المكتب المنزلي.. تدابير لمواجهة هجمات القراصنة

برلين - دائما ما يبتكر القراصنة أفكارا جديدة لشن هجمات إلكترونية عن طريق إرسال رسائل إلكترونية تبدو عادية ومرسلة من عنوان الشركة الداخلي، وربما تكون مقترنة بطلب الانضمام إلى قائمة بريدية جديدة، ولكنها في واقع الأمر تعتبر فخا إلكترونيا من القراصنة، الذين يريدون اختراق شبكة الشركة في وضح النهار.
ويطلق الخبراء على مثل هذه الهجمات الإلكترونية اسم “التصيد”، أي تصيد كلمات المرور. وأوضح آندي فوس من مجلة “كمبيوتر بيلد” الألمانية قائلا “تهدف مثل هذه الهجمات الإلكترونية إلى اجتذاب المستخدم إلى مواقع الويب المزيفة عن طريق الرسائل النصية القصيرة أو الرسائل الإلكترونية الوهمية”.
ولا يتمكن المستخدمون المحترفون أو أصحاب الخبرة من التعرف على هجمات التصيد على الفور، وتستهدف هذه الهجمات حاليا موظفي المكاتب المنزلية بشكل متزايد.
وأضاف رونالد إيكنبرج، من مجلة الكمبيوتر «سي.تي» الألمانية قائلا “تستهدف هجمات التصيد موظفي المكاتب المنزلية بشكل متزايد حاليا؛ لأنهم ضحايا يسهل اختراقهم، وبينما يمارس مديرو الشركات رقابة صارمة على كمبيوترات العمل في الشركات، فإنهم يفتقدون هذه الصرامة عندما يعمل الموظف من المنزل”.
وتتزايد فرصة تعرض الشركة لخطر هجمات تصيد البيانات عندما يعتمد الموظف على الكمبيوتر الخاص للقيام بمهام العمل في المكتب المنزلي.
الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "بيتكوم" تنصح بعدم استعمال الكمبيوترات الخاصة في المكتب المنزلي وتعويضها بأجهزة الشركة
ويتمكن القراصنة من اختراق كمبيوترات الموظفين الذين يعملون من المنزل بشكل أسهل؛ نظرا لأن الاتصالات تتم بشكل رقمي فقط، ولا يوجد أي اتصال بشكل شخصي، وبالتالي يكون الموظف أكثر عرضة لفتح الرسائل الإلكترونية المزيفة، والتي تبدو أنها مرسلة من رئيس الشركة أو مدير العمل.
وحذر رونالد إيكنبرج قائلا “إذا تعرض كمبيوتر المستخدم في المنزل للإصابة بفايروس التروجان، فقد ينتقل هذا الفايروس إلى شبكة الشركة عن طريق اتصال ‘في.بي.إن’، وفي أسوأ الأحوال يمكن أن تتعرض الشركة إلى الشلل التام من خلال نقرة خاطئة على أحد الروابط”.
ولذلك نصحت الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات “بيتكوم” بعدم استعمال الكمبيوترات الخاصة في المكتب المنزلي وتعويضها بأجهزة الشركة.
وأوضحت سيمران مان خبيرة أمان تكنولوجيا المعلومات بالرابطة الألمانية، قائلة “من الأفضل الاقتصار على أجهزة الشركة فقط في المكتب المنزلي مع تقييد حقوق الوصول وأن يقتصر تثبيت البرامج على مدير النظام فقط، بالإضافة إلى التأكد من تثبيت تحديثات الأمان الضرورية بشكل فعلي”.
وإذا ما تعرض الكمبيوتر في المكتب المنزلي للإصابة بفايروس التروجان، فلا يمكن للمستخدم التعرف على ذلك على الفور، وأضاف رونالد إيكنبرج أن أحد أهداف القراصنة يتمثل في عدم اكتشاف هجماتهم لأطول فترة ممكنة، موضحا “من ضمن مؤشرات التعرض لهجمات التصيد إعادة توجيه استدعاء صفحة الويب أو ظهور برامج لم يقم المستخدم بتثبيتها أو زيادة مفاجئة في التحميل على نظام التشغيل”. ويجب أن يتشكك المستخدم أيضا عندما تبدأ برامج مكافحة الفايروسات في العمل.
ودائما ما ينصح الخبير الألماني بأن يقتصر العمل على البرامج المحدثة وتفعيل برنامج مكافحة الفايروسات، وأكد رونالد إيكنبرج أن برنامج مكافحة الفايروسات المدمج في نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز 10 و11 يكفي في معظم الحالات، ويعتبر البريد الإلكتروني هو البوابة الرئيسية للهجمات الإلكترونية.