الولايات المتحدة ترى سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين

الأردن يستضيف نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة.
السبت 2021/11/20
غير مستعدين للعودة

مخيم الزعتري (الأردن) – اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الجمعة خلال زيارتها إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أن البيئة الحالية في سوريا “غير مواتية” لعودة اللاجئين.

وقالت غرينفيلد للصحافيين خلال جولة في المخيم (85 كيلومترا شمال شرق عمّان) والذي يؤوي نحو 80 ألف لاجئ سوري إنه “لا جدال في أن البيئة الحالية في سوريا ليست مواتية للعودة”.

وأضافت أن “هدف اللاجئين النهائي هو العودة إلى ديارهم، أعلم أن هذا هو هدفهم النهائي. ما سمعته اليوم هو أن الناس لا يزالون خائفين من الأوضاع في سوريا وأنهم غير مستعدين للعودة”.

ليندا غرينفيلد: المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظا في ضمان عودة أي لاجئ
ليندا غرينفيلد: المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظا في ضمان عودة أي لاجئ

وجالت غرينفيلد في المخيم حيث اطلعت على نشاطات مركز “تايغر” المجتمعي الذي ينظم دورات تدريبية في مجال اللغتين الإنجليزية والعربية والكمبيوتر.

وشاهدت في المركز لوحات فنية رسمها لاجئون ومشغولات يدوية إضافة إلى مرسم صغير لتعليم الأطفال الرسم، وتحدثت إلى عدة فتيات حول التدريب الذي يتلقينه في المركز قبل أن تتجول في السوق داخل المخيم وتتناول الفلافل.

وقالت إن “أهم ما استخلصته من هذه الزيارة هو أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظا في ضمان عودة أي لاجئ بشكل آمن وطوعي وبما يحفظ كرامته”.

وعبرت عن تقديرها لـ”كرم الأردن الهائل في استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين بالإضافة إلى لاجئين آخرين من صراعات أخرى في المنطقة”.

وأضافت “بعد 10 سنوات من الحرب، نعلم أن استضافة مئات الآلاف من اللاجئين ليست بالمهمة السهلة، لكن علينا أن نتذكر كل يوم أنهم أناس حقيقيون، أمهات وآباء وأطفال وأسر ويحتاجون إلى دعمنا”.

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1.3 مليون، يقيم 750 ألفا منهم في البلاد قبل عام 2011 بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية، قبل افتتاح مخيم الزعتري للاجئين السوريين بشكل رسمي في يوليو 2012، الذي بات ينظم وجودهم داخل المخيمات وليس في المدن أو القرى الأردنية.

ويشكل هذا العدد الكبير من اللاجئين في الأردن ضغطا كبيرا على البلد الذي يعاني من شح الموارد، خاصة في ما يتعلق بالمياه والطاقة. وقد انتقدت عمّان في الكثير من المرات تخاذل المجتمع الدولي في الإيفاء بتعهداته تجاه أزمة اللاجئين، إلا أنها لم تجد التجاوب المأمول.

ويعاني الأردن من أزمة اقتصادية منذ سنوات جراء الصراعات المحيطة وتراجع أولويات الدول الداعمة لاسيما الخليجية منها التي كانت سباقة في ما مضى إلى ضخ أموال في خزينته، ومع تفشي جائحة فايروس كورونا ازداد اقتصاد المملكة سوءا وسط حالة من اليأس والإحباط من إمكانية الخروج من هذا الوضع قريبا.

وجدد الأردن دعواته للحصول على المزيد من المساعدات المالية الدولية لمجابهة أعباء اللاجئين الذين يستضيفهم على أراضيه.

وقالت وزيرة الدولة للشؤون القانونية وفاء بني مصطفى خلال لقائها مؤخرا بمنسّق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانيّة أندريه بيدرسون إن “دعم الأردن للاجئين رتب أعباء اقتصادية واجتماعية”.

وتعهّد مانحون في مؤتمر بروكسل الخامس المنعقد في مارس الماضي بتقديم 6.4 مليار دولار للاجئين السوريين، بعيدا عن الهدف الذي حددته الأمم المتحدة بـ10 مليارات دولار.

وقطع برنامج الأغذية العالمي المساعدات عن عدد كبير من السوريين في الأردن بسبب نقص التمويل.

وأوقف البرنامج المساعدات اعتبارا من أكتوبر الماضي، حيث تلقت الآلاف من الأسر في الحادي والثلاثين من أغسطس الماضي رسائل نصية من البرنامج تعلمهم بتوقف المساعدات الغذائية عنهم بسبب نقص التمويل.

ولم يتلق 21 ألف لاجئ سوري مساعداتهم الغذائية الشهرية بداية من أكتوبر الماضي بسبب النقص في التمويل الذي أجبر البرنامج على إعطاء الأولوية للأكثر احتياجا.

2