باريس تحتفي بالفنانة الفرنسية الطليعية سوزان فالادون

باريس - يستمر عرض أعمال الفنانة التشكيلة الفرنسية سوزان فالادون (1865- 1938) في مركز بومبيدو في باريس ضمن المعرض الذي افتتح في الخامس عشر من شهر فبراير الفائت احتفاء بالفنانة الفرنسية الطليعية، ولتسليط الضوء على لوحات أول امرأة تقبل عضويتها في الأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة.
ويستمر المعرض- الذي يضم 200 لوحة للمرأة التي تعتبر أشهر رسامة باريسية في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين- حتى 20 مايو المقبل.
واشتهرت سوزان فالادون برسوماتها العارية للمرأة بكثرة، وللرجل أيضا، وببورتريهاتها النسائية الكثيرة، وانتمت أعمالها للمدرسة الانطباعية والمدرسة الوحشية التي تأسست على يد الرسام هنري ماتيس بدايات القرن العشرين، وتأثرها الكبير بوحشية ماتيس يبدو واضحا في لوحاتها ذات الألوان الصارخة وخصوصا لوحتها “الغرفة الزرقاء” التي رسمتها عام 1924 وكانت البداية الحقيقية لشهرتها، وهي التي رسمت أولى لوحاتها بعنوان “الحمام” عام 1895 بالفحم والباستيل لامرأة عارية تستحم.
وتذكرنا لوحة “الغرفة الزرقاء” بلوحة ماتيس الصحراء الحمراء مع اختلاف الألوان والموضوع واللوحة عبارة عن امرأة بدينة ممدة على سرير أغطيته باللون الأزرق مرسوم عليها ورود بيضاء وستائر مفتوحة من نفس القماش بينما المرأة ترتدي بنطالا أبيض مخططا بالأخضر وتدخن سيجارة وبجانب قدميها كتاب أحمر، وكانت هذه اللوحة هي التي أطلقت شهرة فالادون التي كرست حياتها لرسم النساء بمواضيع مختلفة.
بدأت فالادون حياتها بالعمل مساعدة خياطة وهي بعمر الحادية عشرة ومن ثم عملت كنادلة في أحد البارات ثم انتقلت بعدها للعمل في سيرك حيث كانت تمشي على الحبال لكنها تعرضت لإصابة أبعدتها عن هذه المهنة لتنتقل إلى مونمارتر الحي الباريسي العريق لتعمل موديل لدى الرسامين الانطباعيين كأوغست رينوار ودو شوفان وتولوز لوتريك الذي عشقها وهو أول من أطلق عليها اسم سوزان حيث كان اسمها الأصلي ماري كليمانتين.
وعلى يدي تولوز لوتريك بدأت سوزان تتعلم الرسم كما عرفها لوتريك على إدغار ديغا-رسام راقصات الباليه الشهير – الذي شجعها كثيرا وبدأت ترسم وتختلط في المشاهير حيث انتقلت من موديل إلى رسامة وبدأت تنغمس في سهرات ملاهي حي مونمارتر وتعددت علاقاتها الغرامية.
في العشرين من عمرها أنجبت طفلا مجهول الأب أسمته موريس لتتزوج لاحقا من الفنان والناقد الإسباني ميكيل أوتريلو فيقوم بتبني الطفل ويعطيه لقبه فيصبح اسمه موريس أوتريلو الذي سيصبح يوما ما رساما مشهورا أيضا كوالدته، وهو من أبرز رسامي ما بعد الانطباعية في فرنسا.
بعد ذلك انفصلت عن أوتريلو وتزوجت من سمسار بورصة ثري أراحها ماديا لكنها لم تستمر معه طويلا. ومن ثم شاركت في صالون الخريف في باريس. وكانت آخر علاقاتها مع شاب صديق ابنها يصغرها بسنوات كثيرة لكنها أحبته وبقيت معه حوالي ثلاثين عاما وانتقلت للعيش معه في مدينة ليون حيث عاشت بسبب هذه العلاقة حياة جميلة إلى أن توفيت في العام 1938. ومن أشهر لوحاتها “الحمام” عام 1895، “بورتريه لباتريك ساتي” عام 1896، و”بورتريه ذاتي” عام 1898، ولوحة “جوي أوف لايف” عام 1911، و”الغرفة الزرقاء” عام 1924.