اليونسكو ترعى خارطة إصلاح الإعلام السوداني

الخرطوم – اتفق رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك والمديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي على تعزيز التعاون القائم بينهما في مجال دعم حرية الصحافة وتنمية الإعلام، باعتبارهما ركيزتَين أساسيّتَين للانتقال الديمقراطي الذي تشهده البلاد في الوقت الراهن.
وأنشأ السودان فريقاً وطنياً لإصلاح وسائل الإعلام، بمشاركة مجموعة من الخبراء في مجال الإعلام ومالكي مؤسسات إعلامية ومدرائها والصحافيين والمسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام وممثلين عن المجتمع المدني، ممن شاركوا في تقييم المشهد الإعلامي.
وتتمثل المرحلة القادمة من التعاون بين اليونسكو والسودان في تنفيذ خارطة الطريق على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وتضم المجالات التي سيجري تعزيزها بما يتماشى مع خارطة الطريق الإصلاحَ التشريعي وبناء المؤسسات وتدريب المهنيين العاملين في مجال الإعلام وتوظيفهم والاستثمار في البنية الأساسية التقنية.
وقالت المديرة العامة لليونسكو إن حرية الصحافة بمثابة حجر الزاوية لأي مجتمع ديمقراطي، ومحرك رئيسيّ للانتقال الديمقراطيّ في السودان. وأعربت أزولاي عن التزام اليونسكو بتقديم ما بجعبتها من خبرات وإرشادات من أجل إيجاد بيئة صحافية آمنة.
وأضافت “بفضل الجهود التي نضطلع بها عن كثب مع السودان منذ عام 2019 وضعنا معاً خارطة طريق لإصلاح قطاع الإعلام. ومن المتوقع تنفيذ هذه الخارطة خلال السنوات الثلاث المقبلة. ونعرب عن استعدادنا لتكثيف جهودنا في هذا المجال”.
وكان حمدوك قد التمس الدعم من اليونسكو بغية إصلاح وسائل الإعلام كجزء من العملية الانتقالية، خلال الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حرية الإعلام في سبتمبر 2019 ، والذي أعلن خلاله انضمام السودان إلى التعهد العالمي لحرية الإعلام بقيادة كندا والمملكة المتحدة.
وقامت اليونسكو بأول عملية تقييم للبيئة الإعلامية في السودان باستخدام مؤشرات تنمية وسائل الإعلام الخاصة بها. وفي سبتمبر 2020 جُمعت نتائج هذه المشاورات ونُشرت في إطار خارطة الطريق لإصلاح وسائل الإعلام.
وأعلن وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح في أكتوبر الماضي عن العمل على إصلاح قوانين الإعلام وإتاحة المزيد من الحريات، مع إطلاق تقرير خارطة الإعلام السوداني الذي رصد مكامن الضعف في المؤسسات الإعلامية السودانية التي جعلت الجمهور يتجه نحو الإعلام الأجنبي.
وشجعت خارطة الطريق بدعم من اليونسكو مشاركة المرأة في وسائل الإعلام ودعمت تدريب ما يزيد على 250 صحافية في مجال السلامة، وقد قامت أيضاً بتدريب ضباط الأمن في مجال حرية التعبير وسلامة الصحافيين، وتنظيم سلسلة من دورات بناء القدرات لأكثر من 300 صحافي سوداني، وذلك من أجل التصدي للمعلومات المضللة ودرء التطرف العنيف والحد من خطاب الكراهية.
كما قامت بتقييم تطور شبكة الإنترنت في السودان استناداً إلى مؤشرات المنظمة بشأن عالمية الإنترنت، ومن المزمع إتمام هذا التقييم بحلول الربع الرابع من عام 2021. ويحظى هذا المشروع بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الدولي من أجل التنمية من خلال برنامج اليونسكو الدولي لتنمية الاتصالات.