الممثل الجزائري طاهر رحيم ينافس على جائزتي غولدن غلوب وبافتا

طاهر رحيم: حين جسّدت دور صلاحي في فيلم “الموريتاني” بكيت تأثرا بالقصة.
الجمعة 2021/02/19
"الموريتاني" سرد سينمائي لمأساة حقيقية

الجزائر - يحضر اسم الممثل الفرانكو-جزائري طاهر رحيم بقوة ضمن قائمة الأسماء المرشّحة للمنافسة على جائزتي “غولدن غلوب” الأميركية و”بافتا” البريطانية لأحسن ممثل عن دوره في الفيلم الدرامي “الموريتاني” للمخرج الاسكتلندي كيفن ماكدونالد.

ويحكي “الموريتاني” (إنتاج 2021) قصة السجين السابق في معتقل غوانتانامو الأميركي، مهندس الاتصالات الموريتاني محمدو ولد صلاحي، الذي اعتقل في العاصمة الموريتانية نواكشوط بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وسلّم للولايات المتحدة التي زجّت به في هذا المعتقل لعدة سنوات.

ويضع هذا العمل الهوليوودي الذي يروي قصة معاناة هذا الشاب الموريتاني مع الاعتقال والتعذيب، نظام العدالة الأميركي محل تساؤل بتسليط الضوء على قصة صلاحي، وهو واحد من بين المئات من السجناء الذين زجّ بهم في غوانتانامو دون توجيه أي تهمة أو محاكمة.

وأدّى رحيم (40 عاما) في هذا العمل دور صلاحي، فيما لعبت الممثلة الأميركية الشهيرة جودي فوستر، الحاصلة على جائزتي أوسكار، دور المحامية نانسي، وهي أيضا مرشحة لجائزة “غولدن غلوب” لأحسن ممثلة مساعدة، بينما أدّت شايلين وودلي دور المساعدة تيري.

والفيلم مقتبس عن قصة حقيقية كتبها صلاحي وراء القضبان تحت عنوان “مذكرات غوانتانامو”، ونشرت عام 2015 بعد خروجه من المعتقل، فتصدّرت قائمة “نيويورك تايمز” للكتب الأكثر مبيعا.

وانطلق عرض فيلم “الموريتاني” بالولايات المتحدة في الثاني عشر من فبراير الجاري، فيما سيعرض في قاعات المملكة المتحدة انطلاقا من السادس والعشرين منه.

“الموريتاني” فيلم يتناول مذكرات معتقل في غوانتانامو نشر تجربته داخل السجن كاشفا فيها الجانب الوحشي لأميركا

وقال الممثل الفرنكو-الجزائري ، إنه ما إن قرأ “مذكرات غوانتانامو” لمحمدو ولد صلاحي، حتى قال للمخرج “هذه هي الرواية الوحيدة التي أريد تمثيلها عن متهم بالإرهاب، لأنها تضفي عليه الطابع الإنساني”. وأضاف “لقد تأثّرت، وبكيت مرتين.. أخيرا، فيلم حقيقي جميل يروي القصة الحقيقية لرجل يمكن أن يكون أي شخص في مكانه”.

وناقش ماكدونالد ورحيم الدور لمدة عامين لبناء شخصية. وقال رحيم “كنت مثل كيس شاي في كوب ماء، بحاجة إلى وقت”.

ولأن محمدو ولد صلاحي، تعرّض للتعذيب، كان لابد لرحيم أن يعرف التعذيب أيضا. وعن ذلك يقول “كنت بحاجة إلى وضع نفسي في ظروف واقعية، طلبت من فريق الدعم الذي أعطاني قيودا زائفة أن يحضر لي قيودا حقيقية، لأشعر بها، واستعملتها يوما واحدا، فأصبت بكدمات، وعندما ألقوني في زنزانة، طلبت منهم أن يبرّدوها قَدْر الإمكان، ويرشوني بالماء، أما في التدريب على الإيهام بالغرق، فقد ضربت ساق شريكي ثلاث مرات حتى يتوقّف، وكذلك كانت تجربة التغذية القسرية، وأداء مشهد الهلوسة، فأنا لم أتعاط المخدرات، ولم أصب بالهلوسة من قبل. وضعت نفسي في حالة عاطفية خاصة، كي أعيش التجربة في خيالي، تخيلت رؤية محمدو لوالدته معه في الزنزانة، لم أستطع التحمل، كدت أنهار، فما بالكم بمحمدو الذي قضى 15 عاما في هذا المعتقل سيء السمعة”.

ويعتبر رحيم (أصيل مدينة وهران) من أهم الممثلين الفرانكو-جزائريين، وقد مثل في العديد من الأعمال العالمية على غرار الفيلم الفرنسي “النبي” للمخرج جاد أوديار (2009) والذي أدّى فيه دور مالك الجبنة، وهو شاب فاقد للمعالم ينتهي به المطاف لدخول السّجن لمدة ست سنوات، كما شارك في الفيلم الأميركي البريطاني الأسترالي “مريم المجدلية” (2018) الذي مثل فيه أيضا الأميركي خواكين فينيكس.

وسبق لرحيم أن فاز بجائزة أحسن ممثل أوروبي في العام 2009 عن دوره في فيلم “النبي”، كما فاز بجائزتي سيزار (مهرجان فرنسي رديف للأوسكار الأميركي) لأفضل ممثل واعد وأفضل ممثل في النسخة الخامسة والثلاثين للمهرجان في العام 2010.

وسينظم حفل توزيع جوائز النسخة 78 لـ”غولدن غلوب” في 28 فبراير الجاري، وهي من أهم الجوائز السينمائية الأميركية، إضافة إلى كونها تمثل مؤشرا كبيرا لأهم الأعمال والممثلين المرشحين للتنافس على جوائز الأوسكار.

وستعلن من جهة أخرى في التاسع من مارس القادم أسماء الفائزين بجوائز “بافتا” (الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون)، وهي أرفع التتويجات في مجال الفن السابع في بريطانيا.

16