بافل طالباني يتربع على عرش الاتحاد الوطني الكردستاني

إلغاء الرئاسة المشتركة للاتحاد، وحضور لافت لزعماء أحزاب كردية وعراقية.
الخميس 2023/09/28
رئيس دون شريك

السليمانية (العراق) – تربع بافل طالباني على عرش الاتحاد الوطني الكردستاني بعد أن أعاد المؤتمر الذي عقده الحزب في مدينة السليمانية انتخابه رئيسا له، بحضور عدد لافت من زعماء الأحزاب العراقية والكردية والوفود الأجنبية.

وتم خلال المؤتمر إلغاء نظام الرئاسة المشتركة تلقائيا لقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وكان نظام الرئاسة المشتركة قد تم إقراره خلال المؤتمر السابق الذي أسند الرئاسة إلى بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي مناصفة، وهي الصيغة التي سببت للحزب مشاكل داخلية.

وفي كلمة له قال بافل طالباني إن الاتحاد الوطني يمد يد السلام إلى جميع الأحزاب الكردية وإلى أي طرف يؤمن بوحدة الصف، كما “ندعم تقوية العلاقات مع إخواننا في بغداد وتقوية الاتفاق الإستراتيجي بين الجانبين الكردي والشيعي وإغنائه، وكذلك مع الإخوة السنة والمسيحيين وأي طرف مستعد للوحدة والنضال معًا من أجل الديمقراطية”.

مؤتمر الاتحاد الوطني وفر فرصة لتقريب المواقف بين الأطراف السياسية العراقية وصولا إلى بناء مرحلة جديدة

وتعهد بافل طالباني بـ”جعل إقليم كردستان جنة يعيش فيها الجميع بحرية”، واصفا الاتحاد الوطني بـ”حزب المناضلين والشهداء، وإسقاط الدكتاتورية”.

وكان بافل طالباني الذي ينتهج سياسة واقعية قد قاد حراكا مكثفا خلال زياراته المتتالية إلى العاصمة بغداد في الفترة الماضية، حيث تمكن من بناء علاقات قوية ومتينة مع جميع الأطراف السياسية العراقية.

وقاد كذلك مبادرة لاستئناف الحوار والتفاوض بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني بهدف إذابة الجليد بين الطرفين بعد أشهر من التصعيد والتراشق الإعلامي.

وقال رئيس الاتحاد الوطني، خلال مشاركته في منتدى أربيل السنوي، “إن المشكلات الراهنة في الإقليم ستُعالج في ظرف خمس دقائق فقط إذا وجدت إرادة قوية”، محذرا من أن تأجيل هذه المشكلات قد يحول دون إجراء الانتخابات التشريعية.

ويرى مراقبون أن مؤتمر الاتحاد الوطني وفر فرصة لتقريب المواقف بين الأحزاب والأطراف السياسية العراقية وصولا إلى بناء مرحلة جديدة. وقد أبدى المشاركون فيه استعدادهم لطي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة للعمل المشترك بما فيه مصلحة إقليم كردستان والعراق بصفة عامة.

وقدم الرؤساء وزعماء الأحزاب العراقية المشاركون في المؤتمر كلمات أشادوا خلالها بالأدوار التي أداها الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وما قام به من جهود حثيثة على مستوى العراق والمنطقة ودوره في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء والأطراف السياسية المتصارعة.

كما شددوا على ضرورة تمسك الاتحاد الوطني بالسياسة الحكيمة التي كان جلال طالباني يتسم بها، من خلال حراكه السياسي المكثف في معالجة الأوضاع المتأزمة إبان عهده كرئيس للجمهورية العراقية.

وأكد الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، الذي ينتمي إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، على ضرورة تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف السياسية للعمل المشترك بهدف معالجة الخلافات العالقة وحل المشكلات العويصة وتقديم الخدمات إلى جميع المواطنين.

وأعلن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أن الإقليم يريد حل كل المشاكل والخلافات مع بغداد من خلال الحوار والتفاهم على أساس الدستور.

وشدد بارزاني على أنه لا ينبغي اتخاذ الموازنة ورواتب موظفي إقليم كردستان رهينة للخلافات السياسية، مؤكدا أن افتعال مشاكل مالية لإقليم كردستان لا يخدم العراق في أي شيء. ودعا الأطراف السياسية المكونة للحكومة الاتحادية إلى مساندة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تنفيذ الاتفاقيات السياسية وقانون الموازنة.

وحذر رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم من أياد خفية تحاول استهداف قوة العراق عبر تفريق كلمته وموقفه الوطني. وأضاف الحكيم “إننا في بغداد وبقية محافظات العراق نتطلع نحو كردستان العزيزة ونرى فيها ملامح المستقبل المشرق الـذي يجمع العراقيين جميعا ويوحدهم في طريق بناء الدولة العراقية الاتحادية القوية المتماسكة”.

هه

وانتقد رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي سياسات الأحزاب الحاكمة في العراق، قائلا إن “ابتلاع الدولة ومحاصصة النظام وتجيير الخيرات وارتهان الإرادة لهي من سمات العصابات، وليست من صفات قوى سياسية محترمة الذات والدور والرسالة”.

وأضاف “لا يمكن لأي دولة أن تستقر وتتقدم إلا باستقرار وتقدم نظامها السياسي”، معربا عن أمله  في أن يتكلل مؤتمر الاتحاد الوطني بالنجاح وأن يواصل الاتحاد مسيرته الوطنية ونضاله التاريخي لتحقيق أهدافه المشروعة والمساهمة مع باقي شركاء الوطن في بناء دولة صالحة وعادلة، بحسب تعبيره.

أما الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الذي يزور إقليم كردستان لأول مرة، فقال في كلمة إن “مؤتمر الاتحاد الوطني يقام في ظل ظروف خاصة تشهدها كردستان والعراق والمنطقة”.

وأشار الخزعلي إلى وُجوب أن تتوصّل جميع الأطراف السياسية إلى اتفاق شامل للوصول إلى نظام سياسي جديد يجلب الخير لكل العراقيين، على أن تكون خيرات العراق  لكل العراقيين، وليس مقبولا أن يكون هناك عراقي في هذا الوطن يعيش تحت خط الفقر، وإذا كان هناك مواطن فقير فهذه مسؤولية جميع الأطراف سواسية.

الاتحاد الوطني يمد يد السلام إلى جميع الأحزاب الكردية وإلى أي طرف يؤمن بوحدة الصف
الاتحاد الوطني يمد يد السلام إلى جميع الأحزاب الكردية وإلى أي طرف يؤمن بوحدة الصف

1