بايرن يثبّت نفسه زعيما للأندية الألمانية

بسط بايرن ميونخ سيطرته على لقب الدوري الألماني “البوندسليغا” بالتتويج الثامن على التوالي والثلاثين في تاريخه، ليثبت بذلك نفسه زعيما للأندية الألمانية ويدخل ضمن القائمة الذهبية لأكثر الأندية الأوروبية تتويجا باللقب المحلي.
بريمن (ألمانيا) – عزز بايرن ميونخ حضوره كأثر الأندية الألمانية تتويجا بلقب البوندسليغا (اللقب الثامن على التوالي والثلاثون في تاريخه)، وذلك بعد فوزه على مضيفه فيردر بريمن الثلاثاء 1-0 بهدف النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الحادي والثلاثين في الموسم.
وابتعد العملاق البافاري بفارق 10 نقاط عن بوروسيا دورتموند الثاني قبل مرحلتين من النهاية وبات الأخير عاجزا عن اللحاق بمنافسه حتى في حال فوزه بالمباريات الثلاث الأخيرة.
ونجح بايرن في دخول القائمة المميزة بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى كأكثر الفرق تتويجا بلقب الدوري المحلي.
وعزّز العملاق الألماني رقمه القياسي في الدوري بفوزه الـ30 على مدار تاريخه أكثر من كافة فرق المسابقة مجتمعة على مدار التاريخ (28 لقبا). كما بات بايرن بذلك ثالث الفرق الأوروبية تحقيقا للقب الدوري المحلي 30 مرة أو أكثر.
ويعد يوفنتوس الإيطالي أكثر الفرق تتويجا بألقاب الدوري المحلي في الدوريات الخمسة الكبرى بواقع 35 لقبا حتى الآن. وبإمكان فريق “السيدة العجوز” إضافة اللقب الـ36 إلى رصيده القياسي في حال نجاحه في الحفاظ على صدارة الكالتشيو هذا الموسم.
ويعد ريال مدريد ثاني الفرق التي نجحت في دخول القائمة الذهبية بفوزه بلقب الدوري الإسباني 33 مرة آخرها في موسم 2016 – 2017. ولا يزال الملكي منافسا بقوة على لقب الليغا هذا الموسم، في ظل صراعه المتواصل مع غريمه برشلونة المتصدر بفارق 5 نقاط مؤقتا.
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يستطع أي فريق محاكاة ما فعله يوفنتوس وريال مدريد وبايرن ميونخ، إذ يملك مانشستر يونايتد الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بفوزه باللقب 13 مرة. أما الدوري الفرنسي فيأتي سانت إتيان على رأس قائمة المتوجين باللقب المحلي برصيد 10 ألقاب فقط.
ويرى محللون رياضيون أن هذا التتويج رغم أنه يأتي في عام استثنائي بسبب انتشار فايروس كورونا وما خلفه من ارتدادات على الرياضة عموما وكرة القدم بوجه خاص، إلا أنه تحقق في النهاية ويعود الفضل في ذلك لعدة عوامل دفعت إلى الواجهة ببروز الفريق بهذه الصورة رغم أنه عاش فترة صعبة مع بداية الموسم مع مدربه السابق نيكو كوفاتش الذي تم الاستغناء عن خدماته في نوفمبر الماضي.
ومنذ تولي هانز فليك مهمة الإشراف على الفريق خلفا للكرواتي تغيّرت ملامح الفريق وبدأ يستعيد عافيته تدريجيا، خصوصا في ظل المنافسة القوية التي فرضها منافسوه هذا العام بدءا من لايبزيغ مفاجأة الموسم مرورا بباير ليفركوزن ووصولا إلى الغريم بوروسيا دورتموند.
ثورة فليك
حقق فليك لقبه الأول على الإطلاق كمدرب بعد أن رفع كأس البوندسليغا أربع مرات كلاعب لصالح بايرن بين عامي 1985 و1990. وقاد فليك (55 عاما) لقب كأس العالم عام 2014 في البرازيل كمساعد مدرب ليواكيم لوف مع منتخب المانشافت.
