المغرب يدعم الفلسطينيين تصديا للتدخلات المشبوهة

الملك محمد السادس يأمر بإنشاء مستشفى ميداني في غزة، وإرسال مساعدة غذائية يبلغ حجمها 113 طنا لفائدة سكان غزة على أن يستفيد منهاسكان القدس ورام الله.
الخميس 2018/05/31
العاهل المغربي يشرف على عملية إرسال المساعدات

الرباط – رفع المغرب من جهوده الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني وهي الخطوة التي يرى مراقبون أنها تهدف إلى التصدي للتدخلات الإقليمية المشبوهة في القضية الفلسطينية وفي مقدمتها التدخل الإيراني.

وأشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء الثلاثاء، على عملية إرسال مساعدات إنسانية من أغطية وأغذية وكميات من الأدوية الضرورية لأهالي القدس ورام الله إضافة إلى إقامة مستشفى عسكري متنقل في قطاع غزة لتقديم المساعدات الطبية لجرحى ومصابي مسيرات العودة الكبرى.

ويدخل الدعم الميداني الذي قدمه المغرب للقدس ورام الله وأهالي غزة ضمن وظائف لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس.

وقال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية لـ”العرب”، إن هذه المبادرة الملكية مرتبطة بالموقف الثابت للمغرب تجاه القضية الفلسطينية عموما دون إقحام المكونات الداخلية الفلسطينية سواء السلطة الوطنية أو حماس.

واعتبر شيات أن هذه المبادرة تؤكد أن الموقف المغربي تجاه فلسطين هو موقف مبدئي تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه المقدسات الإسلامية باعتبار أن العاهل المغربي هو رئيس لجنة القدس.

ويتخذ المغرب سياسة بعيدة عن سياسة رفع الشعارات التي اعتمدتها عدة دول ما أثر سلبا على القضية الفلسطينية.

وكان العاهل المغربي قد أكد أن “الدفاع عن أرض فلسطين السليبة، وحماية مدينة القدس الشريف من مخططات التهويد، ودعم المرابطين بها، لن يتأتى بالشعارات الجوفاء، أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة”.

وربط خالد شيات بين مبادرة المغرب الإنسانية والتوغل الإيراني الكبير في المنطقة وفي قطاع غزة تحديدا حيث تدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وساهمت السياسة الإيرانية في زعزعة المشهد الفلسطيني، ودعمت الانقسام، وموّلت كل من خرج عن إطار السلطة الفلسطينية الشرعية، وطالما استخدمت طهران عدالة هذه القضية لأهدافها المشبوهة.

دعم الرباط المستمر للقضية الفلسطينية يساهم في تحصين العلاقات الفلسطينية المغربية من محاولات المساس بها

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أعلن مطلع الشهر الحالي، قطع بلاده لعلاقاتها مع إيران وطلب من سفيرها مغادرة البلاد “بسبب علاقة مع حزب الله”.

وأوضح أن سبب هذه الخطوة هو “انخراط حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في علاقة مع البوليساريو، وتهديد ذلك لأمن البلاد واستقرارها”.

ويضم المستشفى الميداني الطبي الجراحي للقوات المسلحة الملكية، الذي يشمل عدة أقسام وتخصصات، طاقما قوامه 97 عنصرا، بما في ذلك 13 طبيبا و21 ممرضا، من عدة تخصصات، كما سيتم إرسال 25 طنا من الأدوية من أجل تعزيز الخدمات الاستشفائية المقدمة.

وسيوفر المستشفى، الذي سيقام بقطاع غزة، خدمات استشفائية للفلسطينيين ضحايا الأحداث الأخيرة، وكذلك لمجموع سكان المنطقة. ويشمل التخصصات المطلوبة من طرف السكان والمتلائمة مع احتياجاتهم، من قبيل جراحة الشرايين والجهاز الهضمي والعظام وطب الأطفال وأمراض الأذن والأنف والحنجرة وطب العيون، إلى جانب عدد من التخصصات التي يوفرها المستشفى الميداني متعدد التخصصات.

وسيتم إرسال هذه المساعدة الغذائية، عبر الأردن، ويبلغ حجمها 113 طنا، لفائدة سكان غزة على أن يستفيد منها، أيضا، سكان القدس ورام الله.

وتأتي الخطوة المغربية بعدما تمت إزالة اللبس السياسي الذي خلقته ما يسمى بـ”اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي”، عندما رفعت أعلام جبهة البوليساريو الانفصالية خلال مسيرات العودة بغزة في أبريل الماضي.

وكان صلاح عبدالعاطي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المنظمة لمسيرات العودة، قد أكد أن “المنظمين لن يسمحوا بتكرار مثل هذه السلوكات المعزولة”، مؤكدا استعدادهم لمواجهة مثل هذه الأخطاء بالصرامة اللازمة.

وشدد باحثون في العلاقات الدولية على أن المغرب يسعى من خلال هذه الجهود الإنسانية إلى تحييد الورقة الفلسطينية عن أي تلاعب إقليمي يستهدف مصالحه من خلال الربط بين القضية الفلسطينية وقضية الصحراء المغربية.

 ويرى مراقبون أن دعم الرباط المستمر للقضية الفلسطينية سيساهم في تحصين العلاقات الفلسطينية المغربية من أي اختراقات وخصوصا من قبل خصوم يريدون التلاعب بمشاعر الفلسطينيين لتحقيق مآرب سياسية ضد المغرب الذي عبر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية منذ عقود.

وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم اللجنة المنظمة لمسيرات العودة، بأن “اللجنة تدرك جيدا حساسية قضية الصحراء لدى المغاربة، وهي مع مغرب موحد تحت قيادة الملك محمد السادس".

4