انهيار المحادثات بين طالبان وواشنطن نكسة لباكستان

الرئيس الباكستاني دافع بقوة عن تدابيره في كشمير ووجه رسائل مبطنة بخصوص علاقة باكستان بدعم الإرهاب.
الثلاثاء 2019/09/24
مساع لإستئناف المفاوضات

إسلام آباد - يمثل انهيار المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة انتكاسة لباكستان التي كانت تأمل في أن تأتي جهودها لإحضار المتمردين إلى طاولة المفاوضات بدفع اقتصادي ودعم أميركي لها في خلافها مع الهند حول كشمير.

ووعد رئيس الوزراء عمران خان بـأن يطرح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع ملف كشمير وتدابير الهند في المنطقة المتنازع عليها في الهيمالايا، والتي وصفها بأنها تطهير عرقي محذرا من “إبادة وشيكة”.

غير أن باكستان التي كثيرا ما واجهت إدانات لدعمها جماعات مسلحة، بحاجة لرصيد سياسي إذا ما أرادت التأثير على مجتمع دولي امتنع تاريخيا عن تحدي نيودلهي إزاء كشمير.

ومساعدة الولايات المتحدة في مساعيها للخروج من أفغانستان بعد ما يقرب من 18 عاما من الحرب، اعتبرت على نطاق واسع فرصة لتحسين العلاقات مع واشنطن بعد سنوات من الفتور بين البلدين. ولفترة وجيزة بدا ذلك ممكنا في يوليو.

وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ارتياح خان في واشنطن بإعلان استعداده للتوسط في ملف كشمير، المنطقة التي خاضت الهند وباكستان بشأنها حربين ومواجهات لا تحصى منذ انتهاء الاستعمار البريطاني لها في 1947.

وكررت نيودلهي موقفها من أن كشمير مسألة ثنائية بحتة مع إسلام آباد رافضة احتمالات وساطة خارجية، لكن رغم ذلك، يبدو أن نجم باكستان عاد للظهور مجددا في واشنطن.

استقبال استثنائي لمودي
استقبال استثنائي لمودي

والشهر الماضي، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فرض إجراءات أمنية في الشطر الذي تديره الهند من كشمير، وألغى الحكم الذاتي للمنطقة مثيرا غضبا في باكستان.

وفيما سعت إسلام آباد لكسب دعم دولي لموقفها بشأن كشمير، وفي تطور منفصل، ألغى ترامب بشكل مفاجئ محادثات مع طالبان، بعد قرابة عام من المساعي الحثيثة للتوصل إلى اتفاق يتيح بدء انسحاب القوات الأميركية.

ولسنوات دعت باكستان إلى حل سياسي في أفغانستان واستخدمت نفوذها على طالبان لتسهيل المحادثات مع الولايات المتحدة آملة في التوصل إلى نتيجة تسمح بتحقيق رصيد سياسي وخصوصا في ما يخص كشمير.

وترى الخبيرة في حركات التمرد في كشمير ميرا ماكدونالد أنه “قبل أن تقوم باكستان بتسوية الوضع في أفغانستان، لن يكون من السهل عليها الرد على تدابير الهند في كشمير ولذا هي بالتأكيد في مأزق”. وقال خان للصحافيين الأسبوع الماضي إنه سيلتقي الرئيس الأميركي الإثنين للحض على استئناف المحادثات مع طالبان.

أما الاستقبال الذي حظي به مودي في تكساس الأحد حيث دافع بقوة عن تدابيره في كشمير ووجه رسائل مبطنة بخصوص علاقة باكستان بدعم الإرهاب، فلن يطمئن خان بالتأكيد.

وقال ترامب أمام حشد ضم 50 ألف شخص غالبيتهم أميركيون من أصل هندي إن مودي يقوم “بعمل استثنائي”.

وجاء انهيار المحادثات في وقت حساس بشكل خاص في باكستان، حيث تتزايد مشاعر الإحباط بعد سنة فقط على تولي خان الحكم فيما يرزح الاقتصاد تحت صعوبات كبيرة ويجهد المسؤولون لرفع الإيرادات وخفض الإنفاق بموجب صفقة إنقاذ تم التوصل إليها مع صندوق النقد الدولي.

ويستعد المسؤولون أيضا لصدور قرار الشهر المقبل من فريق العمل المالي، وهو مرصد لمكافحة غسيل الأموال مقره باريس كان قد هدد بإدراج باكستان على قائمة سوداء لعدم محاربتها تمويل الإرهاب.

وقال غرامي سميث، المستشار لدى مجموعة الأزمات الدولية “لا تزال باكستان في حالة مالية مزرية ويمكن أن تستفيد من بعض النوايا الحسنة من الولايات المتحدة وحلفائها”. وانهيار المحادثات مع طالبان، والشكوك المفاجئة إزاء نظرة إدارة ترامب المتقلبة لإسلام آباد، تشير إلى أن مساعدة أميركية لتخفيف الصعوبات المالية عن باكستان قد تكون صعبة المنال.

5