وبالتتويج بلقب البوندسليغا، ستبقى مهمتان أمام فليك للتتويج بالثلاثية للمرة الثانية بعد عام 2013، إذ يتواجه بايرن مع باير ليفركوزن في الرابع من يوليو في المباراة النهائية للكأس.
كما قطع أكثر من نصف الطريق نحو ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه في ذهاب ثمن النهائي على تشيلسي الإنجليزي 3-0 خارج ملعبه قبل أن تُعَلق الأمور بسبب كوفيد – 19.
وقال فليك في رد على سؤال حول ما إذا كان يطمح لثلاثية تاريخية هذا الموسم “هل نسعى وراء الثلاثية؟ نحن بايرن ميونخ (..) الأهداف هي ذاتها كل عام. لقد حققنا الهدف الأساسي، الدوري. الهدف المقبل سيكون في نهائي الكأس ومن ثم دوري الأبطال”.
وأضاف “خلال الأشهر الأخيرة أظهرنا شخصيتنا والشغف في كل مباراة، والرغبة من أجل القتال. اليوم عندما وجدنا أنفسنا بعشرة لاعبين بعد طرد ألفونسو ديفيس، وجد بريمن طاقة قوية ولكن فريقي لعب بشكل جيد. أنا سعيد جدا”.
وبعيدا عن فليك حقق بعض النجوم المخضرمين أرقاما قياسية ستظل شاهدة على مسيرتهم المظفرة مع النادي الألماني.
ورفع ليفاندوفسكي رصيده إلى 31 في البوندسليغا هذا الموسم محطما سجله الشخصي حين سجل 30 هدفا في كل من موسمي 2015 – 2016 و2016 – 2017. كما بات في رصيده 46 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم.
وقال الدولي البولندي “لقد كان الأمر صعبا من دون الجماهير ومن دون الطاقة التي تعطينا إياها ولكننا سعداء أننا أبطال ألمانيا مجددا”. وأضاف النجم الملقب بـ”ليفا” (31 عاما) “لم تكن سهلة ولكن أظهرنا جودتنا. آمل أن نتمكن من اللعب أمام جماهيرنا في ملعبنا قريبا”.
وقال الرئيس التنفيذي للنادي البافاري كارل هاينتس رومنيغه لشبكة “سكاي سبورتس” بعد اللقاء “نحن سعداء بهذا اللقب، يجب أن نتذكر أنه في الخريف كنا متأخرين بفارق سبع نقاط. لقد أعاد هانز فليك الفريق إلى السكة ولعب كرة قدم جذابة تحقق الانتصارات”. وتابع “الأجواء كانت غريبة بتواجد ما يقارب 20 شخصا فقط في المنصة، ولكنها كانت الطريقة الوحيدة لإنهاء البوندسليغا”.
أرقام خاصة
شهدت المباراة عودة ليفاندوفسكي وتوماس مولر اللذين غابا عن الفوز على بوروسيا مونشنغلادباخ بداعي الإيقاف. وكان بايرن مرشحا بقوة للفوز باللقاء، إذ حقق انتصاره الثالث عشر على التوالي في ملعب “فيسر شتاديون”، وتفوق على منافسه للمباراة الـ22 تواليا في الدوري والكأس (على أرضه وخارجها)، وهو لم يخسر أمام منافسه منذ 20 سبتمبر 2008 (2-5 في الدوري)، فضلا عن تواجد بريمن في المركز السابع عشر ما قبل الأخير وهو بالتالي مهدد بمغادرة دوري الأضواء للمرة الأولى منذ عام 1980 والثانية فقط منذ انطلاق البوندسليغا عام 1963.
ومع فوز بايرن وتتويجه بلقب الدوري الألماني عادل لاعبان ينشطان بالفريق حاليا الرقم القياسي لعدد مرات حصد اللقب مع البافاري. ورفع كل من الألماني توماس مولر وزميله المدافع النمساوي ديفيد ألابا رصيدهما إلى تسعة ألقاب مع بايرن في البوندسليغا.