الهواتف الذكية تهزم ماكينة الدعاية الإيرانية

الإيرانيون يطلقون هاشتاغ #تظاهرات_سراسرى ويتحدون قرار عزلهم عن العالم بنشر صور فيديوهات عن مظاهراتهم.
الاثنين 2019/11/18
النظام الإيراني يخفي مخاوفه بترهيب الناس

“الإيرانيون يكسرون حاجز الخوف”.. هذا ما أظهرته مقاطع فيديو متداولة بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي التي رغم حجبها فقد استطاعت أن توصل هتافات الإيرانيين إلى العالم، ما اضطر السلطات إلى قطع الإنترنت جملة وتفصيلا.

طهران - يواصل الإيرانيون الحشد لمظاهراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتصدّر هاشتاغ #تظاهرات_سراسرى التي تعني “مظاهرات شعبية”، الترند على تويتر في إيران.

وقال معلقون إنه “لأول مرة منذ عام 1979 يخرج العرب والأكراد والأتراك الأذريون والفرس والبلوش والتركمان في مظاهرات موحدة ضد النظام في إيران”!

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي إحراق صور المرشد الأعلى علي خامنئي في مدينة إسلام شهر. وفي نفس المدينة أيضا أحرقت محطات الوقود.

ووثقت مقاطع فيديو هتافات لمحتجين يرددون شعار “الموت للدكتاتور” في مدينة كرج وسط إيران. كما أحرق المحتجون كاميرات المراقبة التابعة لأجهزة المخابرات الإيرانية بمدينة تبريز.

ونشر الناشط الأحوازي مقطع فيديو يظهر تنفيد أصحاب المتاجر في بازار طهران إضرابا تضامنيا مع المحتجين. وكتب:

كما وثقت مقاطع فيديو أخرى منتشرة على تويتر، مظاهرات ليلية جابت مدينة قم، وظهر المحتجون يهتفون “لا تخافوا لا تخافوا نحن جميعا معاً”.

وأظهر مقطع فيديو سيدة إيرانية من منطقة برديس ملارد التابعة لطهران، توثق حرق مقر الباسيج الحرس الثوري والبنوك وبناية البلدية، وتقول “نحن مسلمون، نؤمن بالرسول والحسين وأحفاده، لا تقولوا نحن ضد الدين الإسلامي، نحن لا نؤمن بكم أنتم فقط”. وأضافت السيدة “نحن لسنا ضد الدين ولسنا ضد أهل البيت لأن ماكينة الحرس الإعلامية شيطنت المتظاهرين سابقاً وبررت قتلهم بأنهم ضد الإسلام والحسين، في أحداث جامعة طهران عام 1999، كان عناصر الحرس يرمون الطالبات من أعلى الطوابق ويقولون: نقتلكم من أجل أن يفرح الإمام المهدي”!

وكما في مظاهرات العراق، أظهرت بعض مقاطع الفيديو نساء إيرانيات يقمن بتجهيز وجبات لدعم المتظاهرين في الشوارع.

وكان لافتا انتشار رسائل من المتظاهرين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي موجهة إلى الشعب الإيراني مفادها أن “الشعب العراقي لا يضمر للشعب الإيراني إلا المودة وأن مشكلته مع النظام الإيراني الذي يدعم السارقين والفاسدين في وطنه”. وقال المحتجون العراقيون إنهم “يتطلعون إلى التخلص من حكامهم اللصوص في العراق وإيران وبناء علاقات قوية وراسخة مع الشعب الإيراني الذي يستحق نظاما حاكما عادلا ومتحضرا”.

وسبق للإيرانيين أن دعموا العراقيين في احتجاجاتهم في وقت عملت فيه ماكينة الدعاية الإيرانية الرسمية على تشويه الاحتجاجات العراقية بكل قوة.

من جانبها، أكدت منظمة “نت بلوكس” للأمن السيبراني، أنه تم إغلاق شبكة الإنترنت بشكلٍ شبه كلي في إيران الأحد على وقع المظاهرات التي تشهدها غالبية المحافظات في البلاد، رفضاً لقرار السلطات زيادة أسعار البنزين، لمنع نشر الأخبار عن المظاهرات. ويروج النظام بأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد محدودة.

فيما أظهرت بيانات الشبكة أن نسبة الاتصال الفعلي لم تتجاوز 7 بالمئة مقارنةً بحجم الاستخدام الطبيعي، وذلك بعد مرور 12 ساعة من انقطاع الشبكة التدريجي، تزامناً مع استمرار الاحتجاجات العامة.

وانتشر عالميا هاشتاغ #Iranprotets (احتجاجات إيران) لدعم المتظاهرين في إيران بعد قطع الإنترنت.

وقال الناشط:

يذكر أن الإيرانيين يتحايلون على حجب مواقع التواصل الاجتماعي في بلادهم عبر استخدام مجموعة من التطبيقات لا يُمكن للسلطات تتبعها، على غرار تطبيقات سايفون الذي يستخدمه أكثر من 10 ملايين إيراني، ولانترن، وفي.بي.أن، فضلًا عن مواقع مثل بروكسي.

ومواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ويوتيوب مـحجوبة في إيران منذ اندلاع “الثورة الخضراء” في عام 2009، وهو مصطلح يستخدم للتعبير عن احتجاجات عارمة خرجت للتنديد بفوز الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية في انتخابات 2009، لتمثل نقطة تحول جوهرية في تعامل السلطات الإيرانية مع وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي يناير 2015، حجبت محكمة إيرانية تطبيقات واتسآب، ولاين، وتانغو. ومع تجددالاحتجاجات في أواخر عام 2017، حظرت السلطات موقعي إنستغرام وتليغرام.

والمفارقة أن كبار قادة النظام الإيراني يمتلكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستخدمونها في إرسال رسائل خارجية بالأساس، فالمرشد الأعلى للنظام الإيراني، مثلا، الذي يمنحه الدستور سلطات مطلقة كونه “الولي الفقيه” له صفحات نشطة ببضع لغات على أشهر 9 مواقع للتواصل الاجتماعي.

شبكة الإنترنت أغلقت بشكل شبه كلي في إيران، لمنع نشر الأخبار عن الاحتجاجات
شبكة الإنترنت أغلقت بشكل شبه كلي في إيران، لمنع نشر الأخبار عن الاحتجاجات

من جانب آخر، تلقى الإيرانيون رسائل نصية على هواتفهم تهددهم بمواجهة “عواقب قانونية إذا شاركوا في التجمعات”. وقال مغرد:

وقال مغرد:

SQ39871270@

الرسائل هدفها تخويف الناس لجعلهم يلازمون المنزل!

وقال محامي إيراني في تغريدة:

houshmandrahimi@

النظام يخفي مخاوفه بتخويف الناس، التجمعات لا تحتاج إذنا، من حيث المبدأ، أنظروا الدستور ذكر أن التجمع قانوني.. هذه الرسالة غير قانونية وقوات الأمن قد ارتكبت جريمة تخويف.

من جانب آخر، اتهم الموقع الإلكتروني للتلفزيون الحكومي الإيراني “وسائل إعلام معادية” بمحاولة استغلال الأخبار الكاذبة والتسجيلات المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم تظاهرات “مثيري الشغب” وتصويرها على أنها “كبيرة وواسعة النطاق”.

19