المغرب يسعى لفتح متحف في كل مدينة

المغرب بوتقة انصهرت فيها مجموعة من الثقافات والمكونات العربية – الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية.
الجمعة 2021/11/05
متحف محمد السادس ذاكرة حية ومستقبل مفتوح

الرباط – أكد المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية المغربية للمتاحف التي تدير حاليا 13 متحفا، أن المؤسسة تعتزم، في إطار سياستها الرامية إلى دمقرطة الولوج إلى الفن والثقافة، فتح المزيد من المتاحف لكي تتوفر كل مدينة رئيسية في المغرب على متحف واحد على الأقل، وبالتالي تعزيز تراث وخصوصيات كل منطقة.

وأشار قطبي في هذا الخصوص إلى متحف القارة والذي سيُقام في قلب الرباط، و”سيحتفي بالتراث الثقافي والفني الغني لقارتنا الأفريقية فضلا عن تعزيز مكانة الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة الثقافة”.

وسجل في هذا الصدد، أن المغرب بوتقة انصهرت فيها مجموعة من الثقافات والمكونات العربية – الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، فضلا عن الروافد الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، مضيفا أن المملكة تتوفر على تراث أركيولوجي وإثنوغرافي وفني استثنائي يتعين الحفاظ عليه وعرضه في متاحفها “حتى يتمكن المغاربة من تملّك تاريخهم، ويُتاح للأجانب اكتشاف ثراء ثقافتنا”.

وأبرز رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف إسهام متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الذي يعد “قاطرة للمؤسسة، لأنه عبّد الطريق للمغاربة للولوج إلى المتاحف ومعانقة، هنا في المغرب، أسماء مرموقة في عالم الفن”.

وأضاف قطبي أن المتحف مكّن أيضا من وضع الرباط على خارطة المواعيد الدولية للفن الحديث والمعاصر باعتباره أول متحف في أفريقيا وفي العالم العربي قام بعرض أعمال ياكوميتي وسيزار وبيكاسو وغويا ورسامين انطياعيين من قبيل مونيه، سيزان، ورينوار، ودولاكروا.

المهدي قطبي: ثقافة أي بلد هي معركة يومية ولا غنى عن المتاحف
المهدي قطبي: ثقافة أي بلد هي معركة يومية ولا غنى عن المتاحف

وحسب قطبي، فإن الأمر يتعلق بعمل تحقق بفضل شراكات مع كبريات المؤسسات المتحفية والثقافية في العالم، “حيث راهنّا على الدبلوماسية الثقافية لجعل هذا المتحف مكانا بارزا للتبادل والحوار بين الثقافات ومشاطرة القيم الإيجابية”، مسجلا أنه “بالإضافة إلى المعارض ذات البعد الدولي، فإن الطموح الرئيسي لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر هو تشجيع الإبداع والعمل من أجل الدمقرطة والإشباع الثقافي لكل المغاربة من خلال المساهمة في تطوير ظروف الإنتاج الفني”.

كما توقف رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف عند أول سنتين للفن المعاصر في الرباط، والذي استقبل في سنة 2019 حوالي 140 ألف زائر مغربي وأجنبي، مذكرا أن هذه النسخة سلطت الضوء على حوالي 63 فنانا ومجموعة فنانين من 27 دولة مختلفة، وثمنت عالميا جودة البنية التحتية المتحفية والثقافية المغربية.

من جهة أخرى، تطرق قطبي إلى تداعيات الوباء على النشاط المتحفي والثقافي، بما في ذلك إغلاق العديد من المتاحف ووقف الأنشطة الثقافية لمدة عام تقريبا.

وشدد على أنه رغم ذلك، فإن النشاط الثقافي آخذ في الانتعاش، حيث أعيد افتتاح المتاحف تدريجيا من خلال تنظيم معارض كبرى في عدة مدن حول العالم، وهو ما يثبت أن “المتاحف لا غنى عنها في الحياة اليومية للملايين من البشر”، مشيرا إلى أن المغرب من البلدان القلائل في العالم التي أبقت متاحفها مفتوحة إبّان الجائحة في احترام تام للتدابير الصحية.

ويرى قطبي أن ثقافة أي بلد هي معركة يومية لأنها ركيزة أساسية في تنمية المجتمع، داعيا في هذا الصدد إلى “دعم الإبداع والفاعلين في القطاعات الثقافية، مع صون تراثنا الفني الوطني، انطلاقا من الوعي بإمكانات المغرب وما يمكن أن يساهم به في المشهد الثقافي العالمي”.

وأضاف “في الوقت الراهن، هناك دينامية متفائلة وقوية يجب استغلالها لتمهيد الطريق لأفكار جديدة ووضع نموذج ثقافي متطور لبلدنا يستجيب لتطلعات المغاربة ولأهداف التنمية”.

وردا على سؤال حول مساره الفني، قال قطبي “الرسم بالنسبة لي هو نفس وأكسجين، هل تعتقد أن أي شخص يمكن أن يعيش من دونه؟ بالطبع لم يعد لدي وقت للرسم كما اعتدت من قبل، لكن يسعدني مشاطرة شغفي وجلب أعمال استثنائية لكي يتمكن المغاربة من اكتشاف ومتابعة المسار الذي رسمه جلالة الملك من أجل إيلاء الثقافة المكانة التي تستحقها”.

13