المنفي لقيس سعيّد: أمن ليبيا من أمن تونس

تونس - أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في تونس على ضرورة التعاون الأمني بين البلدين خلال الفترة الانتقالية وخروج ليبيا من الفوضى.
ووصل المنفى السبت إلى تونس في زيارة تستمر ثلاثة أيام هي الأولى للبلد الجار منذ توليه مهام منصبه مطلع فبراير.
وقال المنفي في تصريح صحافي مشترك مع الرئيس قيس سعيّد الذي استقبله في قصر قرطاج “تناولنا التعاون الأمني، ونعرف بأن هذه المرحلة شديدة الخطورة خصوصا في المنطقة. لا بد أن يكون هناك استقرار أمني”. وتابع “البعد الأمني هو أهم الأبعاد التي لا بد من التركيز عليها، أمن ليبيا من أمن تونس”.
وشدد على أن “العلاقات بين ليبيا وتونس تاريخية ومستمرة وستبقى دائما إيجابية (…) ما يجمع البلدين تاريخ وإرث ومصير مشترك وأخوة وحسن جوار”.
وأجرى الرئيسان مباحثات شملت الاقتصاد والأمن والتنقل بين البلدين ووضع العمالة والاستثمار، فيما عهد إلى اللجنة المشتركة بين البلدين النظر في ملفات متخصصة.
من جانبه أكد سعيّد على “الإرادة القوية والثابتة لاستكمال المسار الذي بدأ بعد تولي القيادة في ليبيا”.
وشدد على “وقوف الشعب التونسي إلى جانب أشقائه في ليبيا في إعادة بناء مؤسساتهم وفي تأمين هذه المرحلة الانتقالية”.
وأضاف سعيد “نحن نقف معهم ولكن لن نحل محلهم، تحدثنا أيضا عن مشاريع تتكامل فيها الرؤى والقطاعات برؤية جديد مختلفة”.
تونس التي احتضنت مئات الآلاف من الليبيين هربا من الحرب تتطلع إلى تعاون أكبر في مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا
وأردف “سنواصل العمل انطلاقا من هذا التصور وسنحقق آمالنا وآمال شعبنا وأهلنا في تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر وكل البلاد العربية”.
وتأتي زيارة المنفي بعد أسبوع من زيارة رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إلى طرابلس حيث شدد على رغبة بلاده في تحفيز التعاون الاقتصادي مع البلد الجار في وقت تعيش تونس أزمة اقتصادية حادة.
كما شهدت تونس هجمات دموية نفذها إسلاميون متطرفون ويعتقد أنه تم التخطيط لها في ليبيا واستهدفت سياحا وأمنيين وعسكريين خلال العامين 2015 و2016.
وفي أول زيارة رسمية منذ العام 2012 توجه الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى ليبيا منتصف مارس الفائت لدعم الحكومة الجديدة إثر تسلمها السلطة.
وكانت تونس طرفا فعالا في الحوار بين الفرقاء الليبيين قبل التوصل إلى اتفاق سياسي حول مرحلة انتقالية قبل الانتخابات المقررة في نهاية العام الجاري.
كما تطرّق المنفي وسعيّد السبت إلى ضرورة التعاون الاقتصادي خصوصا في ما يتعلق بالعمالة التونسية في ليبيا.
وبين تونس وليبيا علاقات اقتصادية وثيقة إضافة إلى ارتباطات عائلية بين جانبي الحدود، لكنها تضررت إثر سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. رغم ذلك ما زالت تونس وجهة أساسية لليبيين للسياحة والعلاج، لاسيما لدى سكان غرب البلاد.
وظلت ليبيا سوقا رئيسية ومتنامية للاقتصاد التونسي حتى عام 2011 قبل أن تنهار المبادلات منذ عام 2014.
وتتطلع تونس التي احتضنت مئات الآلاف من الليبيين هربا من الحرب منذ 2011 إلى تعاون أكبر وحضور لشركاتها وعمالها في مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا مع استتباب الأمن وتركيز مؤسسات الحكم في هذا البلد.