بريطانيا فضّلت التخلي عن الأكراد على خوض حرب مع صدام حسين

المذكرة تكشف عن عدم وجود رغبة لدى لندن في ذلك الوقت للمزيد من العمل العسكري على نطاق واسع.
الخميس 2020/12/31
التخلي عن الحلفاء الأكراد

لندن – كشفت وثائق حكومية بريطانية رفعت السرّية عنها الأربعاء، أن بريطانيا في عهد رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور كانت تخشى من احتمال الانجرار إلى حرب أخرى بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق وتفكر في التخلي عن حلفاء أكراد.

ونشر الأرشيف الوطني للمرة الأولى هذه الرسالة السرية التي تعد واحدة من العديد من الوثائق تعود إلى السنوات الأخيرة من ولاية ميجور بين 1995 و1997.

وحذّر جون هولمز السكرتير الخاص لميجور من أن “الأميركيين قد يسعون إلى رد عسكري على نطاق واسع” إذا سيطرت قوات الرئيس العراقي صدام حسين على المنطقة الكردية في شمال العراق.

وكتب في نوفمبر من العام 1996 قبل اجتماع ثنائي مع وارن كريستوفر وزير الخارجية في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون، أن عملا عسكريا من هذا النوع “لن نتمكن من دعمه ببساطة”.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بما فيهم بريطانيا، أقامت ملاذا آمنا وفرضت منطقة حظر طيران في شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد.

وفي تلك الفترة، بدت المنطقة مهددة بالوقوع تحت سيطرة القوات العراقية بينما كان يدور قتال بين الفصائل الكردية المتناحرة وتدعم بغداد فصيلا ضد آخر. وكان الرئيس العراقي الراحل قد شنّ قبل أشهر عملية توغل واسعة في شمال العراق، مما أدى إلى شنّ ضربات جوية أميركية.

وكتب هولمز “هذا من شأنه أن يشكل معضلة سياسية كبيرة بالنسبة إلينا”. وأضاف “قد يكون الأمر الواقعي بالنسبة إلينا وللأميركيين هو أنه يتعيّن علينا التخلي عن شمال العراق”.

وتكشف المذكرة عن عدم وجود رغبة لدى لندن في ذلك الوقت للمزيد من العمل العسكري على نطاق واسع.

وقال هولمز حينها إن التخلي عن شمال العراق سيكون “مهينا” لكن “قد لا يكون لدينا خيار آخر. لا أحد منا مستعد لبذل جهد عسكري حقيقي أو تخصيص موارد لوقف صدام في الشمال، وقد ندمر التحالف إذا حاولنا” القيام بذلك.

ونصح بعدم إخبار إدارة كلينتون بذلك. وكتب أن “الاعتراف الآن بعدم قدرتنا على دعم الولايات المتحدة في وضع مستقبلي افتراضي سيكون صعبا جدا”.

وفي وقت لاحق، دعم رئيس الوزراء البريطاني الجديد توني بلير، الذي تولى السلطة سنة 1997، الرئيس الأميركي جورج بوش في الهجوم على العراق في 2003. واعتقل صدام حسين في نهاية المطاف وحوكم وأعدم يوم 30 ديسمبر 2006.

5