المغرب يعتقل عنصرا من حزب الله بحوزته جوازات مسروقة

الرباط - أوقفت السلطات المغربية مواطنا لبنانيا ينتمي إلى حزب الله وبحوزته جوازات سفر أجنبية مسروقة، في خطوة تكشف حسب المتابعين أن خطر الحزب لا يقتصر على مناطق نشاطه التقليدية في الشرق بل يطمح لأن يمتد إلى مناطق أبعد.
وجاء في بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، ونشرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أن “قوات الأمن تمكنت بناء على معلومات دقيقة الأربعاء، من توقيف مواطن لبناني ينتمي إلى حزب الله”.
وأضاف البيان أن “عمليات التفتيش مكنت من العثور بحوزة المواطن اللبناني المشتبه به على جوازي سفر، أحدهما فرنسي، والثاني برتغالي، مُعلَن سرقتهما على الصعيد الدولي في قواعد بيانات منظمة الإنتربول”.
كما تم العثور بحوزته على “سندات هوية ورخص سياقة مسجلة بأسماء مواطنين فرنسيين وبرتغاليين وإيطاليين، علاوة على مبالغ مالية بعملات مغربية وأجنبية”.
وحسب المعلومات الأولية للبحث، فإن المواطن اللبناني الموقوف يشتبه في تعريضه عدة ضحايا للنصب والاحتيال وعدم إتمام عقد، حيث كان ينتحل صفة مسير لشركات أجنبية، مدليا بجوازات سفر برتغالية وفرنسية مصرح بسرقتها، وذلك لتضليل الضحايا وتعريضهم للنصب في مبالغ مالية، وفق ما جاء في بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني.
وجرى إيداع المشتبه به رهن الاعتقال الاحتياطي للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات القضية.
وأعلنت السلطات المغربية أنها نسقت مع “المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والمكاتب المركزية الوطنية في الدول المعنية لتحديد ظروف وملابسات سرقة جوازات السفر المحجوزة لدى المشتبه الموقوف على ذمة هذه القضية”.
ولاحظ متابعون أن توقيت تواجد العنصر التابع لحزب الله في المغرب يثير الريبة والشكوك ويحمل دلالات سياسية، ولا يستبعد هؤلاء أن يقف النظام الإيراني الذي يدعم حزب الله بالسلاح والعتاد محليا وفي ساحات النزاع بالشرق الأوسط، وراء ذلك.
وتبدي إيران التي سبق وأن كشفت تقارير إعلامية عن دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، انزعاجا من التقارب الأميركي – المغربي الذي شهد زخما في الآونة الأخيرة بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، إضافة إلى استئناف الاتصالات الرسمية بين الرباط وتل أبيب.
وحسب متابعين فإن إصرار إيران على دعم البوليساريو التي تستخدمها كورقة لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا، من ضمن العوامل التي عجلت بالاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.
والعلاقات المغربية – الإيرانية ليست على ما يرام منذ سنوات بسبب التدخلات المستمرة لطهران في الشؤون الداخلية للدول العربية، على غرار دعمها للجبهة الانفصالية.
وفي مايو 2018، أعلن المغرب قطع علاقاته مع طهران وطالب القائم بالأعمال في سفارة إيران بمغادرة البلاد، وذلك بسبب الدعم العسكري من قبل حليفها حزب الله للبوليساريو.
وأوضح رئيس الحكومة سعدالدين العثماني آنذاك أن” قرار المغرب بقطع العلاقات مع إيران قرار مغربي خالص، بعد أن ثبت بالأدلة أنها تدعم جبهة الانفصاليين عسكريا وبالخبرات العسكرية مباشرة أو بواسطة حزب الله اللبناني”.