الهيمنة العسكرية سبيل طالبان للوصول إلى السلطة في أفغانستان

طالبان تفرض بشكل عام توقيت المعارك مع القوات الحكومية وساحاتها، فيما تواجه السلطات صعوبات في كبح تقدّم المتمردين.
السبت 2021/07/17
طالبان تحقق مكاسب ميدانية متسارعة

كابول – مع خلو الساحة بشكل شبه كامل من القوات الأميركية، تشن حركة طالبان هجوما عنيفا في أفغانستان وتسيطر على مساحات شاسعة من البلاد، في حملة يبدو أن هدفها دفع الحكومة إما إلى الرضوخ لسلام وفق شروط المتمردين وإما مواجهة هزيمة عسكرية تامة.

ونسفت الحملة العسكرية التي تشنّها طالبان بحجمها وسرعتها إلى جانب انعدام قدرة القوات الحكومية على كبح تقدّم المتمردين، كل الآمال التي كانت معلّقة على إنتاج محادثات السلام المتقطّعة إطارا لتقاسم السلطة قبل موعد إنجاز الانسحاب العسكري الأميركي بنهاية أغسطس.

وتفرض طالبان بشكل عام توقيت المعارك مع القوات الحكومية وساحاتها، فيما تواجه السلطات صعوبات في كبح تقدّم المتمردين. وبعدما تعزّزت معنويّاتهم، تمكّن المتمردون من محاصرة عواصم ولايات ومهاجمة معابر حدودية رئيسية.

ويستبعد خبراء أن تكون طالبان التي يقتصر تجهيزها على الأسلحة الخفيفة قادرة على دخول كابول التي تخضع لإجراءات حماية شديدة، وبينما يملك الجيش الأفغاني السلاح الجوي والأسلحة الثقيلة القادرة على صدّ المتمردين.

لكن طالبان باعتمادها سياسة خنق العاصمة ماليا وقطع الموارد عنها، تبدو أكثر قدرة على الدفع باتّجاه انهيار الحكومة بعد ضرب معنويّات القوات الأمنية في الأرياف.

بيل روغيو: إن حُرم القادة النافذون من القواعد المؤيدة ستسقط الحكومة

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية إبراهيم باحث إنه يعتقد أن “طالبان لا تزال تفضّل المسار السياسي” على الرغم من أنه لا يحقق كل أهدافها. وأضاف “لكن إذا تعذّر ذلك، فهم يريدون إبقاء الخيار العسكري قائما”.

وبعدما تحدّثوا مطوّلا في السابق عن إمكان التوصل إلى اتفاق بالتفاوض مع طالبان، بات المسؤولون الأميركيون يعتبرون أن المتمردين يشقّون مسارهم الخاص غير آخذين في الاعتبار مطالب المجتمع الدولي.

وقال الجنرال الأميركي كينيث ماكينزي الذي يشرف حاليا من مقرّه في الولايات المتحدة على ما تبقى من عمليات في أفغانستان “ننتظر أن يبادر طالبان إلى إثبات أن هدفهم ليس منصبا على تحقيق الانتصار العسكري”.

وخلال أسابيع قليلة كبّدت حركة طالبان قوات الأمن الأفغانية خسائر فادحة على الرغم من عشرات المليارات من الدولارات التي أنفقت عليها والإشراف الدولي الذي دام نحو عقدين.

وبعد سحب الجزء الأكبر من المؤازرة العسكرية الجوية الأميركية، سيطر مقاتلو طالبان في الشهرين الأخيرين على أكثر من 150 محافظة. كما استولوا على نقاط أمنية وأسلحة وعربات وأعتدة عسكرية.

وسقطت ولايات وقواعد عسكرية عدة من دون أي معارك بعدما أوفد طالبان وجهاء قبائل للتوسّط من أجل استسلام قوات أفغانية ضعيفة التجهيز يبدو أنها فقدت عزيمة القتال.

وقال القائد السابق للقوات الجوية الأفغانية اللواء عتيق الله أمرخيل إن “ضعف القوات الأمنية في مواجهة طالبان كان مفاجئا، وكانت قلّة قليلة تتوقّع انهيارها ولو جزئيا، بهذه السرعة”.

وسبقت هجوم طالبان حملة اغتيالات استهدفت نشطاء مدنيين وصحافيين وسياسيين وطيّارين عسكريين في محاولة لضرب الثقة في قدرات كابول على حماية أكثر المستفيدين من التنمية الدولية على مدى نحو عقدين. وعلى الرغم من عدم تبني غالبية الاغتيالات، يتّهم محلّلون حركة طالبان بتنفيذها.

وأفاد تقرير لشبكة محللي أفغانستان نشر في يوليو الحالي أن “طالبان تتوقّع معارضة مدنية وسياسية في مدن مثل كابول”.

وتابع التقرير “لذلك هناك مغزى عسكري من الاستهداف الاستباقي لمفكرين مستقلين بهدف السيطرة لاحقا على العاصمة”.

وقال المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بيل روغيو إن “أكثر ما يفاجئ في هجوم طالبان هو تركيزه على الشمال والغرب. طالبان توسع رقعة المعارك إلى أعتاب صناع القرار في أفغانستان”.

وأضاف روغيو “إن حُرم أمراء الحرب وغيرهم من القادة النافذين من القواعد المؤيدة لهم في شمال البلاد وغربها، تسقط الحكومة الأفغانية”.

Thumbnail
5