المعرض الوطني الأول للتصوير في الدار البيضاء يجمع الهواة بالمحترفين

اجتذب المعرض الوطني الأول للتصوير بالدار البيضاء العديد من المحترفين والهواة في مجال التصوير الفوتوغرافي، علاوة على تقديمه آخر التقنيات في هذا الفن الذي يتطلب مواكبة للتكنولوجيات الحديثة. في هذا الإطار كان لـ“العرب” هذا الحوار مع رئيس جمعية مختبرات التصوير والمصورين المحترفين التي تنظم الحدث، رشيد مفتاح، الذي يتحدث عن أبرز رهانات المعرض وآفاقه.
الرباط - يعتبر معرض الصور والمصورين المحترفين في أحدث التقنيات الفوتوغرافية، الذي تحتضنه الدار البيضاء، واحدا من أبرز الأحداث الثقافية والفنية التي تستقطب عشاق التصوير والفنون التشكيلية على حد السواء. ويتميز هذا المعرض بأهداف متعددة تسعى إلى تعزيز التواصل الثقافي والفني، وتقديم منصة للمصورين المحترفين لعرض إبداعاتهم والتعبير عن مهاراتهم الفنية في عالم التصوير.
ومن بين أهداف هذا المعرضِ التركيزُ على عرض وتقديم الإبداع الفني، حيث تتاح للمصورين المحترفين فرصة عرض أحدث أعمالهم وتقنياتهم في التصوير، وهو ما يساهم في تعزيز مكانتهم وانتشار أعمالهم على الصعيدين المحلي والعالمي. بالإضافة إلى ذلك يعتبر المعرض منصة لتبادل التقنيات والخبرات بين المحترفين والهواة، ما يسهم في تطوير مهارات التصوير وتعميق المعرفة في هذا المجال.
كما يلعب المعرض دورا هاما في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وبيئية هامة، حيث يمكن للمصورين استخدام عدساتهم لتوثيق وتسليط الضوء على تلك القضايا بطريقة فنية مؤثرة، وبذلك يسهم المعرض في زيادة الوعي والتفكير في هذه القضايا بين الجمهور.
تطوير فن التصوير
نظمت جمعية الدار البيضاء لمختبرات التصوير والمصورين المحترفين في الأسبوع الأول من فبراير 2024 المعرض الوطني الأول للتصوير، وقد ضم عارضين من كبار ممولي الأدوات الفوتوغرافية، وكذلك ممولين في مجال الإضاءة والصوت، ويعتبر المعرض مناسبة لعرض آخر تقنيات الطبع سواء على الورق الفوتوغرافي أو على أي دعم قابل للطباعة مثل النسيج والزجاج والبلاستيك والطين. كما تم عرض كل جديد من تقنيات وآليات في عالم الإضاءة والصوت، بالإضافة إلى ذلك تم تنظيم ندوات ولقاءات حول موضوع الصورة وجوانبها بالتوازي مع المعرض.
ويسهم المعرض في تعزيز مجال التصوير والمصورين المحترفين في المغرب وقد عبر عن هذا رئيس جمعية مختبرات التصوير والمصورين المحترفين رشيد مفتاح في حواره مع “العرب” قائلا “يشكل المعرض الأول للدار البيضاء، الذي تنظمه الجمعية المغربية لأرباب ومختبرات التصوير والمصورين المحترفين بالدار البيضاء، منصة وطنية رائدة لتطوير قدرة المهنيين والمحترفين في المملكة المغربية وتسليط الضوء على أسرار التقنيات الحديثة القادرة على تحقيق النجاح”.
ويضيف “شهد هذا المعرض الوطني تطورًا لافتًا على صعيد المشاركات والفعاليات، إذ كشف عن أحدث تقنيات الطباعة ومكّن المشاركين من تقديم مختلف خبراتهم، ما سيسهم في تعزيز قدرات الفاعلين في ميدان التصوير، سواء منهم الحرفيون أو المهنيون، وحشد الجهود للتقدم في مجال قطاع التصوير في المغرب، وتحويله إلى مجال حيوي يخدم مختلف القطاعات التي تعتمد على الضوء والصوت سواء في السمعي والبصري أو في المجال السياحي أو في أي مجال يستخدم الصورة كوسيلة للوصول إلى الجمهور”.
