المغرب يكشف تفاصيل تفكيك خلية "أسود الخلافة" الإرهابية

الرباط - أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، أن خطورة الخلية الإرهابية الأخيرة التي تم تفكيكها بـتسع مدن مغربية والتي أطلق عليها أفرادها “أسود الخلافة بالمغرب الأقصى”، تكمن في أنها كانت مشروعا إستراتيجيا لتنظيم “داعش” لإقامة فرع لها بالمملكة.
وأضاف الشرقاوي في ندوة صحفية بسلا، الإثنين أن “خلية مرتبطة بشكل مباشر بقيادي بداعش يدعى عبد الرحمان الصحراوي من جنسية ليبية كان على اتصال بشبكات التهريب، وهو من وفر هذه الترسانة من الأسلحة لأفراد الخلية، والتي عثر عليها الأسبوع الماضي، في مخبأ نواحي الراشيدية وتضم كلاشينكوف ومسدسات.”
وأوضح الشرقاوي أن “هذا المعطى يمكن ملامسته من خلال الأسلوب الذي تم اعتماد في إدارتها إذ قام أعضاء الخلية بتشكيل لجنة مصغرة مكلفة بالتنسيق مع غرفة العمليات الخارجية لداعش بالساحل، بخصوص المخططات الإرهابية وتبليغ الأوامر لباقي العناصر الأخرى.”
وتمكنت المصالح الأمنية المغربية الأربعاء الماضي، من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة، كان يستهدف أمن واستقرار المملكة، وتوقيف 12 متطرفا ينتمون إلى خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش”، وذلك خلال مداهمات متزامنة في عدة مدن مغربية، وهي العيون، الدار البيضاء، فاس، تاونات، طنجة، أزمور، جرسيف، أولاد تايمة، وتامسنا بضواحي الرباط.
واعتبر الباحث في الدراسات الأمنية والإستراتيجية، محمد الطيار، أن “ما كشفه الأمن المغربي يعبر عن خطورة هذه المجموعة الإرهابية والمخطط الذي كانت تسعى لتنفيذه،” لافتا أن “العثور على أسلحة ملفوفة بأوراق صحف صادرة من مالي، يعد مؤشرا قويا على أن هذه الخلية استقت دعمها اللوجستي من منطقة الساحل الأفريقي، والتي أصبحت مصدر تهديد للأمن القومي المغربي.”
وقال في تصريح لـ”العرب”، إن “اختيار هذه المنطقة الحدودية من طرف منسق داعش عبد الرحمان الصحراوي، كان متعمدا وهدفه الاستفادة من الدعم اللوجستي لعمليات التهريب والذي يشمل الأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى تحويل المنطقة إلى قاعدة خلفية لإعادة تنظيم أفراد الخلية في حال نجاحهم في تنفيذ عملياتهم التخريبية.”
وأبرز الطيار، “وجود تنسيق قوي جدًا مع موريتانيا، بالإضافة إلى تعاون مهم على مستوى دول منطقة الساحل، خصوصًا مع مالي وبوركينافاسو والنيجر وتشاد، والذي يشمل عدة مستويات تتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية وغيرها،” مشددا على أن “عدد الخلايا التي تم تفكيكها في السنوات القليلة الماضية، والمرتبطة بداعش أصبح يشكل خطرًا كبيرًا جدًا.”
وبلغ عدد الموقوفين إلى غاية هذه المرحلة 12 مشتبهًا فيهم، تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، ويشتركون في معطى أساسي، وهو مستواهم الدراسي، حيث لا يتجاوز المستوى الثانوي بالنسبة لثمانية منهم، ومستوى التعليم الأساسي لثلاثة آخرين، بينما لم يتجاوز أحد أعضاء الخلية السنة الأولى من السلك الجامعي.
كما تشير نفس التحريات، إلى أن المشروع الإرهابي حصل على مباركة “داعش” في منطقة الساحل، حيث تلقوا مؤخرا شريطا مصورا يحرض على تنفيذ العمليات، مما شكل إشارة للانتقال إلى التنفيذ المادي للمخططات التخريبية.
وشدد حبوب الشرقاوي، على أن “تفكيك الخلية يؤكد أن المملكة المغربية، ونظرا لانخراطها في مكافحة الإرهاب، تُعتبر هدفا محوريا في أجندة التنظيمات الإرهابية”.
كما أفاد الشرقاوي بأن القيادي في تنظيم داعش بمنطقة الساحل الأفريقي عبدالرحمان الصحراوي أرسل شريط فيديو إلى منسق الخلية، جاء فيه، “نحيي جنودنا في المغرب الأقصى بتحية الإسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونبارك من معاقلنا في قيادة الساحل لجندنا في المغرب الأقصى، ما هم مقبلون عليه من عمل مبارك في ضرب أعداء الله في عقر ديارهم، بما أظهروه من كفر، ولاؤهم للصهاينة ومناصرتهم والتطبيع معهم.”
وأشار مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية في وضعية اليقظة القصوى لإجهاض كل المخاطر والارتدادات القادمة من منطقة الساحل لاسيما أن الارتباطات لم تعد خفية بين التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية.
وحسب معطيات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، تم تفكيك 40 خلية إرهابية لها ارتباطات بتنظيمات إرهابية بالساحل والصحراء، منها المتخصصة في إرسال المقاتلين المغاربة لتلقي تداريب شبه عسكرية قبل العودة إلى أرض الوطن وتنفيذ مخططات إرهابية، ومنها الذين كانوا تحت إشراف مباشر مع الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها.
من جهته أكد الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، بوبكر سابيك، أن “الأبحاث جارية لتحديد مسارات ومسالك تهريب هذه الأسلحة، والتقاطعات المحتملة مع شبكات الإجرام المنظم.” مشددًا على أن “الأجهزة الأمنية لا تستبعد أي فرضية أو أي مسلك من مسالك البحث.”