انحسار زخم توظيف اللاجئين في سوق العمل الألماني

الوكالة الاتحادية للتشغيل في ألمانيا تعلن أن أغلب المهاجرين في البلاد باتوا يعتمدون على إعانات البطالة.
الخميس 2021/07/15
رحلة بحث مضنية عن وظيفة

تظهر مؤشرات التوظيف الحديثة أن الإجراءات المتبعة لإدماج اللاجئين في سوق العمل الألماني بدأت تفقد قوة الدفع رغم أن الجهات المعنية بتوفير فرص عمل للمهاجرين بذلت طيلة السنوات الأخيرة أقصى ما في وسعها للمضي قدما بهذا الاتجاه.

برلين - أعلنت الوكالة الاتحادية للتشغيل في ألمانيا الأربعاء أن أغلب المهاجرين في البلاد باتوا يعتمدون كليا أو جزئيا على إعانات البطالة المعروفة باسم “هارتس فير” ما يعني أن سوق العمل عجزت عن استيعاب أعداد جديدة من اللاجئين.

وأظهرت إحصائية حديثة للوكالة أن نسبة متلقي الدعم الحكومي بين المهاجرين السوريين على سبيل المثال بلغت 65 في المئة في مارس الماضي، أي ما يقرب من ثلثي السوريين العاملين في البلاد، وهي نسبة تفوق بكثير نسب باقي اللاجئين المنحدرين من دول منشأ رئيسية مثل الصومال أو أفغانستان.

وبينما حصل 37.1 في المئة من الصوماليين في سن العمل على إعانات هارتس فير في مارس الماضي، كانت النسبة بين الأفغان أعلى لتسجل حوالي 43.7 في المئة.

وتستند إحصائية الوكالة الاتحادية للعمل إلى بيانات السجل المركزي للأجانب، حيث يتم تسجيل طالبي اللجوء وكذلك جميع الأجانب المقيمين في ألمانيا.

وبحسب البيانات، انخفضت نسبة المستفيدين من الدعم الحكومي بين السوريين في سن العمل مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حيث كانت تبلغ نسبتهم في ذلك الحين نحو 70 في المئة.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى خبير الشؤون الداخلية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، ماتياس ميدلبرغ قوله إن هذه “الأرقام الصادرة عن الوكالة الاتحادية للتشغيل تُظهر أنه لا يزال أمامنا الكثير في مجال الاندماج في سوق العمل”.

وأشار إلى أن النسبة المرتفعة للمستفيدين السوريين من الدعم الحكومي، وقال إنه “ملفت للنظر في ضوء ارتفاع فرص الحصول على حماية (بين السوريين) في ألمانيا، وبالتالي توفر احتمالية جيدة للبقاء فيها مقارنة بجنسيات أخرى”.

مؤشرات البطالة بين اللاجئين

65 في المئة من السوريين يحصلون على إعانات
43.7 في المئة من الأفغان يحصلون على إعانات
37.1 في المئة من الصوماليين يحصلون على إعانات

ويعتقد أنه بدلا من تقديم حوافز لجذب مهاجرين من ذوي المؤهلات المحدودة أو غير المؤهلين يتعين التركيز على المستحقين لحماية اللاجئين وتكثيف الجهود لتوفير وظائف لهم.

وبحسب بيانات الوكالة الاتحادية للتشغيل، فإن 27.4 في المئة من السوريين في سن العمل وأن 46.8 في المئة من جميع الأجانب و63.1 في المئة من الألمان كانوا منخرطين في سوق العمل في أبريل الماضي.

وقال بانو بوتفارا، عضو المجلس الاستشاري للاندماج والهجرة “يمكن القول بوجه عام إن معدل البطالة بين اللاجئين مرتفع للغاية دائما في السنوات الأولى من الإقامة”.

وذكر بوتفار أن ضآلة نسبة العاملين بين اللاجئين السوريين مقارنة بجنسيات أخرى قد تكون لها علاقة بهذا، وكذلك بنسبة النساء المرتفعة في هذه المجموعة.

وتتسابق العشرات من الشركات الألمانية إلى منتدى توظيف خاص باللاجئين يقام سنويا بانتظام منذ ست سنوات في شهر فبراير، بحثا عن المهارات الملائمة للوظائف التي تعرضها بهدف إدماجهم تدريجيا في سوق العمل الذي يعاني نقصا كبيرا في العمالة الماهرة.

وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة انجذب مئات الآلاف من الطلبة الأجانب إلى ألمانيا بفضل نظام التعليم الذي اكتسب سمعة عالية، ويكاد يكون مجانيا وكذلك فرص العمل الكبيرة بعد التخرج.

وتوضح بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي أن عدد الطلبة الأجانب في ألمانيا زاد بنسبة 70 في المئة تقريبا في الفترة بين 2009 و2019.

وقالت آنيا روبرت المستشارة بجامعة آر.دبليو.تي.اتش آخن والمختصة بتوجيه النصح للطلبة في ما يتعلق بالحياة العملية بعد التخرج، إن “الطلبة الأجانب في ألمانيا يجدون صعوبات أكبر مما يواجهه الألمان في العثور على وظائف”.

10