وفي حديثه عن الفرص والتحديات التي يواجهها المعرض في جذب انتباه كبار ممولي السلع الفوتوغرافية يقول مفتاح “قبل أن يظهر اهتمام المشاركين في هذا المعرض، يجب التأكيد أولا على مصداقية واحترافية وكفاءة الجمعية المغربية لأرباب ومختبرات التصوير والمصورين المحترفين بالدار البيضاء، إذ تعتبر الخطوة الأساسية لاستقطاب وجذب انتباه العارضين، ثم يأتي دور القدرة على الإقناع التي يتمتع بها أعضاء الجمعية، حيث يقدمون عروضًا لتوضيح الفوائد التي سيحققها المشاركون من المعرض”.
ويساهم عرض أحدث التقنيات للطبع على أنواع مختلفة من الأدوات الفوتوغرافية في تجديد هذا المجال، ويوضح هذا رئيس جمعية مختبرات التصوير والمصورين المحترفين قائلا “يشهد ميدان التصوير تطورًا متزايدًا منذ نشأته، وقد أثرت التقنيات الحديثة بشكل كبير على هذا المجال، مما جعل هذا المعرض متنوعًا بفضل تبنيه لمختلف التكنولوجيات العصرية، مثل الطباعة الرقمية والليزرية، إذ يساهم هذا التنوع في تحديث المهنة ومنح قيمة مهنية مضافة لمشروع كل مشارك ومحترف ولمستقبله الفني”.
أما الفوائد المتوقعة للمشاركين في مجال الإضاءة والصوت في هذا المعرض فيشدد مفتاح على أن “المعرض هو الأول من نوعه في الدار البيضاء ويعتبر حدثًا مهما لمواكبة التطور التكنولوجي في مجال الصوتيات والمرئيات، إذ يمكن للمشاركين سماع ورؤية وتجربة أحدث الابتكارات في مجال الإضاءة والصور والصورة الحديثة على أرض الواقع، كما يتم عرض باقة من المعدات من التقنيات المتقدمة، وكذلك إقامة علاقات تجارية مربحة بين الموزعين والمهنيين”.
توسيع شبكة الاحتراف
المعرض فرصة لتوسيع الشبكات الاحترافية، وتحسين المهارات الفنية، واكتساب الخبرات من خلال الندوات واللقاءات المصاحبة
تساهم الندوات واللقاءات المصاحبة في تعزيز فهم المشاركين لجوانب متنوعة في فن التصوير، هذا ما يؤكده مفتاح قائلا “الهدف من المعرض هو إيصال رسائل ومصادر متميزة قادرة على مساعدة المشاركين من قبل خبراء ومحترفين مبدعين، حيث توفر لهم مهارات عملية في ميدانهم المهني”.
ويضيف “تتيح الطباعة وتيرة أسرع ودقة أكبر وألوان متنوعة بجودة عالية، كما أن كلفتها معقولة ومتعددة الاستخدامات”.
و”يمكن للمعرض أن يلعب دورًا في تعزيز التفاعل بين موردي الأجهزة الفوتوغرافية والمصورين المحترفين، إنها فرصة حقيقية لتعزيز التواصل والتعاون والتبادل التجاري مع كل المهنيين في مجال السمعي – البصري” يقول رشيد مفتاح.
وهناك محاولات لإطلاع جمهور المعرض على مجالات أخرى ذات صلة بالتصوير، مثل فنون الطباعة أو التكنولوجيا الرقمية، ويشير إلى هذا رئيس الجمعية موضحا “بالموازاة مع المعرض تم التواصل مع جمعية الدار البيضاء لمحلات التصوير لتجديد مكتبها، وهذا لأن مجال التصوير الفوتوغرافي واعد ومليء بالتقنيات الحديثة لزيادة قدرة الطباعة إلى أبعد الحدود مستقبلا”.
وفي الختام يظهر المعرض الأول للتصوير في الدار البيضاء بمثابة محطة مهمة في تطوير مجال التصوير بالمغرب، حيث يوفر منصة رائدة لعرض وتبادل أحدث التقنيات والمعدات والمعرفة في هذا الميدان المتطور. ويعتبر المعرض فرصة لتوسيع الشبكات الاحترافية، وتحسين المهارات الفنية، واكتساب الخبرات من خلال الندوات واللقاءات المصاحبة.
وثمن رشيد مفتاح المشاركة الفعّالة لجميع المهتمين بفن التصوير والمهنيين في هذا الحدث المميز، حيث أمكنهم استكشاف وتجربة أحدث الابتكارات والتقنيات، وبناء علاقات مثمرة مع الزملاء والموردين، مضيفا أن “نجاح المعرض يعتمد على مشاركة الجميع، ونحن واثقون من أن هذا الحدث سيسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة المغرب كمركز رائد للتصوير والإبداع الفني”.