"الناتو" يسعى لتعاون أعمق مع المغرب

المسؤولون العسكريون المغاربة يبحثون مع نظرائهم في حلف شمال الأطلسي سبل تعزيز التعاون بين الجانبين.
الثلاثاء 2025/04/08
شراكة إستراتيجية

الرباط - أكد الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لمنطقة الجوار الجنوبي، خافيير كولومينا، أن المغرب يعد “شريكا فاعلا” للحلف في الجوار الجنوبي، الذي يرغب الناتو في تعزيز التعاون معه.

جاء ذلك إثر زيارة وفد من القيادة البحرية المتحالفة التابعة للناتو، إلى المغرب من 2 إلى 5 أبريل الجاري، يقوده الأميرال ديديي مالتيري، نائب قائد القيادة البحرية التابعة للناتو، بهدف مناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري بين البحرية الملكية والناتو.

وتباحث الأميرال ديديي مالتيري مع اللواء البحري محمد الطحين، مفتش البحرية الملكية، حول عدد من مجالات التعاون، قبل أن يطلع على مركز العمليات البحرية بالرباط، حيث أشاد ديديي مالتيري بكفاءة البحرية الملكية سواء في مهام وتنظيم هذا القطاع، وكذلك الحصيلة العملياتية.

وأوضح كولومينا، في حوار مع الموقع الإسباني “Agenda Publica”، أن المملكة تعد “البلد الذي أبدى، خلال العامين أو الثلاثة أعوام الأخيرة، إرادة أكثر قوة لتعزيز تعاونها مع الناتو مقارنة بدول أخرى في المنطقة،” مشددا على “أهمية تقارب المصالح بين الجانبين، مبرزا رغبة الحلف في الاستفادة من خبرة المغرب في مواجهة التهديدات الإقليمية من خلال إمكانياته الخاصة.”

وبخصوص إمكانية انضمام دول من الجوار الجنوبي إلى الحلف الأطلسي، أوضح المسؤول في حلف الناتو، أن الأولوية تمنح حاليا لتعزيز العلاقات السياسية والتعاون العملياتي مع الدول الأعضاء، وكذلك مع دول غير أعضاء.

ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تعكس متانة العلاقات العسكرية بين المغرب وحلف الناتو في مجال مكافحة الإرهاب، والسيطرة على الهجرة غير النظامية، والأمن البحري.

وأوضح الأكاديمي والخبير في الشؤون الإستراتيجية هشام معتضد، أن “رهان الناتو على المغرب لأجل بناء خارطة مكافحة الإرهاب، تفسره فعالية المؤسسات المغربية ومقاربتها النوعية في طريقة تدبير هذا النوع من التحديات والتهديدات، حيث أظهرت المملكة نجاعة مهنية جنبت العديد من الدول الغربية هجمات حقيقية وأنقذت العديد من التجمعات البشرية من حدوث أفعال إرهابية مدمرة.”

هشام معتضد: المملكة جنبت العديد من الدول الغربية هجمات إرهابية
هشام معتضد: المملكة جنبت العديد من الدول الغربية هجمات إرهابية

وأضاف في تصريح لـ”العرب”، أن “موقع المغرب الإستراتيجي والقوة الدفاعية للناتو ساهما في بناء شراكة إستراتيجية بين الرباط والحلف الأطلسي الذي يعتبر الرباط فضاء موثوقا به على المستوى السياسي والدفاعي والأمني، ودور القوات المسلحة الملكية المغربية في استتباب الأمن في فضائها الجيوستراتيجي والحس الريادي الذي تتحلى به مختلف المؤسسات الأمنية في تشكيل حزام دفاعي حساس على مستويات التماس المغربي السيادي مع الفضاء المتوسطي.”

وفي السياق ذاته أبرز يوسف العمراني، سفير المغرب في الولايات المتحدة، أثناء مشاركته في “المنتدى العام لحلف شمال الأطلسي”، المنعقد على هامش قمة واشنطن بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس المنظمة، أن “المملكة منذ إطلاق الحوار المتوسطي سعت على الدوام، بالنظر إلى دورها الريادي، إلى إرساء تعاون ذي منفعة متبادلة مع الحلف، بغية الاستجابة للتحديات والتهديدات المشتركة، مع ضرورة الارتقاء بالحوار السياسي بين حلف شمال الأطلسي وشركائه في الجنوب.”

كما اهتم التقرير السنوي الصادر عن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، بمواصلة مشاورات مكافحة الإرهاب مع المغرب، باعتباره أحد أهم شركاء الحلف من خارجه في القارة الأفريقية، وتحديدا في منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا، إذ تستند الشراكة القائمة بين حلف شمال الأطلسي والمملكة المغربية، على أساس أنها شريك موثوق به ولا يمكن الحياد عنه.

 ويتباحث المسؤولون العسكريون المغاربة مع نظرائهم في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل دوري حول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التكوين وتطوير القدرات بما يخدم الأمن في الفضاء المتوسطي.

وحول تطوير الفرص والسبل الكفيلة بتعميق التعاون الممتاز القائم بين “الناتو” والمملكة المغربية على المستوى السياسي والمدني والعسكري، أكد المسؤول في حلف الناتو، خافيير كولومينا، أن المغرب يمكن أن يستفيد بدوره من قدرات الحلف في مجالات القيادة والتحكم والتدريب والإستراتيجية العسكرية، والتخطيط العسكري، والتوافق العملياتي، مشددا على أن العلاقة بين المغرب والناتو “ينبغي أن تكون مفيدة للطرفين، فهو بلدٌ يمتلك، بلا شك، خبرةً وقدراتٍ عسكريةً فعّالة، ومن ثمّ، يُمكننا أن نتعلم منها”.

4