النقابات الفرنسية تجدد التعبئة ضد إصلاح التقاعد

التنسيقية النقابية تراهن على مواصلة الضغط ضد الإصلاح الذي يطمح ماكرون إلى تنفيذه.
الجمعة 2020/01/17
احتجاجات عارمة

باريس – نظمت النقابات الفرنسية المعارضة لإصلاح أنظمة التقاعد يوما جديدا من التظاهرات، بعد ستة أسابيع من بدء التحركات، في اختبار للحركة التي تحاول التوسع خارج قطاعات النقل حيث بدأ الإضراب يفقد زخمه.

وشهدت فرنسا الخميس تظاهرات بعد دعوة التنسيقية النقابية إلى “يوم تعبئة مهنيّة ضخم وإضرابات وتظاهرات” للمرة السادسة منذ 5 ديسمبر. ومن المنتظر أن تتواصل التظاهرات في مختلف أنحاء فرنسا في الأيام القادمة.

وتراهن النقابات على مواصلة الضغط ضد الإصلاح الذي يطمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “يغيّر” فرنسا عبره.

ويسعى ماكرون إلى مواءمة فرنسا مع أغلب البلدان الأخرى عبر تأسيس نظام تقاعد “جامع”، ومن ثمّ إلغاء أنظمة التقاعد الخاصة التي تسمح مثلا لعمال النقل بمغادرة الوظيفة في عمر أدنى، وكذلك للتوصل إلى توازن مالي في نظام التقاعد على المدى الطويل عبر حثّ الفرنسيين على العمل لفترة أطول، وتنال هذه النقطة النصيب الأوفر من المعارضة.

وتسعى النقابات إلى موجة تعبئة ثانية بعد تظاهرات محليّة الثلاثاء والخميس حظيت بمشاركة ضعيفة وأيام تظاهر على المستوى الوطني متراجعة، ففي يوم الـ11 من يناير أحصت الشرطة 149 ألف متظاهر بعد أن أحصت 452 ألفا في الـ9 من نفس الشهر و805 آلاف في أول أيام التظاهر في الـ5 من ديسمبر الماضي.

ويتحسن الوضع في وسائل النقل المشترك، رأس حربة التعبئة التي كلفت أكثر من مليار يورو في قطاع النقل عبر القطار والمترو الباريسي، وفقا للحكومة.

ويُعطي هذا التحسن فرصة للسلطات لالتقاط أنفاسها والاستعداد لجولات حوار جديدة مع النقابات التي تضغط بدورها من أجل إلغاء الإصلاحات أصلا.

وأكد متحدث باسم قطاع النقل عبر القطارات أن “الشبكة متاحة إلى حد كبير، ولا يوجد أيّ إنذار ولن يكون للتعبئة أثر على برنامج النقل”.

وقالت جولي دياب التي تنتقل يوميا بين دينكيرك وليل، في محطة ليل – فلوندر شمال البلاد إنه “في بداية الإضراب كان الوضع لا يطاق، لعدة أيام لم أجد أيّ قطار. لكن تحسن الوضع تدريجيا واليوم، حتى وإن كان يجب إحكام التنظيم أكثر، فإن الأمور صارت أيسر”.

ورأى رئيس الحكومة إدوار فيليب الأربعاء بعد اقتراح هذا الحل الوسط أن “الإضراب يواجه طريقا مسدودا” معتبرا أنه “استمر أطول مما يجب”.

واعتبرت النقابات الأكثر معارضة للإصلاح أن هذا الأخير “خدعة”، ومن بينها الكونفدرالية العامة للعمل، ولوحت باحتمال نزوع قواعدها نحو الـ”تطرف”.

وأعلن عن تحركات جديدة أيام الـ22 والـ23 وخاصة الـ24 من يناير وهو يوم عرض مشروع القانون حول أنظمة التقاعد على مجلس الوزراء.

5