بصيرا.. قرية أردنية صغيرة بتراث ثقافي كبير

كتاب "بصيرا ذاكرة الزمان والمكان" يبرز مكانة هذه القرية الثقافية وكنوزها التاريخية والحضارية ويحكي سيرة ناسها.

الخميس 2021/08/12
تاريخ وحضارة ضد النسيان

عمان – يحكي كتاب “بصيرا ذاكرة الزمان والمكان” للكاتب جبريل عايد الزيدانيين عن قرية بصيرا الواقعة في محافظة الطفيلة جنوب العاصمة الأردنية عمان، والتي تعد من أقدم المدن في الأردن، وعاصمة الأدوميين الضاربة جذورها في القدم.

ويهدف المؤلف إلى إبراز مكانة هذه القرية الثقافية وكنوزها التاريخية والحضارية من خلال 11 فصلا مقسمة على جزأين رئيسيين، الأول يشرح موقعها والآثار التي تضمها، والثاني يحكي قصة القرية بالتركيز على الجانب الإنساني وحكايات الأجداد.

وخلال حفل إشهار الكتاب الذي أقيم أخيرا في ديوان السعودي في عمان، قال أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، مندوب وزير الثقافة، إن محافظة الطفيلة تتكئ على إرث تاريخي وثقافي وطبيعي شأنها شأن الجنوب الذي شهد انطلاقة الثورة العربية الكبرى، وبدايات تأسيس الدولة، مضيفا أن الوزارة تنظر إلى هذا الإرث التاريخي ككل باعتباره البوصلة الحقيقية للدولة الأردنية والحامي لها.

وبيّن أن بصيرا كما قدمت للوطن قدمت أيضا لفلسطين، مقدرا جهود المؤلف الزيدانيين في إنجاز هذا الكتاب الذي كتب بحس وطني بما فيه من معلومات قيمة ومعرفة تقدم للقارئ بأسلوب متميز.

بصيرا كما قدمت للوطن قدمت أيضا لفلسطين

وقال مؤلف الكتاب الزيدانيين إن “الكتاب حلقة وصل بين الماضي والحاضر، ويروي حكاية قرية بصيرا وتاريخها، إلى جانب استذكار قصص الأجداد بهدف تقريب الفجوة بين الأجيال، ولمعرفة تاريخ القرية التي كانت شاهدة على الكثير من الأحداث”، مضيفا أن الغاية منه هي الحفاظ على تفاصيل الماضي الجميل لبصيرا ولجميع المدن الأردنية التي عايشت حكايات الماضي.

وأشار الزيدانيين إلى أن الكتاب تناول تفاصيل الحياة البسيطة والأدوات المستخدمة حينها، والعادات والتقاليد وأنماط الحياة التي عاشها الآباء والأجداد بأبسط معانيها دون تكلف، من خلال معايشته لها أو لجزء منها، أو ما تم نقله من كبار السن في بصيرا.

وقال الشاعر عبدالرحمن المبيضين إن الكتاب ثمرة جهد كبير قام به المؤلف، حيث تناول قرية بصيرا من حيث المكان، ودورها عبر التاريخ من خلال الحضارات التي تعاقبت عليها، والثروات التي تزخر بها، وآثارها الإسلامية.

ووصف الدكتور عادل جودة الكتاب في قراءته النقدية بأنه إنجاز فكري هام لمؤلف وصاحب رسالة، مضيفا أن الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن الملامح العامة لبصيرا واسمها وموقعها، وكنوزها وثرواتها الطبيعة والحضارات التي تعاقبت على المدينة ومقامات الصحابة فيها، والحياة اليومية فيها بكافة تفاصيلها.

وبين الدكتور جودة تفرد المؤلف من خلال تركيزه على فصل خاص يصف علاقة بصيرا وأهلها بفلسطين قبل النكبة، حيث كان يذهب أهلها إلى الخليل ومنها إلى القدس ومدن فلسطينية أخرى دون عوائق بقصد العمل والتجارة، مشيرا إلى أن الكتاب قيم ويستوفي أساسيات الكتابة ويزخر بالمعلومات التي تفيد الباحثين والمهتمين.

وتحدث الشاعر عدنان السعودي الذي أدار حفل إشهار الكتاب عن جهود المؤلف الزيدانيين في تأليف هذا الأثر المرجعي حول بصيرا، مستعرضا أجزاء منه، كما أشار إلى حضوره في ميدان التربية والتعليم الذي وصل إلى أربعة وعشرين عاما.

15