المهرجان القومي للمسرح المصري يعيد الاعتبار للكتاب المسرحيين

القاهرة- أعلن المهرجان القومي للمسرح المصري برنامج دورته الرابعة عشرة التي تنطلق الأسبوع القادم بمشاركة 33 عرضا من مختلف الجهات الخاصة والحكومية والعمالية والأهلية والجامعية.

ينطلق المهرجان في السابع والعشرين من سبتمبر على المسرح القومي ويستمر حتى التاسع من أكتوبر على مسارح الطليعة والجمهورية والهناجر والبالون والسلام ومتروبول والهوسابير والفلكي وأوبرا ملك ومركز الجيزة الثقافي والمعهد العالي للفنون المسرحية.

المهرجان يقدم 33 عرضا ويحث الفرق المسرحية على الاعتماد بشكل أكبر على نصوص مسرحية عربية الأصل

وقرر المهرجان أن يخصص هذه الدورة “للكاتب المسرحي المصري” بهدف دعمه وتشجيعه على الإبداع وكذلك حث الفرق المسرحية على الاعتماد بشكل أكبر على نصوص مسرحية عربية الأصل بدلا من اقتباس الأعمال العالمية.

وقال يوسف إسماعيل رئيس المهرجان في مؤتمر صحفي مساء الخميس “النص هو الحجر الأساسي في بناء أي عمل مسرحي، ولولا المؤلف لما كان العرض المسرحي”.

وأضاف “لاحظنا في السنوات الماضية تراجع دور المؤلف في العملية المسرحية وتهميش دوره لذلك رأى المهرجان القومي للمسرح أن دوره هو إعادة الاعتبار للمؤلف ودعمه”.

وتابع قائلا “كنا نود أن تكون جميع العروض المقدمة في المهرجان لمؤلفين مصريين لكن هذا طموح يحتاج إلى إعداد كبير وتحضير طويل لا يقل عن عامين حتى تعيد الفرق المسرحية تشكيل خطتها الإنتاجية”.

ويعي المشرفون على المهرجان أهمية النص المسرحي إذ يكاد يكون تاريخ المسرح الأكثر حضورا وتأثيرا في العالم هو التاريخ المرتبط بالكاتب المسرحي، أي ما أنتجه من نصوص، فالظاهرة المسرحية في التراث الإغريقي، مثلا، أسسها كتّاب المسرح الكبار أسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس وأرستوفانيس. وحين استنبط أرسطو نظريته عن التراجيديا والكوميديا، وعرض قواعدهما، إلى جانب الملحمة، اعتمد كليا على نصوص هؤلاء الكتّاب. وكان نموذجه المثالي في البناء الدرامي للتراجيديا نص “أوديب” لسوفوكليس.

لكن مكانة الكاتب المسرحي تراجعت منذ منتصف القرن الثاني عشر إذ حدث تحول سلبي في المسرح، فأصبح الممثل النجم هو المهيمن على العملية المسرحية برمتها، وتلاه تحول آخر في الفترة الحديثة هو طغيان سلطة المخرج، التي جاء بها ألفريد جاري، ودعوة أنطونين آرتو إلى تهميش النص المسرحي، وظهور بعض التيارات المسرحية التي توجهت إلى إعادة النظر في موقع الممثل في العملية المسرحية وفي شكل أدائه، بل إن بعضها أراد إلغاء الممثل، بوصفه إنسانا، وعدّه آلة، أو دمية خارقة يتحكم بها المخرج كما يشاء.

ولذلك ساهمت كل هذه العوامل في تراجع مكانة الكاتب المسرحي، الذي يدعو الكثير من المسرحيين اليوم إلى عودتها، لأن الكاتب المسرحي بات عملة نادرة، ففي كل مجتمع، من مجتمعات العالم، نجد العشرات من القصاصين والروائيين والشعراء، لكننا لا نجد إلاّ عدداً قليلاً من كتّاب المسرح.

ويقدم المهرجان برنامجا ثقافيا موازيا يشمل عدة ندوات فكرية وفنية تتناول موضوعات فرضت نفسها على المسرح في السنوات القليلة الماضية.

ويخصص المهرجان محوره الفكري للمؤلف المسرحي المصري أيضا ويشمل ندوات منها “مسرح الطفل بين الاقتباس والتأليف” و”الكاتب المصري في تسعينات القرن العشرين بين الإبداع والابتداع” ومائدة مستديرة بعنوان “الكتابة المسرحية في عصر الصورة”.

كما يقدم أربع ورش فنية متخصصة في التمثيل والإخراج والمكياج والتأليف يقدمها بالترتيب الفنان أحمد مختار والمخرج عصام السيد والماكير إسلام عباس والكاتب بهيج إسماعيل.

ويكرم المهرجان في هذه الدورة ثمانية من نجوم وصناع المسرح المصري هم الفنان الراحل عبدالله غيث والممثل أشرف عبدالغفور والممثلة إلهام شاهين والممثل فاروق فلوكس والمخرج إميل جرجس والممثل سامي مغاوري والناقدة آمال بكير والكاتب بهيج إسماعيل.

ويقام تكريم خاص للفنانين الراحلين سمير غانم ودلال عبدالعزيز اللذين توفيا هذا العام متأثرين بمضاعفات الإصابة بفايروس كورونا.

وقال الممثل محمد رياض عضو اللجنة العليا للمهرجان في المؤتمر الصحفي “كنت أتمنى بشكل شخصي أن يكون التكريم للفنانين الذين على قيد الحياة لأنه يعطي دفعة معنوية كبيرة للفنان ويشجعه على تقديم المزيد من العمل”.

وأضاف “لكن لأن هناك الكثير من القامات المسرحية التي رحلت دون أن تنال القدر اللائق من التكريم رأى المهرجان ضرورة أن يجمع في تكريمه بين الفنانين الأحياء والراحلين”.

وتتشكل لجنة تحكيم المهرجان هذا العام برئاسة الفنان أحمد حلاوة وعضوية كل من الموسيقار علي سعد والممثل مفيد عاشور ومصمم الاستعراضات وليد عوني والكاتب السيد محمد علي ومهندس الديكور أيمن نور والمخرج محمد عمر.