من القيود التي فرضتها جائحة كورونا، وعادوا إلى ارتياد المطاعم والمقاهي، التي تعد من أكبر مواقع الجذب في بغداد.
وتحاول المحلاّت التي تنظم الحفلات الغنائية الالتزام قدر الإمكان بالتعليمات الصحية الخاصة بالتباعد الجسدي، لكن هذا لن يكون ممكنا حال بدء الحفلة وبدء الحضور في الرقص.
لكن المطاعم والمولات التجارية التي تنظم الحفلات الغنائية الساهرة لا يمكنها أن تقدم المشروبات الكحولية لزبائنها، إذ يتطلب الأمر موافقات خاصة لا يمكن استخراجها.
ويقول متعاملون في هذا القطاع إنّ السماح بتناول المشروبات الكحولية في الحفلات الغنائية سيلفت أنظار الميليشيات الشيعية، حيث يمكن لتدخل أي منها أن ينفّر جميع المطربين العراقيين والعرب عن بغداد.
وتُنظم الحفلات الغنائية حتى الآن في مواقع وسط العاصمة بغداد، حيث تكون الأجهزة الأمنية حاضرة بقوة وكثافة، ولا يمكن تنظيمها في غير هذه الأماكن، لأنها ستكون عرضة لشتى الخروقات.