انتصارات تاريخية لليمين المتطرف في إيطاليا وألمانيا

روما – تلقّت الأحزاب اليسارية والوسطية في كلّ من ألمانيا وإيطاليا صفعة، خلال انتخابات إقليمية جرت داخل البلدين، بعد تحقيق اليمين المتطرف في كلا البلدين انتصارا كاسحا.
وحقق زعيم المعارضة الايطالية، اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، انتصارا تاريخيا في أول اختبار انتخابي منذ أن ترك منصب وزير الداخلية في الحكومة الصيف الماضي، بحسب ما أظهرته النتائج، الاثنين.
وفي الانتخابات الإقليمية التي جرت في إقليم أومبريا بوسط البلاد، حصلت المرشحة دوناتيلا تيسي المدعومة من جانب الائتلاف الذي يقوده سالفيني، على 57.5 بالمئة من الأصوات، بحسب ما جاء في فرز شبه نهائي للأصوات.
وتضع النتيجة نهاية لـ49 عاما من حكم الحكومة اليسارية الإقليمية في أومبريا، وتمثّل هزيمة قوية للأحزاب الحاكمة في روما، التي حصل مرشحها فينتشنزو بيانكوني على 37.5 بالمئة فقط من الأصوات. وقد حصل بيانكوني على دعم من جانب الحزب الديمقراطي، تيار يسار الوسط، وحركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات، وهما شريكان في حكومة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الائتلافية.
وبعد التصويت في أومبريا، قال سالفيني لأنصاره إن “أيام الحكومة صارت معدودة”، واحتفل بالنجاح “الواضح والمدوّي”.
ولكن خصم سالفيني لا يشاركه الرأي حيث قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في تعليق له على هذه الانتخابات، إنه بالنسبة إليه “لا شيء سيتغيّر بهذه النتائج”، مضيفاً “سنمضي قُدماً في تصميمنا”.
وأكد كونتي قبل التصويت أن التصويت في أومبريا لن يكون له أي تأثير على حكومته، ولكن من الممكن أن يؤدي حجم الهزيمة إلى زعزعة استقرار ائتلافه الحاكم الذي تم تأسيسه حديثا.
وكان فوز اليمين في إقليم أومبريا أمرا متوقعا على نطاق واسع، وجاءت الانتخابات بسبب فضيحة محسوبية تورطت فيها إدارة يسار الوسط.
ويبدو أن الأحد مهد في إيطاليا كما في ألمانيا لسطوع نجم اليمين المتطرف من جديد، حيث تمكّن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المعارض من الفوز في الانتخابات المحلية بولاية تورينغن.
وأصابت هذه النتيجة المجلس المركزي لليهود بألمانيا بالفزع بسبب مواقف الحزب من اليهود الذين مثلوا في السنوات الأخيرة هدفا لعديد الهجمات ما أثار خشية عودة النازية مجددا.
وقال رئيس المجلس جوزيف شوستر الاثنين، “نحو ربع الناخبين في تورينغن اختاروا حزبا يمينيا راديكاليا”.
وأضاف أنه نظرا إلى أنه ليس هناك محل للشك في التوجه اليميني القومي لحزب البديل، لذا فإنه لا يمكنه قبول “عذر التصويت الاحتجاجي”، وقال “من يختار حزب البديل، يختار الطريق إلى ألمانيا مناهضة للديمقراطية”.
ونجح الحزب اليميني في زيادة نتائجه في الانتخابات التي جرت، الأحد، في ولاية تورينغن الواقعة وسط ألمانيا، إلى أكثر من 23 بالمئة، ليحتلّ بذلك المرتبة الثانية بعد حزب “اليسار”، متفوقا على الحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل.
ويأتي تقدّم حزب البديل من أجل ألمانيا بعد نجاحات حققها في انتخابات في أول سبتمبر بولايتي سكسونيا وبراندنبورغ الشرقيتين، حيث فاز فيهما أيضا بالمركز الثاني، مما يمثّل نكسة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. ويثير تقدّم اليمين المتطرف في ألمانيا مخاوف لدى اليهود والمسلمين هناك، إذ عرف الحزب بمواقف معادية لقضايا الهجرة واللجوء، وكذلك بمواقف معادية لليهود.
وتزايدت الهجمات مؤخرا على اليهود في ألمانيا، وكانت آخر هذه الهجمات اعتداء فاشل استهدف كنيسا يهوديا في مدينة هاله شرق البلاد قال القضاء إنه كان يهدف إلى “ارتكاب مجزرة” بين يهود ألمانيا.
وخلّف الاعتداء الذي نفذه شخص ينتمي إلى اليمين الألماني المتطرف وكان مدججا بالسلاح، قتيلين.
وكانت الحصيلة ستكون أكبر لولا صمود باب مصفح للكنيس أمام رصاص المهاجم، وكان هناك نحو 80 شخصا داخل الكنيس الذين جاؤوا لأداء فرائض بمناسبة يوم الغفران اليهودي.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعهدت في سبتمبر الماضي بمكافحة التطرف اليميني، مؤكدة أن الخلافات بين شرق ألمانيا وغربها لم تتبدد.
وفي حديثها عن هجوم هاله قالت ميركل في نورمبرغ إنه يتعيّن “استخدام كافة وسائل دولة القانون لمحاربة الكراهية والعنف”، واعدة بـ“عدم التسامح التام” مع هذه الظاهرة.