المعارضة السورية تحشد للانضمام إلى هجوم تركي محتمل على المقاتلين الأكراد

التوغلات التركية السابقة في الأراضي السورية كانت تسبقها عمليات حشد طويلة وتحركات كبيرة للقوات على الحدود.
السبت 2021/11/06
سوريون بعقيدة تركية

دمشق – يستعد معارضون سوريون للانضمام إلى هجوم جديد تهدد تركيا بشنه على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية، حيث تتطلع أنقرة إلى حملة جديدة على الجماعة التي تراها تهديدا لأمنها الوطني.

وشنت تركيا ثلاث هجمات داخل سوريا منذ 2016 على وحدات حماية الشعب التي تعدها أنقرة عدوا لها لعلاقاتها الوثيقة مع جماعة كردية متمردة تقاتل في تركيا منذ العشرات من السنين.

وتصاعد التوتر منذ مقتل فردين من الشرطة التركية قبل شهر في هجوم صاروخي في شمال سوريا تقول تركيا إن وحدات حماية الشعب شنته.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهجوم كان “القشة التي قصمت ظهر البعير”، وإن كانت أنقرة لم تبد أي إشارة إلى عملية وشيكة.

وتقول مصادر المعارضة السورية إن تركيا أرسلت إمدادات عسكرية لحلفائها في سوريا في إطار التحضيرات لعملية محتملة، وأعيد نشر مقاتلين من المعارضة باتجاه المناطق التي يُتوقع أن تُستهدف في أي هجوم جديد.

وقال الرائد يوسف حمود الناطق العسكري باسم “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا إن “الانتقال إلى حالة الجاهزية الكاملة لا يتطلب إلا فترة بسيطة جدا قبل الإعلان عن أي عملية عسكرية”.

وكانت التوغلات التركية السابقة تسبقها عمليات حشد طويلة وتحركات كبيرة للقوات التركية على الحدود لم تُرصد بعد هذه المرة.

ولم تلزم أنقرة نفسها بالقيام بالتحرك، ولم تورد تفاصيل تذكر عن خططها وعمّا إذا كان قرار قد اتخذ بالفعل.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله بعد لقائه مع الرئيس الأميركي جو بايدن “عندما يحين وقت تنفيذ عملية بالطبع ستنفذ العملية، لا تراجع عن ذلك”.

وقال مسؤول أمني تركي كبير إن التحضيرات جارية. وأضاف أن “العملية ستبدأ لدى استكمال التحضيرات جميعها”.

وتعقدت مساعي تركيا لسحق وحدات حماية الشعب بسبب صلات الجماعة بروسيا والولايات المتحدة، وكلتاهما عملتا مع وحدات حماية الشعب وفصيل آخر تقوده هو قوات سوريا الديمقراطية أثناء الحرب السورية.

وقال المسؤول الأمني التركي “ننسق الأمر مع روسيا. وتناولناه بالفعل مع الولايات المتحدة”.
وتقول مصادر من قوات سوريا الديمقراطية إن تركيا كثفت هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة ونيران المدفعية من الأراضي التركية مستهدفة مواقع لوحدات حماية الشعب في الأسبوعين الماضيين.

وقالت مصادر من المعارضة إن أي عمل عسكري سيركز على ممر تسيطر عليه القوات الكردية بين بلدتي تل أبيض وجرابلس بمحاذاة مناطق سيطرت عليها تركيا وحلفاؤها في حملات عسكرية سابقة.

وقال مسؤول بارز في الجبهة السورية للتحرير المنخرطة في الاستعدادات العسكرية “استكملنا الاستعدادات العسكرية اللازمة للعملية العسكرية المرتقبة، كل مناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني هدف لنا في المرحلة القادمة”.

ويرى خبراء أن أنقرة تريد تحييد تهديد الأكراد الذين استقروا في شمال سوريا. وكان الأتراك سيطروا بين عامي 2016 و2019 على العديد من المناطق هناك، وهم يسيطرون اليوم على الحدود من بندر خان إلى رأس العين، وكذلك من جرابلس إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ومع ذلك فإن المنطقة الواقعة بين جرابلس وبندر خان كانت في أيدي وحدات حماية الشعب الكردية منذ سنوات عديدة.

ومن الأهداف الرئيسية للعملية المقبلة بلدة كوباني الحدودية على بعد 415 كيلومترا شمال شرق دمشق. ويدافع الأكراد عن هذه المدينة منذ عام 2012 ضد داعش أولا، ثم ضد الجيش التركي.
ويفترض هؤلاء أن تسعى أنقرة للسيطرة على المنطقة الواقعة جنوب كوباني من أجل ربط المنطقتين الخاضعتين لسيطرتها ولتحصل على موطئ قدم في شمال سوريا. والهدف الثاني الأقل وضوحا لأنقرة هو تغطية وكلائها في إدلب من ضربة محتملة لدمشق.

2