الملك محمد السادس في الصين.. حليف قوي في قضية الصحراء

الرباط – حملت زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الصين دلالات سياسية كبرى، فهذه الزيارة إلى جانب اعتبارها منعطفا جديدا في سياسة المغرب الخارجية التي تتسم بالانفتاح على دول جديدة وتنويع الشراكات الاقتصادية والأمنية (زيارة العاهل المغربي إلى روسيا نموذجا)، فإنها عزّزت التقارب والتوافق بين البلدين خاصة حول العديد من القضايا أهمها قضية الوحدة الترابية، حيث أكدت بكين حرصها على دعم الموقف المغربي أمام المنتظم الدولي.
وتأتي هذه الزيارة بعدما سجل المغرب تراجعا في الموقف الأميركي تجاه قضية وحدته الترابية، وهو ما أشار إليه بوضوح العاهل المغربي في خطابه خلال القمة الخليجية المغربية عندما قال إن المغرب تلقى طعنة من الخلف.
واستقبل العاهل المغربي، الخميس ببكين، العديد من المسؤولين الحكوميين مثل رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، كما استقبل رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب الصيني (البرلمان) تشانغ ديجيانغ.
وحضر هذا الاستقبال عن الجانب المغربي، مستشارو الملك الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي. كما حضره صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، ومولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وعبداللطيف لوديي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
|
وعن الجانب الصيني، حضر الاستقبال على الخصوص، نائب رئيس البرلمان والأمين العام للجنة الدائمة وانغ تشين وسفير الصين بالرباط سون شوزهانغ، والأمين العام المساعد للجنة الدائمة شين تشون يينغ، ورئيس لجنة المالية للجنة الدائمة لياو شياو جون، والأمين العام المساعد شين شونياو ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية زهان بايجي ومساعد وزير الشؤون الخارجية شيان هونغشان.
وإلى جانب استقبال المسؤولين الصينيين، قام الملك محمد السادس، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني.
ويقع النصب التذكاري لأبطال الشعب على مقربة من مركز ساحة تيانايمين الشهيرة، شمال ضريح الزعيم الراحل ماو تسي تونغ. وتم تشييد هذا النصب التذكاري تكريما لشهداء الشعب الصيني، الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن ومقاومة الغزاة، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
وحول أهمية هذه الزيارة قالت نزهة الوافي عضو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في تصريح لـ”العرب”، “زيارة العاهل المغربي إلى الصين تعكس الرؤية الاستراتيجية الدولية للمغرب، ففي ظل التحولات الدولية والغموض في مواقف بعض شركائه التقليديين يسعى المغرب إلى نهج دبلوماسية متنوعة ومتوازنة”.
وأضافت الوافي قولها “المملكة المغربية تعمل على أن تصبح دولة رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لذلك تقوم مؤخرا بعقد شراكات استراتيجية وسياسية مع أهم قوتين آسيويتين وهما الصين والهند، وهي خطوة هامة وجريئة”.
وأشارت الدبلوماسية المغربية، إلى أن المغرب يعول على الموقف الصيني في الدفاع عن قضيته الوطنية لعدة اعتبارات أهمها أن بكين لها مكانة سياسية باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن وتتميز بالشراسة في التفاوض على الساحة الدولية.
وفي نفس السياق قال المحلل السياسي عبدالقادر الزاوي في تصريح لـ”العرب” إن “العلاقات المغربية الصينية كانت جيدة ولا بد من التذكير أن المغرب فتح السفارة الصينية منذ سنة 1957، وهذه الزيارة جاءت لتبرهن على أن المغرب غير مقيد أو أسير لمحور معين وإنما هو بلد منفتح واستراتيجي، وأعتقد أنه من خلال هذه الزيارة سيشكل المغرب بوابة عبور للعمق الأفريقي بالنسبة إلى الصين”.
وأضاف الزاوي أن “أكثر ما يجمع المغرب والصين هو قضية الصحراء على اعتبار أن الصين أيضا تعاني من مشكل الانفصال ثم لا ننسى أن موقف الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن موقف محترم حيث أنها تؤيد الحل السياسي ومبادرة الحكم الذاتي، والمغرب يعول على الصين في هذه النقطة بالتحديد”.
الجدير بالذكر أن الصين تمكنت من إبعاد جبهة البوليساريو عن أشغال القمة الثانية أفريقيا – الصين في ديسمبر 2015، في جنوب أفريقيا، ثم عملت على شطب الجبهة الانفصالية من لائحة المشاركين في القمة الثالثة الهند- أفريقيا التي احتضنتها نيودلهي.