انتقادات واسعة لبنكيران بعد تصريحات مسيئة بحق رئيس تحرير صحيفة

الرباط - خلفت تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران في اجتماع حزبي الأحد، انتقادات واسعة داخل الوسط الصحفي في المغرب، لاستخدامه ألفاظا وصفت بالقدحية مثل “البرهوش” “الطفل الصغير” و”المأجور” في حق خالد فاتيحي رئيس تحرير جريدة “العمق المغربي”، عقب الحوار الذي أجراه مع رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية إدريس الأزمي ضمن برنامج “نبض العمق”.
وأجمع الوسط الصحفي أنه لم يسبِق لسياسي ورئيس حكومة سابق أن وصل هذا المستوى في الخطاب. وأدانت جريدة “العمق المغربي” التصريحات الصادرة عن بنكيران، معتبرة أنها “تضمنت إساءة واتهامات باطلة بحق رئيس تحريرها خالد فاتيحي.”
وأكدت الجريدة في بيان لإدارة النشر، أن التصريحات التي تم بثها خلال لقاء حزبي بفاس، تضمنت اتهامات بالارتشاء وأوصافًا مسيئة مثل “مأجور” و”قليل الآداب”، وأن اللجوء إلى عدالة القضاء باعتباره عنوانا للحقيقة، طلبا لإنصافه ضد التهم الخطيرة التي ألحقت ضررا نفسيا ومعنويا بالغا بالزميل خالد فاتيحي وعائلته، كما قررت الجريدة مقاطعة أنشطة بنكيران، مع استمرار تعاملها المهني مع حزب العدالة والتنمية.
◙ الوسط الصحفي المغربي يجمع أنه لم يسبِق لسياسي ورئيس حكومة سابق أن وصل هذا المستوى في الخطاب
وأعرب المنتدى المغربي للصحافيين الشباب عن استغرابه الشديد من التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية التي استهدفت فاتيحي، ووصفها المنتدى بأنها غير مسؤولة، معبّراً عن تضامنه الكامل مع فاتيحي في مواجهة الحملة التشهيرية التي تعرض لها.
وخلال بيان صدر عن المنتدى، تم التأكيد بأن فاتيحي، الذي يشتهر في الأوساط الصحفية بمهنيته العالية وحياده التام، يستحق الاحترام بسبب التزامه بالتوازن والموضوعية في عمله الصحفي. ومن خلال هذه الحملة، لم تكن مهنية فاتيحي فقط هي المستهدفة بل شخصه وسمعته، وهو ما يراه المنتدى تعدياً صارخاً على حرية الصحافة.
وفي هذا السياق، دعا المنتدى إلى ضرورة تفعيل قيم الاحترام المتبادل بين الصحافيين والفاعلين السياسيين، بعيداً عن لغة السب والشتم التي تؤثر سلباً على سمعة المملكة المغربية ومسارها الديمقراطي.
واعتبر المنتدى أن مثل هذه السلوكيات لا تضر فقط بالصحافي المعني، بل تضر بالصورة العامة للديمقراطية في البلاد، مشددا أن حرية تعبير الصحافي يجب أن تبقى محمية ضد أيّ محاولات للتهديد أو التشويه، مع التأكيد على ضرورة احترام القيم الإنسانية في جميع الحوارات العامة.
ووصف المحلل السياسي حفيظ الزهري تصريحات بنكيران الهجومية ضد الصحافي بأنها لا تعبر عن رئيس سابق للحكومة، بل تبين أنه فقد الكثير من الروح السياسية وأصبح لا يقبل الاختلاف وأكثر عدوانية، مؤكدا أن ذنب الصحافي الوحيد أنه قام بدوره المهني واستضاف رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الذي يستحق التقاعد السياسي.
وعبرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي عن رأي مماثل، وقال أحدهم:
dSalim87@
وفي السياق ذاته، نوهت جريدة “العمق”، في بيان وصلت “العرب” نسخة منه، بمواقف قيادات داخل الحزب التي تبرأت من تصريحات بنكيران، ومواقف العديد من قيادات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والوزراء السابقين وأعضاء في الحزب، وأكدت أنها لا تمثل إلا شخصه، ولا تعبّر عن الموقف الرسمي لحزب العدالة والتنمية.
وتعليقا على هذه الوقعة أكد يونس مسكين، مدير الأخبار بجريدة “صوت المغرب”، أن “النقاش العمومي يحتاج إلى قدر من الحدّة والتناقض والمبارزة حتى، لكنه لا يحتمل الإساءات والشخصنة والعنف وإن كان لفظيا، خاصة وأن خالد معروف بالتزامه المهني والأخلاقي، فكل التضامن مع زميلنا.”
من جهته أكد عبدالحق العظيمي، عضو المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن “ما قاله بنكيران، في حق خالد فاتيحي من عبارات قدحية يمثل إساءة مرفوضة وتهجما غير مبرر،” ودعا بنكيران إلى تقديم اعتذار علني عن هذا التهجم الذي لا يشرف مكانته السياسية ولا يليق بمقامه.”
وبعدما حاصرت بنكيران العديد من الانتقادات من القطاع الصحفي المغربي والتي قد تصل إلى مقاطعة أنشطته كأمين عام للحزب، أعلن عن اعتذاره وقال في تدوينة على صفحته بمنصة فيسبوك “(…) وإذ أؤكد انتقاداتي بخصوص طريقته السيئة وغير المهنية في إدارة الحوار، أتقدم له باعتذاري عن وصفه بـ”البرهوش” واتهامه بأنه “مأجور”.
غير أن اعتذار بنكيران لم يقنع الكثيرين وأثار الجدل باعتباره اعتذارا شكليا مع الاستمرار في الخطأ. وعلق ناشط زاعما أن سبب اعتذار بنكيران هو أن الموقع تابع للإخوان:
said_elakhal@