الميليشيات تهاجم ترهونة بهدف تخفيف الضغط على جنوب طرابلس

طرابلس - اضطرت ميليشيات حكومة الوفاق، الواجهة السياسية لتيار الإسلام السياسي في ليبيا، لشن هجوم على مدينة ترهونة أبرز الداعمين للجيش الوطني الليبي في معركته لاستعادة البلد من الميليشيات الإسلامية المدعومة تركيّا، في خطوة تكتيكية تهدف لتخفيف الضغط على محاور جنوب طرابلس.
وأعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي العميد خالد المحجوب، السبت، إحباط الهجوم على مدينة ترهونة، لافتا في تصريح لـ”العرب” إلى أن الهجوم نفذته الميليشيات على ثلاثة محاور هي الترغلات والزطارنة وسوق الجمعة، مدعومين بالطيران التركي المسير.
وأكّد المحجوب مقتل آمر محور الزطارنة التابع لقواتهم مشيرا إلى القبض على 35 من عناصر الميليشيات.
وأوضح المحجوب أن قوات الجيش تحاصر الميليشيات في معسكر الحواتم، وأن هناك مفاوضات جارية لانسحابهم من المعسكر الخالي الذي ادعوا السيطرة عليه.
ولفت إلى أنّ الهدف من الهجوم على ترهونة هو تخفيف الضغط على المرتزقة السوريين الذين تركوهم يقاتلون في محاور طرابلس، في حين تم توجيه القوات المحلية للقتال غرب ليبيا.
وحاولت الميليشيات تحقيق تقدم في محيط طرابلس حيث اندلعت اشتباكات قرب معسكر اليرموك، جنوب طرابلس، وسط أنباء متضاربة عن سيطرتها على محور الخلة والطويشة.
ويقول مراقبون إن خطة ميليشيات حكومة الوفاق تعتمد نفس الأسلوب الذي اعتمده الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر من خلال التحرك قرب مصراتة واعتماد ضربات موجّهة لمناطق مهمة داخل المدينة بهدف إخراج المقاتلين من ميليشيات مصراتة من طرابلس وتحييدهم في مواجهة بقية الميليشيات.
ورغم الصّخب الإعلامي الذي رافق دخول قوات الوفاق والميليشيات الحليفة إلى مناطق في الشريط الساحلي مثل صرمان وصبراتة، فإنّها فشلت في توظيفه على أنه مكسب عسكري بسبب استمرار قوّات الجيش الليبي في استهداف تمركزات تلك الميليشيات في محيط طرابلس.
وتحاول قوات الوفاق أن تتحرك بسرعة لتستثمر ما حققته في الساحل الغربي، إذ تحركت من الغرب إلى الشرق والجنوب الشرقي من طرابلس، واتجه مقاتلوها من تاجوراء والقويعة نحو ترهونة بهدف أن يختل التوازن لدى قوات الجيش الوطني.
وتعتمد الميليشيات تكتيكات الناتو، من خلال حركة سريعة بين أقصى الغرب والنقاط التي يهاجمونها بمسافة تقارب 200 كلم، ويوظفون في ذلك العربات المدرعة، وهي من صناعة تركية من تصميم إسرائيلي (سرعتها 100 كلم في الساعة).
وحقق الجيش خلال الأيام الماضية تقدّما مهما في العديد من المحاور من بينها أبوسليم وصلاح الدين.
ووجّهت قوات الجيش الليبي ضربات مركزة لمطار معيتيقة في العاصمة طرابلس في محاولة لاستهداف الطائرات التركية المسيرة التي تعتمد المطار المدني كنقطة انطلاق لها. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادرها أن الجيش الليبي قصف مطار معيتيقة الدولي بصواريخ “غراد”.
وأكدت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي بأنّ “منصات الدفاع الجوي بالجيش تمكنت من إسقاط طائرة تركية مسيرة، بعد رصدها أثناء محاولة الإغارة على ترهونة، ليرتفع عدد الطائرات التي تم إسقاطها خلال الـ24 ساعة الأخيرة إلى 4 طائرات” بحسب ما أوردته بوابة “أفريقيا الإخبارية”.
ويقول مراقبون إنه لا مجال للمقارنة بين ترهونة وصرمان وصبراتة في توصيف المعركة، ففيما كان نفوذ الجيش الليبي في صرمان وصبراتة يعتمد على مقاتلين محليين أعلنوا مبايعتهم للمشير حفتر، وأغلبهم غير متمرسين بالمعارك، تعد ترهونة واحدة من أهم المدن الاستراتيجية بالنسبة إلى الجيش ونقطة ارتكاز في عملية السيطرة على طرابلس ومنها تنطلق الإمدادات بالأسلحة والذخائر والوقود القادمة من قاعدة الجفرة الجوية.
وتواجه مدينة ترهونة، ذات الثقل الديمغرافي المهم غرب ليبيا، حصارا مشددا من قبل حكومة الوفاق حيث تم قطع الغذاء والأدوية والوقود عنها.
وقال عضو مجلس مشائخ وأعيان ترهونة عبدالرحيم البركي إن أهالي ترهونة يتعرضون لحصار جائر مع انقطاع الكهرباء ودون وجود تغطية اتصالات ونقص الوقود والإمداد والدواء.
وأكد على أن "أهالي ترهونة صامدون بالرغم من كل ما تمارسه عليهم حكومة اللاوفاق والميليشيات لأنهم مقتنعون بأن قضيتهم ومعركتهم شرعية وسننتصر"، مشيراً إلى أن "وقوفهم إلى جانب القوات المسلحة ليس خيارا سياسيا بل هو واجب وطني".
ولفت إلى أن أبناء ترهونة من خلال اللواء التاسع والقوة المساندة تحت راية القوات المسلحة يخوضون حربا نيابة عن كل الليبيين وعلى الليبيين أن يصطفّوا إلى جانب إخوتهم والقوات المسلحة”.