المغرب يكثف جهوده لمضاعفة أعمال سوق الألعاب الإلكترونية

مبادرات وبرامج طموحة لزيادة الاستثمار وتوليد الوظائف وجذب المواهب.
الاثنين 2025/04/14
عالم من المتعة والمنافسة والأرباح

يسعى المغرب إلى تعزيز مكانته في صناعة الألعاب الإلكترونية من خلال مجموعة من المبادرات الإستراتيجية، التي ستساعد في تنمية هذه السوق ومضاعفة أعمال الشركات العاملة في القطاع من بوابة زيادة الاستثمار وتوليد المزيد من الوظائف.

الرباط - أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد بنسعيد مؤخرا أن سوق الألعاب الإلكترونية في المغرب واعدة وتتمتع بجميع المقومات التي تجعلها في قلب الديناميكية العالمية لهذه الصناعة.

وشدد على حرص الوزارة على مضاعفة رقم معاملات السوق إلى مستويات كبيرة، إذ تعتبر قطاعا ناشئا ويوفر فرصا هائلة للعمل والاستثمار، بما يخدم خطط التنمية الاقتصادية الشاملة والطموحة.

وفي جواب على سؤال النائبة عن كتلة الحركة الشعبية سكينة الحموش، حول الألعاب الإلكترونية وإستراتيجية التطوير، قال بنسعيد إن “صناعة الألعاب الإلكترونية تعد من أحدث الصناعات الثقافية.”

وأوضح أنها من المجالات التي تعرف استثمارات كبرى ومداخيل مهمة في عدد من الدول، ولدى البلد كفاءات شابة في مجال تطوير التطبيقات والألعاب الإلكترونية.

وتهدف الحكومة إلى بناء نظام اقتصادي قادر على توفير50 ألف فرصة عمل جديدة للشباب بما فيها 3330 وظيفة مباشرة، وجعل القطاع محركا للنمو الاقتصادي، وتطمح إلى زيادة نسبة أعمال القطاع خلال السنوات الأربع المقبلة.

إدريس الفينة: القطاع يشكل فرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة تحديدا
إدريس الفينة: القطاع يشكل فرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة تحديدا

وحقق القطاع على المستوى المحلي رقم معاملات بلغ 129 مليون دولار، أي ما يعادل 0.07 في المئة فقط من السوق العالمية متجاوزا بذلك باقي الصناعات الثقافية والفنية الأخرى.

وتتضمن خطة تطوير هذه السوق إنشاء أول منطقة لصناعة الألعاب الإلكترونية باستثمار يناهز 260 مليون درهم (25.9 مليون دولار). وتتفاوض وزارة الشباب مع أربع شركات عالمية كبرى على الأقل للمشاركة في بناء المشروع على أن تكون جاهزةً في غضون سنتين.

وسيكون تطوير المنطقة في العاصمة الرباط على شكل ثلاثة أبراج ضمن مساحة تقدر بنحو 5 هكتارات، على أن يتم بعد ذلك تعميم المشروع على مستوى الجهات حسب خصوصية كل جهة.

وأطلقت وزارة الشباب دراسة جدوى لتحديد اتجاهات الاستثمار في قطاعات السمعي البصري والسينما والألعاب الإلكترونية نظرا للتقارب التكنولوجي بين هذه القطاعات.

وفي إطار التحضير لإطلاق أشكال جديدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، “تم إطلاق دراسة جدوى احتياجات السوق واتجاهات الاستثمار في هذه القطاعات الثلاثة،” وفق بنسعيد.

ويؤكد الخبير الاقتصادي إدريس الفينة أن المغرب يتوفر على الكفاءات والموارد اللازمة، لذا ينبغي التوجه نحو التخطيط من أجل بلورة إستراتيجيات واضحة المعالم.

وقال أستاذ علوم الاقتصاد في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، لـ”العرب”، “يجب أن يتضمن ذلك أشكال الدعم والتسهيلات التي من الممكن أن تقدمها الحكومة إلى المستثمرين، سواء المغاربة أو الأجانب، بما يساهم في تحقيق الكفاءة والأهداف المرسومة.”

