انتفاضة نسوية في لبنان عنوانها #الفوط_الصحية

الرد بالطرق البذيئة على مواقع التواصل الاجتماعي يجبر النساء على الصمت.
الاثنين 2020/12/14
أول المنتفضات آخر المستفيدات

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان انتفاضة إلكترونية نسوية عنوانها #الفوط_الصحية بعد وصول ثمن العلبة الواحدة إلى 7 دولارات وفق ما أكدت مغردات.

بيروت – عادت #الفوط_الصحية التي لم تدرج ضمن سلة الدعم إلى دائرة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. وارتفع ثمن الفُوَط الصحية غير المدعومة من الدولة إذ بات متوسط سعر العلبة الواحدة 7 دولارات، وفق ما تؤكد لبنانيات على مواقع التواصل اللاتي طالبن بضرورة “توقّف العنف ضد النساء بكل أشكاله”! وتقول لبنانيات إنهن بتن مخيرات بين شراء الطعام لعوائلهن أو الفوط الصحية.

وتتفاقم الأزمات في لبنان، ويخيّم شبح الفقر على يوميات اللبنانيين، وهم متروكون لمصير مجهول. وتوقع المرصد الاقتصادي للبنان في البنك الدولي، أن يصبح أكثر من نصف السكان فقراء بحلول 2021.

ورغم أن اللبنانيات كن في صدارة المنتفضين في ساحات الاحتجاج فإنهن يعانين من تمييز مقيت بحقهن وهن يناضلن للحصول على حقوقهن.

ولم تكن اللبنانيات يتصورن أنهن سيجدن أنفسهن يدافعن عن حقهن في الفوط الصحية إلى جانب المطالبة بمنع زواج القاصرات وإدخال تعديلات على قانون الجنسية بما يمنح المرأة اللبنانية المتزوجة بأجنبي الحق في إعطاء جنسيتها لأبنائها. كما تطالب اللبنانيات برفع سن حضانة أبنائهن في بلد يبلغ عدد طوائفه 18 وتحتكم كل طائفة إلى قوانينها الخاصة.

ودخلت الفوط الصحية في لبنان سوق البضاعة الغالية الثمن التي لن تتوافر على رفوف الدكاكين في الأماكن النائية بل فقط في المتاجر الكبرى حيث القدرة الشرائية أقوى.

وانتشرت عبر مجموعات نسائية على فيسبوك، صور كثيرة لمستلزمات الدورة الشهرية وأسعارها في المحال التجارية مقارنين الفرق بين أسعارها الخيالية والباهظة وبين أسعار القهوة المدعومة ضمن لائحة وزارة الاقتصاد، واشتد السخط لناحية الظلم الذي يلحق بالنساء والفتيات وتفجرت مرة أخرى مواقع التواصل الإجتماعي.

وقدمت بعض اللبنانيات ثيابا وأواني منزلية لمقايضتها بعلب فوط صحية. واقترحت لبنانيات استخدام الثياب القطنية كفوط صحية بدل مقايضتها.

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان أكد أنه “مع حلول شهر ديسمبر 2020، لن تتمكن نصف نساء لبنان من الوصول إلى مستلزمات الدورة الشهرية”.

وقالت مغردة:

وسبق لمنصة “ميغافون” أن نشرت تغريدات مفادها:

megaphone_news@

كانوا سبعة رجال في القاعة حين اجتمعوا في السرايا ليقرّوا سلّة السلع المدعومة: رئيس الحكومة حسان دياب، والوزراء راوول نعمة وعباس مرتضى وعماد حب الله، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومستشارا رئيس الحكومة خضر طالب وجورج شلهوب.

وأضافت:

megaphone_news@

اختار الرجال السبعة أكثر من 300 سلعة للدعم، بعضها غير أساسيّ يلبّي مصلحة التجار أكثر ممّا يلبّي مصلحة المواطنين. لكنّ الأدهى هو أنّ الرجال السبعة لم ينسوا إدراج شفرات الحلاقة ضمن السلع المدعومة، في الوقت الذي فقدت فيه شرائح كبرى من النساء في لبنان القدرة على شراء الفوط الصحيّة.

وتحت شعار #goodbye_always (وداعا أولوايز) وهي نوع مشهور من الفوط الصحية، أكدت لبنانيات أن لبنان دخل مرحلة ‘فقر الدورة الشهرية”.

وكتبت مغردة:

 

ويؤدي غلاء أسعار الفوط الصحية إلى ما يصطلح على تعريفه بفقر #الدورة_الشهرية Period Poverty وهو صعوبة الوصول إلى منتجات النظافة الصحية لأسباب مادية ما يمنع الفتيات من الذهاب إلى المدارس خلال أيام الدورة، والأمر نفسه قد ينسحب على النساء العاملات اللواتي لن يتمكنّ من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي.

وسخرت مغردات من “دعم شفرات الحلاقة الرجالية، في حين رفع عن الفوط الصحية”. وتساءل حساب:

@OneMaestro1

ممكن شي وحدة من #وزيرات الحكومة تشرحلنا ليش الشفرات مدعومة و #الفوط_الصحية غير مدعومة؟؟!!!

وسخرت معلقة:

HayatMirshad@

النساء في لبنان بين مطرقة الارتفاع الجنوني في أسعار الفوط الصحية وشحّ الماركات المختلفة في الأسواق، وسندان تحكّم التجار بعدد الفوط الصحية المسموح شراؤها! وهذا ما ينتظرنا مع نهاية العام #فقر_الدورة_الشهرية.

يذكر أن حديث اللبنانيات على الفوط الصحية، قابله مغردون بالسخرية والتقليل من الأمر إذ يبدو أن هناك دأبا على الرد بالطرق المسفة والبذيئة والمتناولة لكرامة النساء لإجبارهن على الصمت.

وسبق أن اعتبرت الأستاذة المساعدة كارمن جحا أن “التحيز الجنسي يؤدي إلى قمع عميق الجذور وتمييز ضدنا نحن النساء، والزعماء في البلد يدعمون بشكل مخزٍ عدم المساواة”.

وقبل شهر، أطلق لبنانيون حملة ساخرة على دعوة وزير الداخلية محمد فهمي، النساء لطهي الطعام تعويضا لغياب خدمات توصيل الوجبات، يوم الأحد، وذلك بعد فرض الحكومة حظر تجول لمواجهة وباء كورونا استمر أسبوعين.

واعتبرت الصحافية دلال معوض أن كلام الوزير الذي ينطوي على “ذكورية” يشكّل “عيّنة على مستوى الخطاب والوعي بين السياسيين في البلد”..

ووصف مغردون التصريح بـ”آخر حوادث استعراض فائض الذكورة في المجال السياسي”.

ويعرف فهمي بتصريحاته المثيرة للجدل. وسبق له أنّ عبّر في إطلالة سابقة عن عدم موافقته على وصول امرأة لرئاسة الحكومة لأنها “ناعمة وتستحي، الله خلقها هكذا”.

19