انتهاكات قاتلة خلف جدران السجون العراقية

بغداد - كشف مرصد يُعنى بحقوق الإنسان في العراق على وجود انتهاكات جسيمة داخل السجون في العراق أودت بحياة العشرات من السجناء والمعتقلين.
وبينما تتواتر انتقادات الحقوقيين المحلّيين والدوليين لأوضاع السجون العراقية التي تدار من قبل السلطات الرسمية، تتواتر الأخبار عن إدارة الميليشيات المسلّحة لمعتقلات سرّية خارج نطاق القانون تحتجز فيها أعدادا كبيرة من المختطفين والمخفيين قسريا.
وقال زياد السنجري المتحدّث باسم مرصد أفاد الحقوقي إنّ عمليات تعذيب ممنهجة وانتهاكات جسيمة تمارس ضد المعتقلين داخل السجون العراقية. ونقلت عنه شبكة رووداو الإعلامية الجمعة، قوله إن “عدد الذين توفوا داخل السجون بلغ أكثر من 60 سجينا خلال الفترة الماضية، وفق شهادات حصلنا عليها من مصادرنا داخل الدولة ومن ذوي المتوفين حصرا، وهناك آثار تعذيب ممنهج يتعرض لها المعتقلون داخل السجون العراقية”.
وأضاف “آثار التعذيب تظهر واضحة في الطب العدلي على جثث المتوفين على الرأس والظهر والخاصرة والأعضاء التناسلية للمتوفين، إضافة إلى حالات اعتداء جنسي على السجناء سجلها المرصد”.
كما شدد على ضرورة إنهاء عمليات التعذيب الممنهج الممارسة ضد السجناء والمعتقلين في السجون العراقية، وخاصة في سجن الناصرية المركزي المعروف بسجن الحوت داعيا الحكومة العراقية والسلطة التشريعية الرقابية إلى اتخاذ الإجراءات اللاّزمة وفقا للقوانين المعمول بها.
وكشف السنجري أن سبب اعتقال الأغلبية يعود إلى “تشابه أسماء أو إفادات أشخاص تعرضوا إلى أسئلة تحقيق ظالم أو اعترافات بالإكراه أو إخباريات سرية في المناطق الغربية ومناطق العرب السنة بالتحديد”، مشيرا إلى أنّ أغلب المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب “هم عراقيون من المناطق الغربية ومناطق حزام بغداد والمحافظات المنكوبة التي تعرضت لاحتلال تنظيم داعش” في الفترة ما بين 2014 و2017.
وأوضح أن من بين المعتقلين أشخاص متهمون بالإرهاب، لكن غالبية الناس “أبرياء يتم اعتقالهم وتنتزع منهم الاعترافات تحت التهديد والترهيب”.
ووفق المتحدث باسم مرصد أفاد، فإن غالبية السجون التي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تقع في وسط وجنوب العراق، ومنها سجن الحوت وسجن التاجي إضافة إلى مراكز التوقيف المؤقتة في الأنبار وفي بابل ومناطق أخرى.
ويتخذ مرصد أفاد من عواصم أوروبية منطلقا لنشاطه، ويقول إن له متخصصين وباحثين وإعلاميين محترفين على مستوى العراق يتواصلون مع المسؤولين وذوي المعتقلين.