النجم الساحلي يتحدى مشاكله ويتألق قاريا

تمسك رئيس النادي بالاستقالة وعدم إعلان أي طرف اخر نية الترشح لرئاسة الفريق يزعزع ثقة اللاعبين.
الجمعة 2019/12/13
البحث عن الاستقرار

عاد النجم الساحلي إلى الواجهة القارية بقوة، حيث حقق فوزين متتالين ضمن دور مجموعات دوري الأبطال لينفرد بالصدارة مبكرا ويعزز حظوظه من أجل التأهل إلى الدور ربع النهائي من المسابقة، لكن بالتوازي مع ذلك بدأت بعض المشاكل الإدارية والمالية في الظهور لتهدد بجدية استقرار النادي المقبل على رهانات كبيرة.

تونس – منذ أكثر من شهر فاجأ رضا شرف الدين رئيس النجم الساحلي الرأي الرياضي في تونس بعد أن أعلن بصورة غير متوقعة قرار رحيله عن النادي بعد زهاء سبع سنوات من توليه المهمة وحقق خلالها النجم بعض النتائج الجيدة أهمها الحصول على كأس البطولة العربية للأندية.

بيد أن شرف الدين واصل تسيير النادي طيلة الفترة الماضية، وحرص على حل بعض الإشكالات العالقة أبرزها تأهيل اللاعب الإيفواري سليمان كوليبالي للمشاركة مع الفريق. فضلا عن ذلك نجح رئيس النجم “المتخلي” في التعاقد مع مدرب “سوبر” نجح في مساعدة الفريق على تحسين نتائجه وتحقيق بداية موفقة في الجولتين الأوليين لدور مجموعات دوري الأبطال.

حركة مفاجئة

في خضم الاحتفال بتحقيق فوز باهر في الزيمبابوي على حساب مضيفه بلاتينيوم، فاجأ لاعبو النجم الجميع بقرارهم “الإضراب” عن التمارين الاثنين الماضي، أي مباشرة بعد العودة من الزيمبابوي.  وفسر البعض هذه الخطوة المفاجئة بمطالبة اللاعبين بمستحقاتهم المالية خصوصا وأنهم لم يحصلوا منذ فترة على رواتبهم وبعض المنح العالقة منذ الموسم الماضي. وفي هذا السياق أوضح الصحافي التونسي مروان بن سلامة أن رفض اللاعبين التدرب الاثنين جاء ليؤكد وجود مشاكل مالية في وقت بدأ خلاله الفريق يتعافى ويحقق نتائج إيجابية.

وأضاف في تصريحه لـ”العرب” “هي من المرات النادرة التي يضطر خلالها لاعبو النجم إلى تعليق التمارين، والسبب في ذلك مادي بحت حيث طالب اللاعبون بالحصول على مستحقاتهم المالية، والأمر المؤكد أن عزم رضا شرف الدين على الاستقالة من منصبه رئيسا للنجم زاد في مخاوف اللاعبين بخصوص حصولهم على رواتبهم”.

ورغم عودة الهدوء نسبيا، إذ خاض الفريق الأربعاء مباراة مؤجلة ضد نادي حمام الأنف وفاز برباعية أكد من خلالها عدم تأثره بالمشاكل الإدارية والمالية إلا أن ثمة مؤشرات توحي بأن الأزمة ما زالت مستمرة في ظل إصرار رئيس النادي على الرحيل.

بلا موارد

عزيمة واصرار
عزيمة واصرار

عكس النتائج المرضية التي حققها الفريق مؤخرا فإن الأوضاع المالية لا تبدو مطمئنة، والسيناريو الذي يخشاه جمهور النجم هو تواصل هذه الأزمة التي أثرت أيضا على بقية فرق الاختصاصات الرياضية في النادي. لكن ما يزيد الوضع العام غموضا هو عدم وجود نية لدى رئيس النادي للتراجع عن قرار الانسحاب مطالبا بعقد جمعية عمومية عاجلة من أجل انتخاب رئيس جديد.

وبرّر شرف الدين قراره بكونه لم يعد قادرا على تحمل المسؤولية بمفرده في ظل تضاعف حجم المصاريف مقارنة بالمداخيل. وأوضح شرف الدين في تصريح سابق لـ”العرب” قائلا “بعد سنوات طويلة من العمل كرئيس للنجم الساحلي، حان الوقت للرحيل وتسليم المشعل لمن لديه القدرة على تحمل المسؤولية، شخصيا لم يعد بمقدوري مجابهة المصاريف العديدة، وفي ظل غياب موارد قارة لا يمكن لرئيس النادي أن يصمد طويلا”.

وبرغم تأكيد رئيس النجم أنه لن يواصل مهما كانت النتائج تحمّل المسؤولية إلى نهاية الموسم إلا أن هذه تأكيدات قوبلت بصمت متواصل من قبل المسؤولين القدامى في النادي، ولعل عدم تقدم أي مرشح للمشاركة في الموعد الأول للجلسة العمومية في منتصف الشهر الماضي قد يكون مؤشرا قويا على انعدام الرغبة في التغيير.

ومن بين أهداف النجم الساحلي هذا الموسم المراهنة بقوة على لقب دوري أبطال أفريقيا وكذلك المنافسة على التتويج من جديد محليا. ولتحقيق هذه الغايات وقع التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين بداية الموسم الحالي، ليكون بذلك الرصيد البشري ثريا للغاية ويستجيب لطلبات الجهاز الفني.

وبعد البداية المتعثرة هذا الموسم إثر التفريط في فرصة الحصول على كأس تونس قبل الخروج مبكرا من مسابقة البطولة العربية، تحسنت النتائج مؤخرا مع المدرب الإسباني الجديد كارلوس غاريدو الذي قاد الفريق في أربع مباريات حقق خلالها الفوز في ثلاث مناسبات.

ويعتبر الفوز على الأهلي المصري ثم بلاتينيوم الزيمبابوي ضمن المسابقة الأفريقية مؤشرا واضحا على تحسن نتائج الفريق وأدائه. بيد أن هذه الطفرة قد تصطدم خلال الفترة القادمة بواقع مالي وإداري معقد، في ظل عدم وجود أي معطى يؤكد إمكانية عدول رئيس النادي عن قراره. وتواصل حالة الاضطراب السائدة على المستوى الإداري قد يربك كل حسابات النادي، وربما يساهم في تراجع نتائج النجم ويجعله يخسر خلال رهاناته القادمة.

في هذا السياق أوضح زياد الجزيري اللاعب السابق للنجم أنه تتعين المحافظة على الاستمرارية صلب إدارة النادي، مشددا على ضرورة الوقوف إلى جانب الرئيس الحالي ودعمه ماليا ومعنويا كي يواصل تحمل المسؤولية إلى نهاية الموسم.

ونبّه الجزيري إلى خطورة تواصل الوضعية الغامضة التي من شأنها أن تؤثر بشكل واضح على أداء الفريق مستقبلا، قائلا في هذا الصدد “لقد بدأ الفريق يجد توازنه وحقق نتائج جيدة، لكن من المؤكد أن الضمانة الأساسية لتواصل تحسن نتائج النجم وقدرته على المراهنة بكل قوة على الألقاب تتطلب الاستقرار الإداري وتوفير الدعم المالي المطلوب للنادي”.

22