المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا يحتفي بالسينما السويسرية

المهرجان يعرض في هذه الدورة 10 أفلام ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وخمسة أفلام ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية.
الأربعاء 2021/11/10
قضايا المرأة لا تخصها وحدها (فيلم الافتتاح "الأمر الإلهي")

الرباط - افتتح الفيلم السويسري “الأمر الإلهي” من تأليف وإخراج بيترا فولبي عروض الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة في مدينة سلا بغرب المملكة المغربية مساء الإثنين.

وتحل السينما السويسرية ضيف شرف المهرجان الذي تنظمه جمعية أبي رقراق ويستمر حتى الثالث عشر من نوفمبر الجاري.

وخلال حفل الافتتاح الذي أقيم بالمركز الثقافي والسينمائي “هوليوود” في حي كريمة بسلا، استعرض المهرجان لجان التحكيم المختلفة، ثم قدم فقرة غنائية أدتها المطربة صباح زيداني برفقة الفرقة الموسيقية.

المهرجان يقدم عشرة أفلام روائية طويلة وخمسة أفلام وثائقية في مسابقته الرسمية وعددا من الورشات والجلسات النقدية

وكرم المهرجان في الافتتاح الممثلة والمخرجة سامية أقريو من المغرب حيث تسلمت درع التكريم من وزير الشباب والثقافة محمد مهدي بنسعيد.

ويعرض المهرجان في هذه الدورة 10 أفلام ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وخمسة أفلام ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية، أفلام وثائقية تتطرق لنضال المرأة من أجل المساواة وضد كل أشكال التمييز، إلى جانب نافذة على الفيلم المغربي القصير من إخراج مواهب نسائية شابة ونافذة على الفيلم الروائي المغربي الطويل.

ومن أبرز الأفلام المشاركة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة “كوستا برافا” للمخرجة منية عقل من لبنان الذي عرض لأول مرة بمهرجان البندقية في سبتمبر، و”كارلا سولا” للمخرجة ناتالي ألفاريس ميسن من كوستاريكا الذي عرض لأول مرة بمهرجان كان في يوليو.

كما يشمل برنامج المهرجان ندوات وورش عمل ومحاضرات وكذلك “حوار السينمائيين” الذي سيجمع المخرج عبدالسلام الكلاعي والمخرجة جميلة عناب للحديث عن مسألة النوع في السينما.

وفي السياق ذاته، سيتم كذلك تنظيم ندوتين حول تمثلات المرأة في السينما والسمعي البصري بشراكة مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وندوة أخرى حول “حرية الإبداع في مواجهة الرقابة والرقابة الذاتية” بشراكة مع مؤسسة سلا للثقافة والفنون.

وعلى هامش تنظيم المهرجان سيتم تقديم عدة مؤلفات نذكر من بينها “مغرب العادات والتقاليد” لغيثة الخياط، “الثقافة والتنمية، معالم من أجل سياسة ثقافية” لمحمد لطفي المريني، “تمثلات المغربيات عبر الشاشة” لمولاي إدريس الجعيدي، “المرأة في السينما المغربية: خلف وأمام الكاميرا” لحسن نرايس، “جمالية الفيلم الوثائقي: أشلاء نقدية” للحبيب ناصري، “الواهمة” رواية ليسرا طارق و”الإنتاج السينمائي في المغرب” لمريم آيت بلحسين.

وينظم المهرجان ورشة “الكتابة السينمائية”، كما يسلط الضوء على ظاهرة “شريك في الحياة، شريك في العمل السينمائي” من خلال استضافة المخرج جمال بلمجدوب وزوجته زينب الإدريسي، مع استضافة ثلة من الممثلين أيضا للحديث عن تجاربهم في السينما أبرزهم فاطمة خير ومحمد مفتاح وعزيز الحطاب ورفيق بوبكر.

يذكر أن مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة سيحتفي طيلة هذا الأسبوع بتجارب سينمائية روائية ووثائقية وتكريمات متعددة وتوقيع العديد من الكتب السينمائية.

Thumbnail

وتجمع هذه الدورة كالعادة فسيفساء متناغمة من ثقافات إنسانية وجدت في السينما القدرة على التواصل والتفاعل الإيجابيين، حيث يرى المنظمون أن السينما هي منبر يعلو فيه صوت المرأة كقضية أولا، وكصانعة للفن الراقي تأليفا وإخراجا وتمثيلا وتدبيرا وإنتاجا ونقدا.

ويهدف المهرجان إلى الحفاظ على توجهه الأصلي وعلى هويته كمهرجان كرس فعالياته للخيال النسوي في السينما إيمانا منه بدور المرأة في الإنتاج السينمائي لا عربيا فقط وإنما على المستوى العالمي، دون إغفال لخصوصية واقع المرأة العربية على غرار نظيراتها في مجتمعات البلدان النامية، والتي تواجه مصاعب جمة تدفعها إلى النضال لنيل أبسط حقوقها.

وكانت السينما وما تزال أداة نضالية هامة ساهمت في الترويج للقضايا العادلة والنضالات الطويلة والقاسية التي خاضتها النساء لافتكاك حقوقهن في الوجود في مجتمعات تهيمن عليها ذكورية ما انفكت تستغل الأديان وتنتج العادات لحصار المرأة في دور غريزي ووظيفة تلغي إنسانيتها.

وتمكنت الكثير من السينمائيات العربيات والعالميات سواء من أمام الكاميرا أو من خلفها، من نشر قضايا المرأة وتحويلها إلى هواجس جماعية، وهو ما يؤكد على قدرة السينما الكبيرة على التأثير أولا، وعلى قدرات المرأة الإبداعية التي افتكت لها مكانة هامة في عالم السينما الرجالي، وصارت تنال أهم الجوائز العالمية مثل جائزتي الأوسكار وكان في دورتيهما الأخيرتين.

12