انتخابات حماس الداخلية منزوعة المساواة والشفافية

مصادر تؤكد انتهاء المرحلة الأولى لانتخابات رئاسة الحركة الإسلامية بحصر التنافس بين نزار عوض الله والسنوار مع ثلاثة قيادات أخرى بينهم محمود الزهار.
الثلاثاء 2021/03/09
خلافات تنذر بمنحنيات أخرى

غزة - قطعت الانتخابات الداخلية لحركة حماس شوطا كبيرا، حيث بلغت مرحلة انتخاب مجلس الشورى العام، المكلف باختيار المكتب السياسي للحركة ورئيسها في قطاع غزة، وسط خلافات حول طريقة وآلية الانتخاب التي غابت عنها الشفافية والنزاهة وفق تعبير أحد القيادات.

وتتم انتخابات حماس عبر ثلاث مراحل، الأولى على مستوى الجماعات القاعدية التي تخرج من المساجد ولكل منها أمين مسجد، والثانية يختار هؤلاء مجلس الشورى لينتخب المجلس السياسي ورئيسه، وانتهت المرحلة الأولى بالكامل، وجزء من الثانية، وتنتهي الثالثة باختيار المكتب السياسي في 15 مارس الحالي.

وعادة ما تجري الانتخابات الداخلية للحركة على مدى ستة أشهر بيد أنه تم تقليص الحيز الزمني لتزامنها مع الاستعداد للانتخابات التشريعية الفلسطينية في مايو المقبل.

وتفرض حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، تعتيما كاملا على آليات انتخابات قيادتها وهيئاتها التنظيمية. غير أن القيادي يحيى موسى قرر هذه المرة كسر حاجز الصمت.

وقال النائب في المجلس التشريعي على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن “الانتخابات الفصائلية تفتقد إلى النزاهة والشفافية، وذلك بسبب غياب مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الأعضاء، وعدم حيادية المؤسسة أو بعض أجزائها”.

وفي إشارة انتقاد صريحة لانتخابات حماس، طالب موسى بـ”دمقرطة كاملة للحركة، من حيث حق الترشح والدعاية وتقديم البرامج وتشكيل القوائم والتحالفات الانتخابية والنشر والاعتراض والطعون”.

ودعا حماس “للانتقال إلى تبني فكرة المؤتمر العام والذي يمثل الجمعية العمومية للحركة، وأن يتم تصعيد أعضاء المؤتمر عن طريق قطاعات الحركة المتنوعة، وتحديد نسبة كل قطاع في المؤتمر العام”.

يأتي ذلك فيما تحدثت أوساط إعلامية في حركة حماس عن مفاجأة شهدتها نتائج انتخابات المرحلة الأولى لرئاسة الحركة في قطاع غزة التي بدأت منتصف الشهر الماضي.

وذكرت مصادر في حماس أن انتخاباتها أفرزت تنافس عضو المكتب السياسي للحركة نزار عوض الله بقوة على منصب رئيس الحركة في غزة الذي يشغله يحيى السنوار.

وبحسب المصادر، فإن المرحلة الأولى لانتخابات رئاسة حماس في غزة انتهت بحصر التنافس بين عوض الله والسنوار مع ثلاثة قيادات أخرى بينهم القيادي التاريخي في الحركة محمود الزهار.

ووفق التعديلات على النظام الانتخابي لحماس في قطاع غزة، لا يعد الحاصل على أعلى الأصوات في المرحلة الأولى فائزا بشكل نهائي قبل إجراء تصويت أوسع، يشارك فيه جميع أعضاء مجالس شورى الحركة بمحافظات قطاع غزة البالغة ست مناطق تنظيمية.

وتنذر الخلافات التي طفت على السطح بمنحنيات أخرى تمر بها الحركة مستقبلا بعد أن تضع الانتخابات أوزارها، في ظل التجاذبات القائمة بين عدد من أعضائها حاليا حول تشكيل قائمة مشتركة مع حركة فتح في الانتخابات التشريعية المقبلة.

سمير غطاس: حماس تفتقر إلى الديمقراطية داخلها وتفضل الشورى كبديل
سمير غطاس: حماس تفتقر إلى الديمقراطية داخلها وتفضل الشورى كبديل

وقال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة، سمير غطاس، إن حركة حماس تشبه الإخوان تماما، حيث تفتقر إلى الديمقراطية داخلها، وتفضل الشورى كبديل، وهي مبدأ انتقائي.

وأضاف، لـ”العرب”، أن حركة حماس تخفي خلافاتها الداخلية عبر التزامها بمبدأ متجذر يقوم على السمع والطاعة، لكن مرور وقت طويل على تأسيسها وتأثرها بالمناخ العام والحركات الأخرى التي تجرى فيها انتخابات بشكل ديمقراطي، دفع بعض العناصر نحو الخروج على التقاليد المتوارثة وانتقاد ما يحدث داخلها من مبدأ غياب المساواة وافتقار العدالة.

وفقد القيادي بالحركة موسى مكانه في الانتخابات الأخيرة، وهو ما شجعه أكثر على انتقاد تصرفات الحركة من الداخل، وهو أمر غير متكرر في تاريخها، فمن ينتقد الحركة يواجه غالبا خيار الإبعاد أو التصفية أو العزل.

ورجح غطاس بقاء إسماعيل هنية في موقعه كرئيس للمكتب السياسي، وسيدور الصراع حول المكتب السياسي في قطاع غزة الذي يرأسه السنوار، وينافسه في الانتخابات عدد من المرشحين، أبرزهم عوض الله عضو المكتب السياسي، ورغم وجود فرص كبيرة لفوز الأول، لكن ربما تحدث مفاجأة بسبب عدم تفضيل هنية بقاء السنوار في موقعه لفترة أخرى.

ونشر الموقع الإلكتروني الرسمي لحماس قبل أسبوعين لأول مرة صورا للمرحلة الأولى من الانتخابات الداخلية للحركة في قطاع غزة بمشاركة الآلاف من عناصرها ممن يحقّ لهم الاقتراع والترشّح.

وكان مصدر في “حماس” كشف منتصف يناير الماضي عن توافقات داخلية بشأن حسم المناصب القيادية في انتخابات الحركة.

وأوضح المصدر أنه سيتم التجديد لهنية كرئيس للحركة في المقابل إسناد قيادة حماس في الخارج إلى خالد مشعل والإبقاء على صالح العاروري في الإشراف على الحركة في الضفة الغربية وبالتالي استمراره في منصب نائب رئيس المكتب السياسي وفق النظام الداخلي للحركة.

وتتطلع حماس لتسريع إنجاز انتخاباتها الداخلية سعيا للتفرغ للتحضير لخوض الانتخابات التشريعية التي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل شهر مرسوما بإجرائها في 22 مايو المقبل.

ولم تحدد حماس موقفا رسميا من احتمال خوضها الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 31 يوليو المقبل، علما أن الحركة فازت بغالبية مقاعد آخر انتخابات للمجلس التشريعي عام 2006.

وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 وخاضت ثلاث مواجهات عسكرية واسعة النطاق منذ ذلك الوقت مع إسرائيل والعشرات من الجولات المتقطعة.

وفرضت إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ سيطرة حماس على الأوضاع فيه، وهو ما أثر بشدة على حياة زهاء مليوني نسمة يقطنون القطاع وشكل تحديا رئيسيا لشعبية الحركة طوال السنوات الماضية.

2