المغرب يُكرس احترامه لاتفاقيات التعاون القضائية بتسليمه مطلوبين إلى الجزائر

الرباط - تعكس عملية تسليم المغرب الثلاثاء للجزائر 12 مطلوبا قضائيا عمل الرباط على احترام اتفاقيات التعاون القضائية التي وقعتها مع الدول بصرف النظر عن الخلافات السياسية.
وسلمت السلطات المغربية نظيرتها الجزائرية 12 مطلوبا للقضاء الجزائري، وفق ما أفاد به مسؤول مغربي، وذلك عبر معبر زوج بغال الحدودي الذي فتح استثناء لهذا الغرض، في سياق التوتر القائم بين البلدين الذي فجره قطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع الرباط وبعدها ادعاؤها قتل الجيش المغربي ثلاثة من الرعايا الجزائريين في قصف.
وأوضح المصدر أن سلطات الرباط “بذلت مجهودات لتسريع عملية التسليم والتنسيق مع السلطات الجزائرية، التزاما باحترام اتفاقيات التعاون القضائي”، مشيرا إلى أن العملية جرت الاثنين.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تسلط الضوء مجددا على التزام المغرب بكل الاتفاقيات رغم التوتر القائم بينه وبين الجزائر.
وقال المصدر إن المعنيين -وهم 11 جزائريًا ومواطن موريتاني- كانوا موضوع مذكرات اعتقال دولية صادرة عن القضاء الجزائري للاشتباه في تورطهم في قضايا تهريب دولي للمخدرات.
المطلوبون كانوا موضوع مذكرات اعتقال دولية صادرة عن القضاء الجزائري للاشتباه في تورطهم في قضايا تهريب دولي للمخدرات
يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الجارين المغاربيين بسبب تعنت الجزائر ومواصلة دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، علاوة على إقدامها في أواخر أغسطس الماضي على قطع علاقاتها مع الرباط بزعم أن المملكة المغربية ارتكبت “أعمالا عدائية” ضدها.
وفي المقابل أعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار، “رافضا مبرراته الزائفة”.
وفي الأيام الأخيرة اتهمت الجزائر المغرب بقتل ثلاثة من رعاياها، في خطوة قال مراقبون إنها متوقعة وتستهدف تهيئة مناخ الحرب في ظل الانتكاسات التي تعرضت لها جبهة البوليساريو الانفصالية في الصحراء على وقع نجاحات المغرب في انتزاع اعتراف دولي واسع بها.
ولم يصدر أي تعليق رسمي مغربي عن هذا الاتهام بينما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس الأسبوع الماضي أن المملكة “تتمسك باعتماد احترام دقيق جدا لمبادئ حسن الجوار مع الجميع”.
وكانت الجزائر أغلقت حدودها مع المغرب عام 1994 ردا على قرار الأخير فرض تأشيرة على المواطنين الجزائريين لدخول أراضيه، متهما السلطات الجزائرية بالتورط في تفجير استهدف فندقا بمراكش العاصمة السياحية للمملكة.
ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس في أواخر يوليو الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى إعادة فتح الحدود، لكن دعوته قوبلت بتجاهل من قبل الجزائر التي اختارت بعد ذلك المزيد من التصعيد.