بريطانيا تعالج فقر الدورة الشهرية بفوط صحية مجانية

تراجع قدرة الفتيات على شراء الفوط الصحية يحول دون التحاقهم بالمدارس.
السبت 2021/04/24
مساهمة بائعي التجزئة تساعد على توفير المزيد من الفوط الصحية

أدت جائحة كورونا إلى تراجع قدرة الفتيات في بريطانيا على شراء الفوط الصحية، فهن أصبحن غير قادرات على الذهاب إلى المدرسة أو العمل. وتكافح بريطانيا من أجل التغلب على ما يعرف بفقر الدورة الشهرية وذلك من خلال تعهد بعض المحلات والسوبر ماركت بتوفير الحفاظات مجانا للمنتفعات بها.

لندن ـ نشرت شركة بريطانية مختصة في المنتجات الصحية إعلانات في عدد من الصحف المحلية للفت النظر لما يسمى فقر الدورة الشهرية، حيث لا تتمكن واحدة من بين كل عشر فتيات بريطانيات من شراء فوط صحية.

وقالت سيليا هدسون مؤسسة شركة “هي غيرلز”، “لا يخطر ببال أحد أن هناك بعض الفتيات ممن لا يمتلكن ثمن الفوط الصحية أو لا يتمكن من الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم القدرة على شراء المنتجات الصحية”.

وفي بريطانيا، تضطر واحدة من بين كل عشر فتيات لاستخدام الجوارب، أو ورق الجرائد أو ورق التواليت لعدم القدرة على شراء علب الفوط الصحية.

وتضيف هدسون “الكل يذكر الهند أو أفريقيا.. لا أحد يشير إلى فتياتنا في بريطانيا”.

وشركة “هي غيرلز” هي مشروع اجتماعي يهدف إلى الإنتاج وأيضا تحقيق أرباح تضمن توفير علب الفوط الصحية لفتيات العائلات ذات الدخل المنخفض مقابل كل علبة تبيعها.

كما تقدم سلسلتا سوبر ماركت في أيرلندا وبريطانيا فوطا صحية وسدادات قطنية مجانية في محاولة لمعالجة فقر الدورة الشهرية، والذي ارتفع خلال جائحة كورونا حسب ما قالت الجمعيات الخيرية.

ويعد فقر الدورة الشهرية مصطلحا جديدا سلطت عليه بريطانيا الضوء، ويختص بالعديد من الفتيات اللاتي منعهن مستواهن الاجتماعي من شراء الفوط الصحية خلال أيام الدورة الشهرية، الأمر الذي يفقدهن ثقتهن بأنفسهن، وقد تهربّ معظمهن من الخروج أو الذهاب إلى العمل أو المدرسة خلال تلك  الفترة.

في بلد من دول العالم المتقدم مثل بريطانيا، لا ينبغي لأحد أن يختار بين إطعام نفسه وعائلته أو شراء منتجات الدورة الشهرية

وفي أيرلندا صرح متجر “ليدل” أنه سيصبح أول بائع تجزئة كبير في العالم يقدم فوطا وسدادات قطنية مجانية في جميع فروعه حول العالم للنساء والفتيات اللواتي لا يمكنهن تحمل تكاليفها.

وتم إطلاق هذه المبادرة في مايو 2020 في الوقت الذي يعد فيه البرلمان الأيرلندي خطة لجعل منتجات الدورة الشهرية مجانية لأيّ شخص محتاج. وفي نوفمبر الماضي أصبحت أسكتلندا أول دولة في العالم توفر الفوط والسدادات القطنية مجانا.

وقالت ليدل إنها ستقدم للعملاء قسيمة للحصول على علبة مجانية من الفوط الصحية أو السدادات القطنية كل شهر من خلال التطبيق الخاص بها، وقد كانت تتبرع بالمنتجات الصحية لجمعية خيرية للمشرّدين الذين قد لا يمكنهم الوصول إلى الهواتف الذكية.

وقالت أويف كلارك المتحدثة باسم ليدل أيرلندا  في بيان “المبدأ التوجيهي لهذه المبادرة هو الاحترام المتأصل لكرامة جميع المعنيين”، مضيفة أن الشركة تريد دعم الفتيات والنساء كـ”بائعات تجزئة للأسرة.”

ورحب نشطاء بهذه الخطوة باعتبارها علامة على أن الشركات الكبرى يمكن أن تعزز الحملات لإنهاء فقر الدورة الشهرية وفي هذه الظروف، سواء كانت مالية أو غير ذلك، حتى لا تترك النساء في فترة الحيض دون الوصول إلى المنتجات الصحية.

