بطاقة أبل الائتمانية تحارب العملات المشفرة

اتخذت أبل أعلى درجات الحذر في إعلان ملامح بطاقتها الائتمانية “أبل كارد” التي من المتوقع طرحها خلال الشهر الحالي. وتضمنت الملامح المعلنة عددا واسعا من القيود، أبرزها منع استخدامها في شراء العملات المشفرة، التي اتسع الهجوم عليها بسبب تهديدها للنظام المالي التقليدي.
لندن - كشفت شركة أبل عن المزيد من تفاصيل وملامح بطاقتها الائتمانية التي توشك على طرحها، والتي يقول محللون بأنها قد تحدث نقلة نوعية في استراتيجية تنويع إيرادات الشركة، التي تضررت من تراجع مبيعات هواتف آيفون.
وتشير اتفاقية الزبائن الخاصة بالبطاقة الائتمانية، التي نشرها موقع مجموعة غولدمان ساكس المصرفية على الإنترنت، إلى أن بطاقة “أبل كارد” الائتمانية سوف تتضمن العديد من القيود الشائعة، إلى جانب قيود لم يسبق فرضها في البطاقات الأخرى.
ومن أبرز الملامح أن أبل لن تسمح بشراء العملات الرقمية المشفرة باستخدام “أبل كارد” حيث أكدت الاتفاقية بوضوح منع استخدامها في شراء الائتمان النقدي أو المعادل النقدي، وهو ما يشمل العملات الرقمية أو فيش ألعاب الكازينو أو الرهان على ميادين السباق أو تذاكر اليانصيب.
ويبدو أنه من المرجح أن تعزز البطاقة إيرادات الشركة بسبب قاعدة مستخدمي هواتفها وخاصة بين الطبقة المتوسطة ومرتفعي الدخل، رغم تراجع مبيعات هواتف آيفون الذكية، بسبب مواصلة أعداد كبيرة استخدام هواتفهم القديمة.
وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة إن موظفي أبل يستخدمون “أبل كارد” كل يوم في اختبار تجريبي، وسوف نبدأ في طرح البطاقة الائتمانية في شهر أغسطس.
وتشير البيانات إلى أن الكثير من العمليات المالية أصبحت تنفذ من خلال الهواتف الذكية وأن إجراءات الأمان المرتفعة في هواتف آيفون مثل التعرف على الوجه ستجذب كثيرين لاستخدام “أبل كارد”.
ويبدو أن أبل اتخذت أقصى درجات الحذر، على الأقل في بداية طرح بطاقتها الائتمانية، خاصة في ما يتعلق بشراء العملات المشفرة، بعد أن قوبلت خطط فيسبوك لدخول ميدان العملات الرقمية بجبهة رفض واسعة، أجبرتها على التلويح بالتراجع عن إصدارها.
كما فرضت أبل قيودا أخرى مثل منع استخدام بطاقتها الائتمانية مع هواتف آيفون معدلة أو مكسورة الحماية (جيل بروكن) إضافة إلى حصر طلب الحصول على البطاقة والموافقة عليها من خلال تطبيق محفظة أبل (Wallet) ونظام تشغيل آي.أو.أس.
ووصلت اتفاقية أبل إلى التحذير من أن المستخدم إذا قام بإجراء تعديلات غير مصرح بها على جهازه المؤهل لاستخدام البطاقة مثل تعطيل عناصر التحكم أو البرامج عبر عملية كسر الحماية، فإن جهازه قد لا يصبح مؤهلا للوصول إلى حساب البطاقة الائتمانية وإدارتها.
وتوضح الاتفاقية أن استخدام جهاز مؤهل ومعدل في ما يتعلق بالحساب أمر محظور. ويشكل انتهاكا للاتفاقية، وقد يؤدي إلى رفض أبل أو تقييد وصول المستخدم إلى الحساب أو إغلاقه أو فرض أي إجراءات تراها أبل مناسبة.
ويأتي طرح أبل لبطاقة “أبل كارد” في إطار جهود واسعة لتقليص اعتمادها الشديد على مبيعات هواتف آيفون، التي انخفضت بنسبة 12 بالمئة في الربع الثاني من العام الماضي، وذلك من خلال تعزيز الإيرادات من الخدمات والتطبيقات.
ولا يقتصر حظر شراء العملات الرقمية المشفرة مثل بتكوين على بطاقة أبل الائتمانية الجديدة ومجموعة غولدمان ساكس المصرفية.
وسبق أن أعلن عدد من البنوك الأميركية مثل جيه.بي مورغن وسيتي غروب عن حظر شرائها ببطاقات الائتمان في العام الماضي، وقد تبعها عدد من المصارف البريطانية مثل لويدز وفيرجن موني.
أعلنت شركة أبل خلال مكالمة أرباح الربع الثالث من العام 2019 أنها ستطلق بطاقتها الائتمانية الخاصة بها المسماة (Apple Card) في شهر أغسطس، حيث تستمر مبيعات أجهزة آيفون في الانخفاض وتسعى الشركة إلى تنويع نموذج أعمالها.
وكان كوك، قد أعلن الأسبوع الماضي عن مشروع إصدار “أبل كارد” خلال إعلان النتائج الفصلية، التي جاءت أفضل من التوقعات وأدت إلى ارتفاع كبير في أسهم الشركة.
وسجلت أبل في الربع الثالث من سنتها المالية (الربع الثاني من العام) عائدات بقيمة 53.8 مليار دولار، وهو ما يزيد على تقديراتها السابقة البالغة 53.39 مليار دولار.