129

مليون دولار حجم سوق القطاع في البلاد، وهو يعادل 0.07 في المئة من السوق العالمية

وأوضح الفينة أن هذا المجال سيشكل فرصة جيدة للشركات الصغيرة والمتوسطة تحديدا، ذلك أن الاستثمار في هذا المجال الخصب لا يتطلب تراكمات معينة في ما يخص الخبرة، بل يشترط فقط التوفر على كفاءات.

وقال إن "هذه الكفاءات بإمكانها أن تمكن الشركات من الانخراط في الدورة الإنتاجية، عكس مجالات أخرى تتطلب التراكمات."

ويحتضن المغرب النسخة الثانية لصناعة الألعاب الإلكترونية، والتي ستقام مطلع يوليو المقبل في قصر الرياضات - المجمع الرياضي مولاي عبدالله في الرباط.

وأكد القائمون على هذا الحدث أن هذه النسخة الجديدة تهدف إلى تعزيز الترويج لنظام الألعاب الإلكترونية المغربي وإبراز البنى التحتية الإستراتيجية مثل مدينة صناعة الألعاب الإلكترونية في الرباط.

وتعتزم وزارة الشباب هيكلة الحاضنات ودعم المستثمرين المحليين والدوليين عبر برامج جاذبة، والترويج محليا ودوليا لهذا المجال، والتواصل والتواجد في المعارض الدولية، بما في ذلك تنظيم أحداث من هذا النوع في البلاد.

ومن أجل دعم وهيكلة منظومة الصناعة الثقافية والإبداعية في مجال ألعاب الفيديو، أطلقت الوزارة البرنامج التدريبي "صانع ألعاب الفيديو" المخصص لمهن تطوير ألعاب الفيديو بالتعاون مع سفارة فرنسا في الرباط، لصالح 40 فردا من الشباب المغاربة.

ويهدف البرنامج التدريبي، الذي انطلق في يناير الماضي ويستمر تسعة أشهر، إلى تقوية المهارات المهنية والإدارية للمستفيدين من أجل دعم تطوير هذه الصناعة، وتعزيز موقع المغرب باعتباره فاعلا أساسيا في هذا القطاع.

كارين هوبيلار: المغرب بمقدوره أن يصبح فاعلا عالميا رئيسيا في القطاع
كارين هوبيلار: المغرب بمقدوره أن يصبح فاعلا عالميا رئيسيا في القطاع

وتم إنجاز برنامج صانع ألعاب الفيديو بالشراكة مع ثلاث مؤسسات هي إزارت ديجيتال التي تعتبر ثاني أفضل مدرسة لتطوير الألعاب الإلكترونية في العالم، والتي تتولى توفير التكوين من خلال طاقمها الأكاديمي.

والشراكة الثانية مع الجامعة الدولية للرباط، التي تستضيف التكوين في حرمها الجامعي، إضافة إلى المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، الذي سيوفر الموارد اللوجستية اللازمة.

وأوضحت المديرة المؤسسة لمدرسة إزارت ديجيتال كارين هوبيلار أن المغرب بمقدوره أن يصبح فاعلا رئيسيا في القطاع ليس فقط على المستوى الأفريقي، وإنما أيضا على الصعيد الدولي، مشيدة بالإمكانات الهائلة التي تزخر بها البلاد من حيث المواهب الواعدة والثراء الثقافي والتاريخي والفني الاستثنائي.

وترتكز الإستراتيجية المغربية في هذا المجال على عناصر أساسية، منها التكوين واستقطاب المواهب والكفاءات، ودعم الشركات المحلية والدولية، وإنشاء البنية التحتية ودعم الابتكار والإنتاج.

وأوضح بنسعيد أنه سيتم في مرحلة مقبلة تفويت هذا المشروع للقطاع الخاص، مؤكدا أن أهدافه تتمثل في جلب المستثمرين الأجانب في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية وجعل المغرب منصة رائدة في صناعة الألعاب الإلكترونية على المستوى الأفريقي والدولي.

والى جانب المستثمرين الأوروبيين سينفتح المغرب على آسيا بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الألعاب بين وزارة الشباب ونظريتها في كوريا الجنوبية من خلال إجراء دراسة مقارنة.

وخلصت هذه الدراسة إلى أن السوق المغربية للألعاب الإلكترونية تعتبر واعدة على الرغم من صغر حجمها لأنها تتمتع بجميع المقومات لتكون في قلب الديناميكية العالمية لهذا المجال.

10