وقالت كلير هانت مُؤسِّسة “هوملس بيريود أيرلند”، وهي منظمة تطوعية شاركت مع “ليدل أيرلند” في هذه المبادرة، إن الخطوة التي اتخذها بائع تجزئة كبير لتقديم منتجات صحية مجانية تغير قواعد اللعبة.

Thumbnail

وأضافت  أن هذه الخطوة بعثت “برسالة إيجابية” لها أهمية أكبر بالنظر إلى الضغوط المالية الناجمة عن الوباء.

وأشارت هانت إلى أن الذي يعاني من فقر الغذاء أو فقر الوقود فمن المؤكد أنه يعاني من فقر الفترة أيضًا.

وبموجب المبادرة أمكن للعملاء المطالبة بصندوق مجاني من الفوط الصحية أو السدادات القطنية كل شهر ابتداءً من شهر مايو عن طريق تنزيل قسيمة في تطبيق بائع التجزئة.

وكانت ليدل وهي شركة بيع بالتجزئة مملوكة لألمانيا قد أكدت أنها ستتبرع أيضًا بمنتجات مجانية لفترة زمنية إلى سيمون كمينوتيز أوف أيرلند وهي شبكة من الجمعيات الخيرية للتشرد ، وإلى أندية اتحاد السيدات الغيلية لكرة القدم في جميع أنحاء البلاد.

كما أكدت وسائل إعلام محلية في بريطانيا أن بعض فروع سوبر ماركت “موريسونز” تقدم منتجات مجانية لفترة محدودة في إطار مبادرة سرية حيث يمكن للمتسوقين أن يطلبوا من الموظفين “الحزمة التي تركت لهم”.

وقالت متحدثة باسم “موريسونز” لمؤسسة تومسون رويترز إنها لم تطرح الخطة على الصعيد الوطني لكنها قد تفكر في توسيعها في المستقبل.

ويتمثل فقر الدورة الشهرية في عدم تمكن الفتيات والنساء من الحصول على منتجات الدورة الشهرية ومرافق الاغتسال مما يتسبب في غيابهن عن المدرسة أو العمل وبالتالي سيؤثر هذا على مستقبلهن. إضافة إلى ذلك سيتسبب فقر الدورة الشهرية في ارتفاع خطر الإصابة بالالتهابات ومتلازمة الصدمة التسممية.

وقالت كلير هانت “في بلد من دول العالم المتقدم مثل بلدنا، لا ينبغي لأحد أن يختار بين إطعام نفسه وعائلته أو شراء منتجات الدورة الشهرية”.

وعلى الرغم من أن النشطاء وصفوا مشاركة بائع تجزئة كبير بالوعود، إلا أنهم قالوا إنه لا يزال هناك المزيد الذي يتعين القيام به لمعالجة القضايا الأساسية للفقر وتزويد الشباب بتعليم أفضل عن الدورة الشهرية.

Thumbnail

وأضافت هانت أنه إذا كان هناك أي شيء فإنه يفتح المحادثات فقط، وهذا هو الشيء المهم، مشيرة إلى أن “هذه قضية كرامة.”

وقالت غابي إيدلين الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “بلودي قود بيريود “، وهي مؤسسة خيرية في بريطانيا تقدم وتشارك في حملات مجانية لمنتجات الدورة، إن هذا يمثل رمزًا للتغيير الذي تشارك فيه الشركات.

وتشير الأبحاث التي أجرتها منظمة خيرية دولية “بلان إنترناشونال” إلى أن حوالي نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا في أيرلندا قد كافحوا لشراء منتجات الدورة الشهرية، حيث استخدم 10 في المئة منهم بدائل غير مناسبة بسبب تكلفتها الباهظة.

وفي العام 2018 أصبحت أسكتلندا أول دولة في العالم تقدم فوطًا وسدادات قطنية مجانية في المدارس والكليات والجامعات 2018. ومنذ ذلك الحين أطلقت إنجلترا وويلز خططًا مماثلة.

وفي فبراير من نفس العام كانت جامعة في أسكتلندا قد قامت بتوفير منتجات صحية خاصة بالمرأة مجانا في إحدى كلياتها.

وكانت جمعية خيرية للأطفال هي “بلان أنترناشونال” قد توصلت بعد مسح أجرته العام الماضي إلى أن 10 في المئة من فتيات بريطانيا غير قادرات على شراء المنتجات الصحية.

وخطت بريطانيا خطوات واسعة لمعالجة قضية فقر الفترة، ولاسيما في أسكتلندا التي أصبحت في نوفمبر الماضي أول دولة تسن تشريعا يجعل منتجات الدورة الشهرية متاحة لأولئك الذين يحتاجون إليها. وفي ينايرألغت  الحكومة البريطانية ضريبة كانت تصنف المنتجات الصحية على أنها غير ضرورية.

21