برنامج "رواة التاريخ" يشرك المشاهد في رحلة استكشاف المعالم الخالدة والإرث الحضاري للمغرب

تستعد قناة "العربية" لتقديم سلسلة حلقات من برنامج “رواة التاريخ” حول التاريخ المعاصر للمملكة المغربية والأحداث المفصلية التي عرفتها البلاد خلال القرن العشرين في ظل علاقة التلاحم والانسجام الكليين بين العرش العلوي والشعب سواء زمن مقاومة الاستعمار أو زمن ترسيخ ثوابت الدولة وتكريس سيادتها على كافة أراضيها ومقدراتها.
لا يمكن قراءة تاريخ المنطقة ولا النظر في تفاصيله من دون الاطلاع على تاريخ المملكة المغربية في علاقة بامتداداتها العربية والاسلامية وبمحيطيها الأفريقي والأوروبي وبتنوع مكوناتها الثقافية والاجتماعية، وبالتحديات التي مرت بها من أجل سيادة الدولة وحرية الشعب ووحدة الكيان وأصالة البناء وعبقرية الدور والأداء على مسرح السياسة الدولية.
و”رواة التاريخ” برنامج وثائقي يعرض حقبات تاريخية ومراحل سياسية واجتماعية واقتصادية بارزة، شكلت منعطفات في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة العربية والعالم عبر سرد في حلقات متعددة لمفكرين لهم دور بارز في التأليف التاريخي، والنظرة السياسية والاجتماعية لمجتمعات عايشوها أو تناولوها عبر دراسات معمّقة.
ويقدم البرنامج قراءات في تاريخ المنطقة من قبل مؤرخين عرب وأجانب يجري معهم الحديث وفق سيناريو دقيق يتضمن في كل حلقة خارطة الأحداث كما سجلها الضيف من خلال أبحاثه ومشاهداته ومعايشته للواقع . يبحث البرنامج في التفاصيل الجانبية أو الزوايا الغامضة من التاريخ المعاصر للدول العربية وعلاقاته بالأحداث العالمية الكبرى، ويعمل على إعادة قراءة النص المكتوب عبر مزاوجته مع المشاهد المصورة في سياق بلاغة المشهد التلفزيوني.
ونظرا لأن لكل معلم نصّه الصامت، ولكل أثر كتابه الذي يحتاج لمن يفك حروفه ورموزه، ولكل مدينة أو قرية أسرارها وخفاياها وخصوصياتها الضاربة في أعماق التاريخ والجغرافيا ، فإن الرحالة سلطان المرواني، يوفر على شاشة “العربية” فرصة لاكتشافها وسبر أغوارها، من خلال قراءة في التاريخ والسير والهندسة والعمران، ومن خلال بحث في الشهادات القديمة والحديثة حولها، وتقديمها بأسلوب الحكواتي المتعمق في فنون القول والحكي المشوق .
وبعد سلسلة “معالم في المدينة المنورة” التي حققت مستويات عالية من المشاهدة خلال عرضها على شاشة “العربية” ومنصاتها المختلفة في شهر رمضان المنقضي، اتجه المرواني نحو المملكة المغربية لتسجيل عدد من الحلقات، تولى خلالها تصوير المواقع ومراجعة تاريخها وملاحقة الأحداث التي مرت عليها والتعريف بالشخوص التي اقترنت بها.
البرنامج يقدم قراءات في تاريخ المنطقة من قبل مؤرخين عرب وأجانب يجري معهم الحديث وفق سيناريو دقيق
يقول المرواني “لا يمكن لأي باحث أو مستكشف أو مهتم بالتاريخ والحضارة والإبداع والجمال، إلا أن يقف إعجابا وتقديرا واحتراما لتاريخ هذا البلد العريق، صاحب المعالم الخالدة والتجارب الإنسانية الرائعة، والمثقل بكل ذلك التراث المذهل الذي نقشته أيادي المبدعين عبر تاريخ طويل من العمل المثمر المتواصل في مختلف مناطق المملكة المغربية حيث لكل ركن حكاية يرويها، ولكل قلعة ملحمة تتحدث عنها للزمن، وحيث تتحول كل صخرة إلى وثيقة، وكل بقعة من الأرض إلى سجل ثري ببصمات العابرين فوقها ممن أثروا الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية بعطاءاتهم الفكرية والثقافية والروحية الخالدة”.
وحيث تلتقي الحضارات وتتعدد الثقافات، في المملكة المغربية، يتنقل المرواني في رحلة الاستكشاف والاستنطاق للمتاحف والآثار، وللقلاع والحصون، وللدور والقصور، ولما رسمت أنامل بشر على صلابة الحجر من إبداعات غير قابلة للاندثار، لا يزيدها الزمان إلا رسوخا وخلودا في ذاكرته المفتوحة على آفاق العطاء الإنساني الواسع.
يذكر أن شبكة تلفزيون الشرق الأوسط السعودية التي تنتمي إليها قناتا «العربية» و«الحدث» كانت قد أطلقت في 21 ديسمبر 2019 قناة أم بي سي 5 الموجهة للدرجة الأولى للجمهور المغربي وتختص بتقديم مادة تلفزيونية منوعة أغلبها من إنتاج المملكة وهو ما جعلها تحتل المركز الثاني في نسب المشاهدة بعد فترة قصيرة من إطلاقها.
ويرجع المراقبون هذا الاهتمام، إلى ثراء وتنوع المضمون الإعلامي والتلفزيوني الصادر من المملكة المغربية أو حولها، وإلى أهمية وأصالة موقع المغرب السياسي والاجتماعي وريادته الثقافية والحضارية، وإلى علاقته النموذجية مع الدول العربية والمحيطين الأوروبي والأفريقي.